مقال قانوني في المواطن والقانون والعقود

مقال حول: مقال قانوني في المواطن والقانون والعقود

المواطن والقانون والعقود

إعادة نشر بواسطة محاماة نت

المحامي محمد سميرشاشو

أراد شخص توكيلي للدفاع عنه بدعوى تثبيت بيع عقاري ، سألته عن الواقعة كما هي ، أفادني بأنه ورغبة منه بالحصول على مبلغ مالي للقيام بصفقة تجارية رابحة دون

أن يتكبد عناء معاملة القرض والكفلاء وفوائده قام ببيع منزله وقبض مبلغ السلفة ( الرعبون ) المساوي للمبلغ المطلوب ، وبدأ يماطل في فراغة المنزل وتسليمه لحين انتهاء صفقته التجارية ، وبعد ذلك تقدم باعتذاره للمشتري طالباً فسخ البيع لأسباب شخصية تعلل بها، ولكن المشتري رفض هذا متذرعاً بأنه باع منزله الذي يسكنه لشخص آخر وهو بدوره باع منزله لآخر وهكذا ، وإن عدم تنفيذ البيع يوقف كل هذه البيوع ويسبب بكوارث مالية واجتماعية وقانونية ، ولم يتم الاتفاق الرضائي فتقدم المشتري بدعوى قضائية طالباً تثبيت شرائه لهذا العقار ، وتم تبليغه مذكرة الدعوى وبناء عليه حضر لمكتبي طالباً مني تخليصه من هذا البيع بسرعة ولا مانع لديه من دفع مبلغ صغير على سبيل التعويض .

لم يتوقع صاحبي أن أعتذر عن قبول التوكل في هذه الدعوى الخاسرة سلفاً لأنه لا يملك أي سبب جدي وجوهري يبرر له عدم تنفيذ ماالتزم به بالعقد الذي أبرمه بدون ضغط أو إكراه وهو يتمتع بالأهلية القانونية المعتبرة قانوناً ، كما لم يتوقع أن أنصحه بضرورة المسارعة لتنفيذ بنود العقد وعلى وجه السرعة استدراكاً لما هو أسوأ ، لأنه سوف يحصل على باقي الثمن المتفق عليه بالعقد منقوصاً منه التعويض المناسب للضررالذي سببه بتصرفه غير القانوني هذا إضافة إلى مصاريف الدعوى وأتعاب المحامي في الوقت الذي به يرتفع ثمن العقارات ، وبباقي الثمن الذي سوف يقبضه بنهاية الدعوى لن يستطيع شراء غرفة واحدة .

خرج من مكتبي بعد أن نبهني إلى أنني أنا الخاسر من جراء خسارتي له كموكل وخسارتي لأتعاب مجزية بدعوى سهلة وبسيطة ورابحة لأنه لا يوجد من يجبره على متابعة البيع وهو غير راغب به طالما أنه مستعد لإعادة العربون مضافاً إليه تعويض بسيط ، إضافة إلى أنه يستعمل هذا العربون في صفقاته التجارية وجني الأرباح طوال مدة الدعوى .

وبعد عدة سنوات حضر ذات الشخص لمكتبي طالباً مني التوكل عنه بدعوى تثبيت رهن منزل آخر بدلاً من منزله الذي خسره بنتيجة الدعوى واضطر لتسليمه جبراً بعد أن قبض المبلغ المتبقي منه والذي لم يكن كافياً لبدل الرهن علماً بأنه لم يتوفَّق بصفقاته التجارية التي أتت على ما لديه من سيولة مالية وأعرب لي عن ندمه كونه لم يستمع لنصيحتي ولم يعمل بها بل استمع لوسوسة الشيطان الذي لم يجن منها سوى الخراب . طلب مني هذا الشخص أن أنشر قصته هذه لتكون عبرة لكل شخص كي لا يستمع لوسوسة الشيطان بل يستمع لقول الرحمن الذي أمرنا بالوفاء بالعقود والعهود وبشرنا بالكثير من الخير جراء ذلك في الوقت نفسه توعدنا بالكثير من الخسارة والفقر في الدنيا والآخرة .‏

شارك المقالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الالكتروني.