الفرق بين الإسم التجاري و التسمية التجارية و العنوان التجاري

سأعمد بشكل موجز و دقيق توضيح الفرق الجوهري بين هذه المؤسسات دون تفصيل أو إطالة أو تعقيد أو تضخيم، لأني دائما ما أقول أن التبسيط هو أعقد و أعظم و أصعب أمر في العلم خاصة و جميع مجالات الحياة عامة، وسأحرص على عدم الخوض في الإشكالات التي تطرحها هذه المؤسسات خاصة فيما يخص علاقتها ببعض و بالسجل التجاري و مسألة حمايتها و التوقيع بها و غيرها كثير إلا إذا إقتضتها ضرورة خفية

إن هذه المؤسسات تتداخل في كثير من الحالات فيما بينها مما يخلق إشكال تمييز كل واحدة عن الأخرى

غير أنه يمكننا القول أن هذه المؤسسات تشترك فيما بينها دون أي إشكال أو غموض من حيث علة وجودها، لكونها تعمل جميعا على إبراز و توضيح هوية المقاولة

و فيمايلي أبرز الفوارق بين هذه المؤسسات ؛

أولا : بالنسبة للعنوان التجاري فإن هذه المؤسسة تتخذ شكلين الأول يتألف من الإسم المدني للمقاول أو الشريك في المجموعات المملوكة على الشياع ، و كمثال عليها ( مقاولة أكدي ) و المقصود بالإسم المدني الإسم العائلي ، أما الشكل الثاني فيتألف من الإسم المدني مع إضافة تسمية مبتكرة و كمثال توضيحي عليها ( مقاولة أكدي للجودة) و هكذا نخلص إلى كون العنوان التجاري يتألف وجوبا من الإسم المدني أو العائلي للمقاول أو الشريك على الشياع و لم تعد المجموعات التي إتخذت شكل شركة تجارية تدار بعنوان تجاري بل بتسمية تجارية كما سنرى لاحقا

ثانيا : بالنسبة للتسمية التجارية فإنها بخلاف العنوان التجاري تتألف فقط من إسم مبتكر أي عبارة لا تتعلق بالإسم المدني للمقاول ، وكمثال عليها نذكر ( حمام الراحة ، سينما الورود ، مقاولة السعادة )، لكن أستاذنا أحمد شكري السباعي لا يرى أي مانع من إضافة الإسم المدني إلى الإسم التجاري كما إذا قلنا ( مقاولة أكدي للسعادة)، غير أن هذا سيخلق إشكالا بارزا و هاما حيث سيخلط لنا الإسم التجاري بالعنوان التجاري لأن العنوان التجاري يتكون من الإسم العائلي مع إمكانية إضافة إسم مبتكر و أن الإسم التجاري يتكون من إسم مبتكر مع إمكانية إضافة الإسم العائلي، إذا نخلص إلى كون الإسم التجاري هو نفسه العنوان التجاري في هذه الإمكانية، فما هو المخرج إذا ؟ حسب الأستاذ أن الحل يتمثل في الرجوع إلى التصريح الذي قدمه التاجر للتقييد في السجل التجاري فإذا صرح أنه إعتبره عنوانا تجاريا كان له ذلك و العكس صحيح

ثالثا : بالنسبة للتسمية التجارية ، إن هذا المصطلح أصبح خاصا بالشركات التجارية حيث أصبحت جميعها تدار بتسمية تجارية مع إختلاف أحكامها في ذلك عن بعضها البعض ، فمثلا شركة التضامن بعد أن كانت تدار بعنوان تجاري أصبحت تدار كما قلنا بتسمية تجارية أي تسمية مبتكرة مع إمكانية إضافة إسم شريك أو أكثر لها، بالنسبة لشركة التوصية البسيطة و التوصية بالأسهم تدار بدورها بتسمية مبتكرة مع إمكانية إضافة إسم أحد الشركاء المتضامنين أو أكثر، بالنسبة لشركة ذات المسؤولية المحدودة تدار بتسمية مبتكرة مع إمكانية إضافة إسم أحد الشركاء أو أكثر، بالنسبة لشركة المساهة كانت تدار بتسمية تجارية و ضلت تدار بتسمية تجارية تستخلص من غرضها أي عدم إمكانية إضافة إسم أحد الشركاء

و أذكر أن قصدي في هذه السطور القليلة هي فقط توضيح الفروق الجوهرية بين هذه المؤسسات لا الخوض في إشكالاتها، مع عدم إخفائي عليكم أهمية هذه المؤسسات و الإشكالات التي تطرحها خاصة مسألة تفويتها إفراديا أو مع الأصل التجاري لأنها تعد عنصرا من عناصره المعنوية المكونة له ، و إن سمح الوقت يمكننا تخصيص مقال لها إن شاء الرحمان

بقلم الطالب الباحث : كريم أكدي

إعادة نشر بواسطة محاماة نت