الخيانة الزوجية بين القانون و الشريعة الإسلامية دراسة للدكتور عادل عامر

مقال حول: الخيانة الزوجية بين القانون و الشريعة الإسلامية دراسة للدكتور عادل عامر

الخيانة الزوجية بين القانون والشريعة الإسلامية بحث قانوني .

الدكتور عادل عامر

أكثر حالات الخيانة تعود للفقر والعوز المادي، وبخاصة لدى المرأة التي تقوم بعلاقات جنسية بهدف الكسب، وفي الدرجة الثانية يأتي الزواج المبكر كدافع للخيانة،حيث تتزوج الفتاة بسن لا تعي فيه قدسية الرباط الزوجي وغير مؤهلة للاختيار، ولا تملك ثقافة الزواج والأسرة، فتشعر بالظلم عندما تدرك ضرورة الاختيار الصحيح”، مبررات الخيانة الزوجية بأن هناك أسباب تتعلق بالغيرة الزائدة والشكوك المستمرة بين الرجل والمرأة، حيث تتحول الاتهامات المتكررة بالخيانة من حلم إلى واقع، وأسباب أخرى تعود للروتين داخل الأسرة، فلا يسعى كلا الزوجين لتطوير نفسيهما أو علاقتهما ويتحول الزواج إلى أمر عادي، مع أن الترغيب والجذب مسألة مطلوبة بعد الزواج أكثر من المرحلة التي تسبقه.‏ أن هذه الدوافع ليست بشكل عام جميع مبررات للخيانة، فهناك ظروف مشابهة لأشخاص آخرين، لكنهم لا يقومون بفعل الخيانة، وهذا يبين أن من يقوم بذلك هو شخص مهيأ.‏ الخيانة “اجتماعياً” على أنها من كبائر الأفعال، وهي محرمة لدى جميع الشرائع السماوية و عن الأسباب في جعلها مقبولة بين الناس أكثر مما مضى؟‏: إن المشاهدات والأحداث تمس الجانب القيمي، لكننا لا نستطيع القول إن القيم تتغير فهي إما قيم إيجابية أو قيم سلبية، والخيانة قيمة سلبية لا يمكن اعتبارها قيمة عادية، والشخص الخائن لا يتركب على قيمة واحدة، فهو يحمل صفات أخرى يضمرها في داخله تساعده على الخيانة « مثل الكذب والغدر» وخطورة الخيانة في الازدواجية التي يعيشها الإنسان، فهو أمام أسرته شخص، وبدون أسرته شخص آخر، ويعيش صراعاً بين ما يرتكبه من أفعال وبين تلبية رغباته.‏ و أن المشكلة اليوم ليست في القيم بل في تسطيح العقل بمفهوم القيمة ونلاحظ الكثير من القيم ذهبت مع العناصر المادية التي تشد الإنسان وتبعده عن القيم الروحية، يدخل في ذلك علاقات العمل، وأخلاقيات الملابس في أماكن العمل وفي أماكن الدراسة، وفكرة الوصول للسريع بدون جهد عقلي أو جسدي، وغيرها من المشكلات التي حولت الأشياء إلى ثقافة الاستهلاك على حساب المبادئ الأخرى.‏ وبالنسبة لآثار الخيانة ونسبة ارتكابها عند الرجل والمرأة أنه لا توجد دراسات توضح ذلك لان الموضوع خارج مصداقية الأشخاص، فمرتكب الفعل لا يقول عن نفسه إنه خائن، وباعتبار أن مجتمعنا يبرر للرجل خيانته، ولا يبرر للمرأة ذلك، نراه يصرح في بعض الأحيان عن علاقاته كنوع من الافتخار، لذلك تظهر خيانة الرجل على السطح، في حين خيانة المرأة مضرورة، وبشكل تبدو فيه معيبةً للرجل، وخطأ بالنسبة للمرأة.‏ من الناحية القانونية، ً عن وجود النصوص التي تعاقب على الخيانة الزوجية أو ضوابط مشابهة أم لا؟ إن كلمة خيانة لم ترد بالقانون المصري، لكنها وجدت بعبارة أخرى “ملاحقة الزوج بجرم الزنا، إذا اتخذ له خليلة جهاراً” ومن جهة المرأة بمجرد أن يتم الادعاء يعتبر جرم الزنا موجوداً وبالتالي يوجد تمييز بالعقوبة حيث تعاقب المرأة من ثلاثة شهور حتى عامين، في حين لا تتجاوز عقوبة الرجل الزاني السنة .

