الجريمة الشاذة.. تفسير السلوك الإجرامي

تتنوع وتختلف الظواهر الاجتماعية في صورها وأشكالها من حيث القبح والجمال، وأقبح صورها «الجريمة» وهي مرض يختفي ويظهر إذا فشل الضبط الاجتماعي بكل مقوماته.

والمجتمع اليوم يحتار أمام تفسير جرائم «داعش» لعدم وجود عوامل واضحة لهذه المشكلة الأمنية سوى تفسير لعامل واحد تقليدي (أنهم خوارج).

والجريمة الشاذة: هي نمط سائد لسلوك يقترفه الدواعش وهو إقدامهم على الانتحار لقتل آخرين أبرياء والمتعذر فطرة أن يقتل الإنسان نفسه بهذه الصورة البشعة، والحقيقة أن أبرز المشكلات في دراسة السلوك الإجرامي هي السببية، ويشتد الأمر تعقيدا لقراءة نمط الجريمة التي يمارسها هؤلاء أن هنالك عوامل كثيرة متشابكة صنعت هذه «الجريمة الشاذة».

والذي أميل إليه أن سبب تفجير النفس له عوامل عدة أبرزها تربوي ونفسي أكثر، وله ارتباط بعوامل فكرية كونت الدافع للإقدام على هذه الجريمة، ونستدل بما ذهب إليه علماء النفس في الشخصية المعادية للمجتمع لوجدنا المنتمين إلى تنظيم داعش لديهم هذا الاضطراب.

والشخصية المعادية للمجتمع تتبلور منذ نشأتها بحسب تربيتها السلبية والضغوط التي تعيشها في الأسرة والبيئة المحيطة بها، وهو اضطراب سلوكي يشمل عادات سلبية عدة يستمر مع الإنسان، يبدأ من عدم احترام حقوق الآخرين والاعتداء عليهم، ولهذه الشخصية سمة واضحة بأنها لا تتكيف مع المجتمع وتعيش في عزلة اجتماعية.

وتزداد المشكلة في هذه الشخصية إذا بدأت تمارس تدينا مبنيا على تشوه معرفي، فتبدأ بتصرفات عدوانية بدافع «القربة إلى الله» وهي في الحقيقة ليست كذلك إنما هو سلوك عدواني مضطرب يبرر بشعارات دينية.

وقد أثبتت الدراسات أن الانتحار مرتبط بمتغيرات عدة منها ضغوط الحياة والاكتئاب والملل من لون الحياة وطعمها وقلة التعزيز من المجتمع والعلاقة المضطربة بين الفرد والجماعة، هذه المتغيرات تدفع بالشخص نحو الانتحار، ولكن الدواعش يبررون انتحارهم بأنه (عبادة) أما في الحقيقة فهو خلاف ذلك إنما هو عدم التكيف وقبول العيش في الحياة.

عبدالله قاسم العنزي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت