إحذر النصب : مخاطر التسويق الإلكتروني تؤرق الشباب علي شبكة الإنترنت

نجحت أجهزة الأمن بالقاهرة في الكشف عن أخطر التشكيلات العصابية التي تخصصت في عمليات النصب من خلال شبكة الانترنت, حيث قامت بإنشاء وتأسيس شركة “وهمية” للدعاية والإعلان بمنطقة مصر الجديدة, وإيهام المواطنين الذين وصل عددهم إلي 200 ألف مواطن باستثمار أموالهم, والحصول علي فوائد مقابل استثمارها في مجال تسويق الإعلانات من خلال شبكة الانترنت. وقد تمكن أفراد العصابة من جمع أكثر من 260 مليون دولار من المواطنين, بزعم توظيفها, مقابل فوائد يحصلون عليها.

إن “التسويق الإلكتروني” أو “التسويق الرقمي” أو “التسويق الشبكي”, هو تعبير يشمل جميع الأساليب والممارسات ذات الصلة بعالم التسويق عبر شبكة الانترنت Internet Marketing”” وقد انتشرت مؤخرا مجموعة شركات للربح السريع, التي تُعرف بـ “شركات التسويق الالكتروني”, وهي شركات تهدف إلي تحقيق عدة أهداف من أهمها, تعريف المستهلك بالشركة ومنتجاتها, حيث يمكن لشبكة الانترنت أن تزيد من إدراك المواطنين لطبيعة الشركة ومنتجاتها وخدماتها, ورفع معدل التسويق لمنتجاتها.

ولكن في المقابل, تعتمد بعض الشركات “الوهمية” علي إيهام الشباب بإمكانية تحقيق ثروة في أقل وقت ممكن, مُستغلة في ذلك ضعف الثقافة, والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشباب. وتستخدم تلك الشركات أساليب نفسية عالمية, يتم تدريب المشتركين بها عليها, لجذب الشباب. فقد انتشرت مؤخرا الكثير من الدعوات إلي الاستثمار من خلال التسويق الالكتروني أو الشبكي عبر الانترنت, وللأسف لاقت تلك الدعوات إقبالا كثيفا من قبل الشباب, اعتقادا منهم بأنهم سيحققوا مكاسب مالية في وقت قصير, ودون مجهود كبير. ويُعرف نشاط تلك الشركات “الوهمية” بـ “الاحتيال عبر الانترنت”, أي النصب عن طريق (الدفع مُقدما) عندما يتم إقناع شخص ما بإرسال أو دفع مبلغ من المال, وذلك مقابل الحصول علي مبلغ ضخم فيما بعد ويسمي Fraud” أو Scam”.

وفي محاولات للتصدي لتلك الظاهرة السلبية, يقوم الآلاف من المواطنين بالانضمام من خلال موقع “الفيس بوك” إلي جروبات Groups, التي تحارب شركات التسويق الالكتروني “الوهمية” بمختلف الطرق, حيث تنشر تلك الجروبات الكثير من المعلومات التي تثبت أن تلك الشركات تحقق مكاسب عن طريق خسارة الآخرين, كما تنشر حالات وأمثلة تم الاحتيال والنصب عليها من قبل تلك الشركات. إن عملية النصب عبر شبكة الانترنت عبارة عن نظام عقد نصب جماعي يكون الطرف الأول فيه, هو الشركة “الوهمية” وبعض الأفراد الناشطين والمُتقدمين علي شبكة الانترنت, ليربحوا ملايين الدولارات. أما الطرف الثاني هو مجموعة الأفراد الذين يخسروا ما يربحه الطرف الأول (وهي فكرة تشبه لعبه القمار).

تتمثل خسارة الفرد في ثلاث حالات أولها, عدم القدرة علي إقناع أشخاص للاشتراك عن طريقة لعدم قدرته علي إتقان حيل النصب والاحتيال. وثانيهما, قيام الجهات الرسمية بوقف نشاط الشركة حفاظا علي الاقتصاد القومي, وعلي الاحتياطي الأجنبي من العملة الصعبة. أما ثالثهما, تشبُع السوق بالمشتركين, ويصبح ملايين الأفراد وُكلاء للشركة.

نجد أن عملية التسويق الالكتروني بشكل عام لها فوائد عديدة تخدم المواطنين, ولكن في نفس الوقت لابد من وضع آليات وضوابط تحفظ حق المواطن ومنع تعرضه لعمليات النصب والاحتيال. كذلك يجب علينا ضرورة الابتعاد عن خطط الحصول علي أموال بدون سبب من خلال شبكة الانترنت, التي تطلب دفع مبلغ مالي بسيط للحصول علي مبالغ أكبر, لأنها طريقة للإيقاع بضحايا النصب.

أدمن:ياسمين نقابة الاعلام الاليكترونى

إعادة نشر بواسطة محاماة نت