بالإضافة لوجود شرطين هما: ـ أن يتخذ له خليلة جهاراً، ـ أو يمارس الفعل في منزل الزوجية.. وهذا يعني وجود نقاط كثيرة بقيت خارج نطاق القانون باعتبار أنه لا يوجد قوانين تتعلق بالأسرة والحماية من العنف الأسري. أن هناك تمييزاً بالعقوبة بين المرأة والرجل، اجتماعياً وقانونياً لأن خطأ الرجل يبرر بعدم فضح الأسرة وخطأ المرأة غالباً قضية شرف، والمواد الموجودة في القانون هي المادة 273 الخاصة بعقوبة المرأة الزانية والمادة 277 التي تعاقب الزوج، والمادة 275 الملاحقة بشكوى الزوج.‏ إذا كان القصور القانوني مشجعاً على احتضان الظاهرة أنه يجب على القوانين أن تكون سابقة لتطورات المجتمع وليس العكس، فعندما نلاحظ أن الظواهر موجودة ومنتشرة ولا نجد نصوصاً قانونية تنظمها، دليل على القصور القانوني، وبالمقابل فإن كلمة الخيانة معيار مطاط، قد لا ينطبق فقط على حالات الزنى، بالإضافة إلى أن الدوافع الاجتماعية كثيرة منها« العنف الأسري، الوضع الاقتصادي للمرأة الفقيرة، واقع العمل وبخاصة القطاع الخاص، قلة الوعي، الزواج المبكر، الزواج المتأخر…الخ» وطبعاً هذا ليس ضرورياً أو مبرراً لحدوث الخيانة لكنه موجود في الواقع، وهذا يحتاج لقوانين اجتماعية

إن مشكلة الخيانة الزوجية من أبرز المشاكل التي تواجه أي مجتمع على مستوى العلاقات الشخصية.. وقد أورد قانون العقوبات المصري المواد تعاقب على جريمة الزنا حيث نص في المادة 273 على انه ” لا تجوز محاكمة الزانية إلا بناء على دعوى زوجها إلا انه إذا زنى الزوج في المسكن المقيم فيه مع زوجته كالمبين في المادة 277 لا تسمع دعواه عليها

وتنص المادة 274 من قانون العقوبات ” المرأة المتزوجة التي يثبت زناها يحكم عليها بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين لكن لزوجها أن يقف تنفيذ هذا الحكم برضائه معاشرتها له كما كانت ” وتنص المادة 275 عقوبات على انه ” ويعاقب أيضا الزاني بتلك المرأة بنفس العقوبة ” وتنص المادة 277 عقوبات على انه” كل زوج زنى في منزل الزوجية وثبت عليه هذا الأمر بدعوى الزوجة يجازى بالحبس مدة لا تزيد عن سته أشهر ” والثابت من تلك المواد إن القانون المصري قد فرق بين الرجل والمرأة في جريمة الزنا وذلك على النحو الاتى :

  • 1ـ انه يشترط لإدانة الزوج بجريمة الزنا أن يكون هذا الفعل من الزوج قد تم بداخل مسكن الزوجية أما إذا قام الزوج بالزنا خارج مسكن الزوجية فلا يعاقب على هذا الفعل .
  • 2ـ الزوجية تعاقب بجريمة الزنا سواء تم هذا الفعل بداخل مسكن الزوجية أو خارج مسكن الزوجية .
  • 3ـ كما إن العقوبة للزوجية اشد من العقوبة للزوج لان العقوبة للزوجية هي الحبس لمدة سنتين أم الزوج فهي الحبس لمدة ستة أشهر.
  • 4ـ وأخيرا فانه يشترط لإقامة جريمة الزنا سواء على الزوج أو الزوجة تقديم شكوى من الزوج إذا كانت زوجته المرتكبة للجريمة وتقديم شكوى من الزوجة إذا كان زوجها مرتكب الجريمة بداخل مكن الزوجية .

والخيانة الزوجية تتأرجح اختلافاً بين الشرع والقانون من حيث أركان ثبوتها وعقوبتها، وإن كانا متفقين على تعريفها فالجناية هي اقتراف جريمة الزنا التي تعني كل اتصال جنسي أو معاشرة جنسية بين شخص متزوج وشخص آخر أياً كان هذا الشخص، وأياً كان نوع هذا الاتصال الجنسي، فالقانون يجرمه ويوقعه تحت طائلة قانون العقوبات، والقانون يشترط لاكتمال أركان جريمة الزنا أن يتم ضبطها في حالة تلبس أو اعتراف أو ثبوت من واقع شهادة الشهود والمعاينة والفحص والتحليل في حالة عدم التلبس، أو الاعتراف، أما إذا لم يحدث ضبط تلبس بالجريمة ولم يغترف المتهم أو المتهمة، وسقط أحد أركان دعوى الزنا فلا يكون هناك جريمة قانوناً يحاسب عليها الجاني قانوناً. كما يستطيع الزوج أو الزوجة المجني عليه أو عليها، أن يتنازل عن حقه في مقاضاة الطرف الجاني حفاظاً على الأولاد والسمعة والشرف ودرءاً للفضائح، بشرط أن تستأنف الحياة الزوجية بينهما مرة أخرى، سواء أتم هذا التنازل في بداية إجراءات التقاضي أم أثناء السير في إجراءات دعوى الزنا، كما يستطيع الطرف المجني عليه أن يرفع العقوبة على الطرف الجاني حتى ولو صدر حكم نهائي في الدعوى إذا قدم ما يثبت قيامهما بالمصالحة بالشرط السابق ذكره وهو استئناف الحياة الزوجية فيما بينهما..

