هل يجوز للمدعي عليه عدم حضور الجلسات وفقاً للنظام السعودي؟

جلسات المحكمة تبدأ جلسات المحكمة بعد قيد الدعوى لدى قلم المحكمة، حيث توضح المحكمة لأطراف الدعوى القاضي المسؤول عن نظر النزاع، بالإضافة إلى يوم وتاريخ ووقت الجلسة، والهدف من تعدد الجلسات السّماح لكلٍّ من المدعي والمدعى عليه بتقديم دفوعه وبيناته، وآخر جلسة من جلسات المحكمة هي جلسة النطق بالحكم، وتتميز جلسات المحكمة بالعلانية وعدم السرية، والسبب في ذلك التأكيد على مبدأ العدل الذي يرمي إليه القانون، لذلك سيتم توضيح الحضور أمام المحاكم وماهتيه، وتبعات عدم حضور المدعى عليه الجلسة، والأحكام الغيابية.

الحضور أمام المحاكم وماهيته

ترتبط فكرة الحضور أمام المحاكم بالمُبارزة باعتبارها وسيلة للدفاع عن النفس، وتقضي المُبارزة حضور الأطراف بأنفسهم للدفاع عن ذاتهم، وقد انتقلت فكرة المُبارزة إلى نظام العدالة بحلول عدالة الدول بدلًا من عدالة الأفراد، حيث يجب على الخصوم مواجهة بعضهم البعض أمام القاضي وإقناعه بالحجج التي تتوفّر لديهم وتأييد ادعاءاتهم، حيث تعدّ هذه المواجهة مشرعة أصلًا استنادًا إلى حق المساواة أمام القانون؛ وذلك لتمكين كل خصم من الدفاع عن نفسه بذات وسيلة خصمه من جهة، ولضمان سير العدالة من جهة أخرى؛ لأنه لا يجوز الحكم على شخص من غير سماع أقواله أو دفاعه.[١]

فإن غابت المواجهة غابت العدالة، فالحضور المادي متمثلًا بحضور الخصوم أنفسهم جلسة المحكمة أو بواسطة ممن ينوبون عنهم في ذلك، لكن إذا غاب أحد أطراف الدعوى لأيِّ هدفٍ كان، يتعين على المحكمة أن تباشر النظر بالدعوى وكأن الطرف الغائب موجود فعلًا، وذلك لحسن سير العدالة، وعدم المماطلة في الدعوى، مما يؤدي بالنأثير على المرفق القضائي بأكمله.[١]

تبعات عدم حضور المدعى عليه

الجلسة لا بُدّ من التّعرف على تبعات عدم حضور المدعى عليه الجلسة التي تم تحديدها من قبل المحكمة، حيث أنه إذا تخلف المدعى عليه الحضور إلى الجلسة المحددة لاستجوابه أو تقديم بيناته دون عذرٍ مقبول أو مسوغٍ قانونيّ، فيعتبر ناكلًا عن الاستجواب، وقد يعتبر القاضي أن أن عدم الحضور بمثابة قرينة من القرائن في الدعوى، فتقوى بالحكم على الممتنع عن الإجابة أو الحضور، ولكن من الممكن أن لا يظهر للقاضي أي أي سبب كافي للحكم عليه نتيجة عدم حضوره وغيابه عن جلسات المحاكمة، وذلك بحسب ما يرتبط بالقضية من وقائع تدل على ثبوت أو نفي للأوصاف المؤثرة في الحكم القضائي.[٢]

الأحكام الغيايبة

بعد الحديث عن تبعات عدم حضور المدعى عليه الجلسة، لا بُدّ من التعرف على الحكم الغيابي، حث يُعرّف الحكم الغيابي على أنه: “الحكم الذي يتغيب فيه المتهم عن جلسات المحاكمة”، ويعد هذا الحكم أضعف من الحكم الوجاهي؛ لأن المحاكمة لم تجري بحضور المدعى عليه، فلم يقم بدوره الذي منحه إياه القانون، ولم يقدم دفاعه عن نفسه أو أي أدلة متعلقة بالدعوى تثبت عكس ما يدعيه المدعي، ويعتبر الحكم غيابيًا إن تغيب المدعى عليه عن جميع جلسات المحكمة، ولو حضر المدعى عليه جلسة النطق بالحكم بعد ذلك يضل الحكم غيابيًا.[٣]

إعادة نشر بواسطة محاماة نت