وواقع الأمور، والقضايا يثبت أن الزوج هو بالطبع الأكثر خيانة من الزوجة، بحكم العادات والتقاليد والأعراف التي تحد من حجم الحرية الممنوحة للمرأة الشرقية العربية التي بحكم طبيعتها تكون الخيانة هي آخر ما يمكن أن تفكر فيه كزوجة وذلك كقاعدة عامة ولكل قاعدة شواذها كما نعرف. وبرغم مشروعية الجمع بين زوجتين أو أكثر في الشريعة الإسلامية السمجاء، إلا أنه عند غياب الوازع الديني نجد أن الكثير من الأزواج يكتفي بواحدة، ويتصل جنسياً بمن يشاء من بائعات الهوى حينما يرغب في ذلك، أو يتخذ له صديقة أو رفيقة معينة. ومن المفارقات والأحكام العجيبة الموافقة لشرع البشر وأهوائهم أنه وحسب القانون المصري يحق للزوج أن يقتل زوجته ومن معها حال ضبطه إياها متلبسة بارتكاب جريمة الزنا، وتخفف عقوبته من السجن المؤبد إلى السجن لمدة ثلاثة سنوات كحد أقصى أو سنه كحد ادني مع إيقاف تنفيذ العقوبة ، أما إذا حدث العكس وضبطت الزوجة زوجها متلبساً بارتكاب جريمة الزنا ولو في فراشها وقتلته فإنها تعاقب كما لو كانت قد ارتكبت جريمة القتل العمد لأي سبب من الأسباب، ودون أي تخفيف أو تقدير للسبب الداعي للقتل.. الشك والتحقيق والتثبيت وفي بعض الأحوال قد تكتمل أركان جريمة الزنا في غير حالة التلبس، وتكون الأدلة دامغة ومحكمة بشكل لا يثير الشك في كون الجريمة قد ارتكبت بالفعل، لكنها تثير ريبة القاضي وعدم اطمئنانه وتجعله يستشعر أن المتهمة بريئة، فيما لو كانت هي الطرف الجاني- وأن تلك الجريمة لم ترتكب من الأساس.

فإذا اتهم الزوج زوجته باقتراف جريمة الزنا ولم يضبطها متلبسة ولم تعترف، أو حتى لو اعترفت، فلكي لا يكون هناك مجال في كون هذا الاعتراف وقع تحت ضغط أو إكراه، تفحص الزوجة ويؤخذ منها عينة فإذا وجدت حيوانات منوية داخل رحمها غير الخاصة بزوجها اعتبر هذا دليلاً على ارتكابها لجريمة الزنا وكأنها حالة تلبس وإلا فمن أين جاءت؟ أما إذا ثبت الفحص خلو رحمها من أي سوائل أو حيوانات منوية تخص شخصاً آخر غير زوجها، كان هذا دليلاً على براءة الزوجة من تهمة الزنا حتى وإن وُجدت آثار منوية على ملابسها من الخارج، فأي شخص يمكنه إلقاء سائل منوي على الملابس الخارجية دون أن تشعر الزوجة أو المرأة، وبالتالي يحتمل أن يكون هناك من يريد الكيد لها. إذن فلكي تكتمل أركان قضية كالخيانة لابد وأن لا يكون هناك أي شائبة يحتمل معها إيقاع الظلم بأحد بواسطة التحليل الطبي الدقيق، إلا أن الرجل أيضاً في حالة توجيه تهمة الزنا إليه يخضع لفحص طبي وتسحب عينة منه يتبين منها بواسطة الفحص ما إذا كان قد مارس عملية اتصال جنسي منذ وقت قريب أم لا. وكما سبق القول فإن القاضي إذا شك ولو بمقدار ذرة في صحة شيء ما في القضية ولم يطمئن فإنه يطبق فوراً قاعدة ( الشك يفسر لصالح المتهم)، ويحكم فوراً بالبراءة، فليس هناك وسطية في قضايا الزنا، فإما الجاني زانٍ وإما هو ليس زانياً، ويكون الحكم في تلك الحالة استرشاداً بروح القانون وليس بنصه الجامد.

الآثار القانونية للخيانة الزوجية :

أما بالنسبة للأثر القانوني لخيانة الزوجة لزوجها، فيتمثل في سقوط حقها في المتعة وبقية حقوقها كمؤخر الصداق وغيره فقط، وبالنسبة لأولادها يسقط حق حضانتها لهم إذا كانوا في سن التمييز بين الخطأ والصواب، ولا تحتفظ إلا بالطفل الذي هو دون العامين والذي لا يستغنى عن خدمة النساء في الطعام والنظافة، ولا يستطيع تمييز ما تفعله أمه. أما الزوج الزاني الذي تثبت عليه جريمة الزنا، فتستطيع الزوجة رفع دعوى طلب الطلاق منه للضرر، فليس هناك أشد ضرراً للزوجة من الخيانة، وفي تلك الحالة تستحق نفقة العدة ونفقة المتعة ومؤخر صداقها، وكذلك تعويضاً عما أصابها من الضرر المعنوي.

أما الخيانة الزوجية في المغرب

لقد جرم المشرع المغربي الفساد حينما يكون طرفا العلاقة الجنسية الغير المشروعة غير متزوجين بينما إذا كان واحد منهم على الأقل متزوجا فإن الحالة هنا تختلف إذ تكيف هذه العلاقة الغير المشرعة بالخيانة الزوجية حيث نصت المادة 491 من ق ج على أنه : “يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين أحد الزوجين الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية ولا تجوز المتابعة في هذه الحالة وإلا بناء على شكوى من الزوجة أو الزوج المجني عليه.
إلا أنه في حالة غياب الزوج خارج المملكة فإن زوجته التي تتعاطى الفساد بصفة ظاهرة يمكن للنيابة العامة متابعتها”.
ومن خلال ذلك نعرض فيما يلي الركن المادي والركن المعنوي لهذه الجريمة.

المطلب الأول: الركن المادي:

يتحقق الركن المادي في جريمة الخيانة الزوجية كما هو الحال في جريمة الفساد بالموافقة بين الطرفين إلا أن الاختلاف هو أن الخيانة الزوجية لا تتحقق إلا بارتباط الجاني بعقد زواج حيث الزوج مرتكب الجريمة يعد فاعلا أصليا والطرف الآخر غير المتزوج يعد مشاركا، وينبغي لهذه الجريمة كي تكيف بالخيانة الزوجية أن تكون لاحقة على عقد الزواج الصحيح، ففي الخطبة مثلا لا تتحقق الجريمة.
وإذا كانت النصوص المنظمة لجريمة الخيانة الزوجية لم تتعرض للحل عندما يكون أحد الطرفين في العلاقة الجنسية غير المشروعة متزوجا ومشاركه غير متزوج فإن الفقه قد اهتدى وكذا القضاء، إلى اعتبار صفة الزوجية تشكل طرفا مادية في الجريمة لأنها تغير من وصفها من جنحة الفساد إلى جنحة الخيانة الزوجية ويشدد بالتالي عقابها وفي نفس الوقت تشكل ذات الصفة، طرفا شخصيا مشددا للعقوبة ترتبط بشخص الفعل ولذلك توافر هذه الصفة تنتهي أخيرا إلى أن تصبح طرفا مختلطا عينيا وشخصيا في نفس الوقت، والقضاء سائر على اعتبار الظروف المختلطة كالظروف العينية من حيث أثرها على المساهمين والمشاركين وبالتالي فالطرف غير المتزوج يعاقب بنفس عقوبة الزوج في جريمة الخيانة الزوجية وذلك لأن: “الظروف العينية المتعلقة بالجريمة والتي تغلظ العقوبة أو تخفضها، تنتج مفعولها بالنسبة لجميع المساهمين أو المشاركين في الجريمة ولو كانوا يجهلونها”( ).

المطلب الثاني: الركن المعنوي

لا يتحقق القصد الجنائي إذا انتفى الإدراك عن الفاعل كما إذا كان مصابا بخلل عقلي، أو كان في حالة سكر غير اختياري، أو في حالة تخدير أو تنويم، لكن إذا كان تناول المسكر أو المخدر اختياريا وبدون ضرورة فإن المسؤولية تبقى قائمة، ويخرج من هذا الإطار إذا كان عنصر الاختيار غير متوفر كما هو الحال في الاغتصاب –المادة 486 ق ج- ويبدو تطبيق نفس الحكم في حالة انتفاء رضي الرجل واستعمال المرأة وسائل للضغط عليه. وكما أشرنا سابقا فإن الجهل بالرابطة الزوجية لا يحول دون معاقبة المشاركة في جريمة الخيانة الزوجية بنفس عقوبة الزوج، بينما جهل الزوج بوجود هذه الرابطة أو العقد يحول دون تحقيق القصد الجنائي لديه ويمكن تكييف الجريمة حينها بالفساد.

ولابد من الإشارة إلى أن المشرع في المادة 491 منع على النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية إذ لم يتقدم زوج الجاني بشكاية يطلب فيها المتابعة باستثناء الحالة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة السالفة وهي حالة ما إذا كان الزوج متغيبا خارج المغرب وامرأته تتعاطى الفساد بصفة ظاهرة، فإنه يمكن للنيابة العامة أن تتابعها دون أن يتوقف الأمر على شكاية الزوج المتغيب.

والنص استعمل عبارة “يمكن للنيابة العامة متابعتها” ومعنى ذلك أن للنيابة العامة سلطة تقديرية لإثارة المتابعة أو عدم إثارتها، وذلك حسب تقديرها لظروف ممارسة المرأة للفساد.

وكما يمكن للزوج إثارة الشكوى ضد زوجته فإنه يمكن أن يتنازل عنها ويضع حدا للمتابعة الجنائية للزوجة إذ ينص الفصل 492 : “تنازل أحد الزوجين عن شكايته يضع حدا لمتابعة الزوج أو الزوجة المشتكى بها عن جريمة الخيانة الزوجية”. ويتابع الفصل في فقرته الأخيرة “لا يستفيد مشارك الزوجة ولا مشاركة الزوج مطلقا من هذا التنازل” ولا يحول عدم إثارة الشكوى من طرف الزوج المجني عليه دون متابعة الشريك كان متزوجا أم عازيا حسب منطقو المادة المذكورة.

الجانب القانوني للخيانة الزوجية

إن مشكلة الخيانة الزوجية من أبرز المشاكل التي تواجه أي مجتمع على مستوى العلاقات الشخصية.. والخيانة الزوجية تتأرجح اختلافاً بين الشرع والقانون من حيث أركان ثبوتها وعقوبتها، وإن كانا متفقين على تعريفها فالجناية هي اقتراف جريمة الزنا التي تعني كل اتصال جنسي أو معاشرة جنسية بين شخص متزوج وشخص آخر أياً كان هذا الشخص، وأياً كان نوع هذا الاتصال الجنسي، فالقانون يجرمه ويوقعه تحت طائلة قانون العقوبات، والقانون يشترط لاكتمال أركان جريمة الزنا أن يتم ضبطها في حالة تلبس أو اعتراف أو ثبوت من واقع شهادة الشهود والمعاينة والفحص والتحليل في حالة عدم التلبس، أو الاعتراف، أما إذا لم يحدث ضبط تلبس بالجريمة ولم يعترف المتهم أو المتهمة، وسقط أحد أركان دعوى الزنا فلا يكون هناك جريمة قانوناً يحاسب عليها الجاني قانوناً.

كما يستطيع الزوج أو الزوجة المجني عليه أو عليها، أن يتنازل عن حقه في مقاضاة الطرف الجاني حفاظاً على الأولاد والسمعة والشرف ودرءاً للفضائح، بشرط أن تستأنف الحياة الزوجية بينهما مرة أخرى، سواء أتم هذا التنازل في بداية إجراءات التقاضي أم أثناء السير في إجراءات دعوى الزنا، كما يستطيع الطرف المجني عليه أن يرفع العقوبة على الطرف الجاني حتى ولو صدر حكم نهائي في الدعوى إذا قدم ما يثبت قيامهما بالمصالحة بالشرط السابق ذكره وهو استئناف الحياة الزوجية فيما بينهما..
وواقع الأمور، والقضايا يثبت أن الزوج هو بالطبع الأكثر خيانة من الزوجة، بحكم العادات والتقاليد والأعراف التي تحد من حجم الحرية الممنوحة للمرأة الشرقية العربية التي بحكم طبيعتها تكون الخيانة هي آخر ما يمكن أن تفكر فيه كزوجة وذلك كقاعدة عامة ولكل قاعدة شواذها كما نعرف.

وبرغم مشروعية الجمع بين زوجتين أو أكثر في الشريعة الإسلامية السمحاء، إلا أنه عند غياب الوازع الديني نجد أن الكثير من الأزواج يكتفي بواحدة، ويتصل جنسياً بمن يشاء من بائعات الهوى حينما يرغب في ذلك، أو يتخذ له صديقة أو رفيقة معينة.
ومن المفارقات والأحكام العجيبة الموافقة لشرع البشر وأهوائهم أنه وحسب القانون الفرنسي يحق للزوج أن يقتل زوجته ومن معها حال ضبطه إياها متلبسة بارتكاب جريمة الزنا، وتخفف عقوبته من السجن المؤبد إلى السجن لمدة ثلاثة سنوات كحد أقصى، أما إذا حدث العكس وضبطت الزوجة زوجها متلبساً بارتكاب جريمة الزنا ولو في فراشها وقتلته فإنها تعاقب كما لو كانت قد ارتكبت جريمة القتل العمد لأي سبب من الأسباب، ودون أي تخفيف أو تقدير للسبب الداعي للقتل..
الشك والتحقيق والتثبيت

وفي بعض الأحوال قد تكتمل أركان جريمة الزنا في غير حالة التلبس، وتكون الأدلة دامغة ومحكمة بشكل لا يثير الشك في كون الجريمة قد ارتكبت بالفعل، لكنها تثير ريبة القاضي وعدم اطمئنانه وتجعله يستشعر أن المتهمة بريئة، فيما لو كانت هي الطرف الجاني- وأن تلك الجريمة لم ترتكب من الأساس.

فإذا اتهم الزوج زوجته باقتراف جريمة الزنا ولم يضبطها متلبسة ولم تعترف، أو حتى لو اعترفت، فلكي لا يكون هناك مجال في كون هذا الاعتراف وقع تحت ضغط أو إكراه، تفحص الزوجة ويؤخذ منها عينة فإذا وجدت حيوانات منوية داخل رحمها غير الخاصة بزوجها اعتبر هذا دليلاً على ارتكابها لجريمة الزنا وكأنها حالة تلبس وإلا فمن أين جاءت؟

أما إذا ثبت الفحص خلو رحمها من أي سوائل أو حيوانات منوية تخص شخصاً آخر غير زوجها، كان هذا دليلاً على براءة الزوجة من تهمة الزنا حتى وإن وُجدت آثار منوية على ملابسها من الخارج، فأي شخص يمكنه إلقاء سائل منوي على الملابس الخارجية دون أن تشعر الزوجة أو المرأة، وبالتالي يحتمل أن يكون هناك من يريد الكيد لها.

إذن فلكي تكتمل أركان قضية كالخيانة لابد وأن لا يكون هناك أي شائبة يحتمل معها إيقاع الظلم بأحد بواسطة التحليل الطبي الدقيق، إلا أن الرجل أيضاً في حالة توجيه تهمة الزنا إليه يخضع لفحص طبي وتسحب عينة منه يتبين منها بواسطة الفحص ما إذا كان قد مارس عملية اتصال جنسي منذ وقت قريب أم لا.

وكما سبق القول فإن القاضي إذا شك ولو بمقدار ذرة في صحة شيء ما في القضية ولم يطمئن فإنه يطبق فوراً قاعدة ( الشك يفسر لصالح المتهم)، ويحكم فوراً بالبراءة، فليس هناك وسطية في قضايا الزنا، فإما الجاني زانٍ وإما هو ليس زانياً، ويكون الحكم في تلك الحالة استرشاداً بروح القانون وليس بنصه الجامد.

الآثار القانونية للخيانة الزوجية :

أما بالنسبة للأثر القانوني لخيانة الزوجة لزوجها، فيتمثل في سقوط حقها في المتعة وبقية حقوقها كمؤخر الصداق وغيره فقط، وبالنسبة لأولادها يسقط حق حضانتها لهم إذا كانوا في سن التمييز بين الخطأ والصواب، ولا تحتفظ إلا بالطفل الذي هو دون العامين والذي لا يستغني عن خدمة النساء في الطعام والنظافة، ولا يستطيع تمييز ما تفعله أمه.
أما الزوج الزاني الذي تثبت عليه جريمة الزنا، فتستطيع الزوجة رفع دعوى طلب الطلاق منه للضرر، فليس هناك أشد ضرراً للزوجة من الخيانة، وفي تلك الحالة تستحق نفقة العدة ونفقة المتعة ومؤخر صداقها، وكذلك تعويضاً عما أصابها من الضرر المعنوي.

اما من ناحية الشريعة الاسلامية

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم :-
” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”(الروم: 21)

فالزواج في الإسلام سكن للنفس، وراحة للقلب، واستقرار للضمير، وتعايش بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة، ليستطيعا في هذا الجو الأليف الوديع الحانى أن يؤسسا الخلية السعيدة، التي تريش فيها الفراخ الزغب،وتنشأ فيها الأسرة المسلمة السليمة.
وسر السعادة الزوجية أن تقوم على المحبة وطاعة الله، فطاعة الله فيها أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين، والمعصية لها أثر عجيب في الخلاف وعدم الوفاق، وقد يقولون: الحبُّ من أول نظرة، والحبُّ عذاب، والحب يصنع المعجزات، والحب أعمى، ومِن الحبِّ ما قَتَلَ، والحبُّ يجعل الكهل فتًى.. وأقول: إنما الحب صفاء النفسِ من حِقدٍ وبُغضِ، الحبُّ إخلاصٌ وصفاءٌ ونقاءٌ، الحب الصَّادق بين الزوجين كالبحر له بداية وليس له نهاية، الحبُّ وجدانٌ شعوريٌّ
مُشترَكٌ، وأمر لابد منه للإنسان.

لكن حذارِ ممَّا يُرَوَّج في الفضائيات وشبكات الإنترنت والأفلام عن الحب- أقصد الخيانة- الذي يصورونه على أنه لذة وشهوة عابرة وخيانة ومجون، حتى وصل الحال إلى أنه إذا ذُكِر الحبُّ تتراءى في الخيال قصةُ عشقٍ وغرامٍ وخيانةٍ وزنا، والحقيقة أن الله تعالى جعل هذه الغريزة لأهداف سامية، وجعل لها آدابًا شرعيةً، وأحكامًا فقهية..هذا حوارَ النَّبي – صلى الله عليه وسلم- مع السيدة “عائشة” رضي الله تعالى عنها في حديث “أبي زرعٍ” الطويل ،إذ قال لها النَّبي – صلى الله عليه وسلم- في نهاية كلامها: “كُنتُ لَكِ كَأبِي زَرعٍ لأُمِّ زَرعْ” يعني في الألفة والوفاء، فقالت عائشة- رضي الله عنها- بقلبِ العاشقِ المحبِّ لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “بأبي أنتَ وأمِّي ..لأنتَ خيرٌ لي من أبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ”.

من أنجح الأزواج؟؟:

سؤال يبحث عن إجابة ، حيث أنه بما تلقى من هدى الإسلام العظيم، يعرف كيف يتسرب إلى كوامن نفس المرأة بلطف ولباقة وكياسة، فيوجهها الوجهة المستقيمة التي تقتضيها الحياة الإسلامية المنسجمة كل الانسجام مع الفطرة السليمة والخلق النقلي القويم. إنه ليتعرف على ميولها ورغباتها ومزاجها، فيحاول جاهداً أن يوق بينها وبين ما يريد لها من سيرة حسنة مثلى ، دون أن ينسى لحظة واحدة أنها خلقت من ضلع، وأن تقويم الضلع أمر لا سبيل إليه.
ومن صفات الزوج الصالح أن يكون :-

  • 1- كيس فطن مع زوجته
  • 2- يكمل نقصها .
  • 3- يحسن التوفيق بين إرضاء زوجته وبر والديه.
  • 4- يحسن القوامة على المرأة

وما للقوامة من تبعات ، على الرجل أن يقوم بمسئولياته “كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل في بيته راع ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ومسئول عن رعيته”
( محمد على الهاشمى، 1425)

لقد كانت مقدمة واجبة للحديث عن موضوع “الخيانة الزوجية” والتى يتم استعراضه من عدة جوانب كما :-

* معنى الخيانة الزوجية عند كل من الرجل والمرأة

أولاً : لماذا تخون المرأة ؟؟؟؟

يحجم الكثير من العلماء والباحثين عن الخوض في بحث الأسباب التي تقف وراء الخيانة الزوجية خاصة اذا كانت من المرأة.
وظلت المعلومات التي يحصل عليها العلماء حول الموضوع لسنوات طويلة تأتي فقط من المختصين بالمعالجة الزوجية والمقابلات التي يقومون بها مع مراجعيهم أو من علماء النفس الذين يطلبون من الرجال والنساء الإجابة على أسئلة حول علاقات حب افتراضية خارج نطاق الزوجية.

لكن الباحثين قاموا مؤخرا بإجراء دراسات واسعة وأكثر قوة موجهين أسئلة حول تجارب حقيقية في الحب. وقد ساهمت الدلائل التي حصل العلماء عليها في ظهور نوع من التفكير حول من يخدع ،من، متى ولماذا؟
وبعكس ما كان يعتقد سابقا، فإن كثيرا من الأشخاص الذين يقولون إنهم سعيدون في حياتهم الزوجية يقدمون على الخيانة. فتوق هؤلاء نحو التنويع يحدد قراراتهم وحكمهم على الأشياء حتى حين يدركون تماما أخطار الخيانة الزوجية. ويقول المختصون أن نتائج الخيانة تكون كارثية حين يتم كشفها.

قالت بث ألن، باحثة في جامعة دنفر والتي قامت مؤخرا بالتعاون مع زميليها ديفيد أتكينز والراحلة شيرلي غلاس باستكمال بحث معمق حول الخيانة الزوجية، “أن الأشخاص الذين يفترضون أن السيدات السيئات الذين يعانون من زيجات سيئة هم فقط الذين يقدمون على الخيانة هم في الحقيقة يوهمون أنفسهم ويبعدونها عن إدراك الخطر الذي يحدق بهم”.وأضافت أن هؤلاء غير مستعدين للأوقات والمواقف الخطيرة في حياتهم حيث إذا لم يكونوا حريصين فإنهم قد يقعون فجأة فريسة للإغراء.
يركز الباحثون حاليا بصورة أكبر على مدى انتشار الخيانة الزوجية. فقد أشارت دراسات جديدة ومتعددة إلى أن معظم الأشخاص لا يقدمون على الخيانة الزوجية إما بسبب أنهم لا يستطيعون تحمل التفكير في هذا الأمر أو بسبب إدراكهم للألم الذي قد تسببه خسارة علاقة مهمة في حياتهم.

ومع ذلك كشفت دراسات أن أكثر من واحد بين كل خمسة أمريكيين سواء كانوا إناثا أم ذكورا أقام أو أقامت علاقة حب مرة واحدة على الأقل خارج نطاق الزوجية. ووجدت الدراسات أيضا أن الأمريكيات شأنهن في ذلك شأن الرجال.
أظهر بحث جديد في الولايات المتحدة أن السنوات القليلة الأولى من الزواج تعتبر بوضوح خطوطا حمراء. فقد كشف بحث أجراه علماء اجتماع في نيويورك عام2000 نمطين من توقيت العلاقات المحرمة خارج الزوجية.
ووفقا لدراسة شملت 3432 بالغا من الأمريكيين والأمريكيات، فإن احتمال ضلال امرأة متزوجة تكون في أوجها في السنوات الخمس الأولى من الزواج وتأخذ في الانخفاض تدريجيا. أما بالنسبة للرجال فإن هناك مرحلتين خطرتين جدا حيث أن الأولى في السنوات الخمس الأولى من الزواج والأخرى بعد عشرين عاما.

قالت جويل بلوك عالمة نفس في نيويورك، “أن أحد أسباب بدء علاقة وخاصة بالنسبة للأزواج صغار السن هو التمرد على القسم الذي آخذوه على عاتقهم بعدم الإقدام على إقامة علاقة حب مع شخص آخر”.

وحتى حين يقبل الناس التضحية والقسم دون تحفظ فإن الوعود قد تقدم شعورا زائفا بالأمان. أن الالتزام صارم ولكن الخيال يمكن أن يكمن خلفه. ففي إحدى الدراسات الجديدة استعرض علماء النفس في جامعة فيرمونت 180 زوجا. قال 98% من الذكور و 80% من الإناث إنهم تخيلوا إقامة علاقات جنسية خارج نطاق الزوجية مرتين على الأقل في الشهرين الذين سبقا الدراسة.

وكلما مر وقت أكثر على الزواج، كلما أفاد الأزواج الذين استطلعت آراؤهم بزيادة تخيلاتهم العاطفية. ولكن هذه التخيلات موجودة أيضا لدى الصغار من المتزوجين الذين يفترض دائما بأن يكونوا محصنين.ويقول الباحثون أن كل واحد تقريبا يفكر في ذلك على الأقل في مخيلته وفي العادة لا يتحدث الأشخاص حول ذلك، وخاصة إذا كان الواحد قريبا منهم. ويعيش بعض الأزواج في هذه التناقضات ويفهمون أنها دراما داخلية لا تنذر بأي حال من الأحوال بعلاقة حب حقيقية أو تعكس أية حاجة للخيانة. ومع ذلك فإن أزواجا مضت سنوات طويلة على زواجهم يدركون جيدا هذه الحياة المزدوجة ويمزحون مع أنفسهم بشأن عدم قدرتهم على التخلص من التوتر .

في خيانة المرأة فتش عن الرجل :

إن خيانة الزوجة .. هي جريمة بكل المقاييس خاصة في الوطن العربى الذي تحكمه معايير وقيم دينية .. إلا أن هذا لايمنع من وجود خيانات لضعف النفس البشرية أو لأي أسباب أخرى قد تكون أن الخلافات الأسرية الدائمة بين الأب والأم وقيام الوالدين باضطهاد الفتاة في المعاملة مما يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها زوجها بالاطمئنان. ولو عجز الزوج عن توفير هذا الإحساس لها وانكسرت علاقتها بزوجها، ولم تجد الاحترام من زوجها، فإنها تتجه للخيانة مع أى شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها. كما أن هناك سيدات غير ناضجات نفسيا تعلم الواحدة منهن أن زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضا. وهناك نوع آخر من السيدات المغرورات بجمالهن مما يجعلهن يتمردن على أزواجهن. وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادى لشراء ما يعجز عنه زوجها من هدايا فتبدأ في الانحراف. وفى أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة في الجنس من جانب الزوجة عاملا مهما في الخيانة بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج.

الزوج الخائن غير جدير بالاحترام مهما حاول أن يبدي ندمه:

معظم حالات الطلاق التي تنجم عن الخيانة الزوجية أو الخلافات تتضمن مشاعر مريرة وإحساسا بالعزلة وخيبة الأمل ولذلك لا عجب أن يطلق بعض المفكرين على الطلاق بأنه «حالة جنون» أيا كانت الآلام ، المؤسف أن في كل عملية طلاق يصور احد الطرفين الآخر على انه مصدر المشاكل والخلافات سواء كان ذلك حقيقيا أم مجرد زعم‚ احيانا يكون ذلك حقيقيا‚ لكن في اغلب الحالات فإن مرحلة الطلاق أن طالت هي التي تبعث كل الشرور في النفس وتترك لدى الرجل والمرأة كل أصناف المرارة ، يرى المشتغلون ببحوث الزواج أن كل مشكلات الزوجين أو معظمها يمكن أن تجد لها حلا بشكل أو بآخر‚‚ طال عمر المشكلة أم قصر‚‚ إلا مشكلة أزلية واحدة لا يمكن أن تعرف طريقها الى الحل حتى لو كان الوسيط في حلها هو القاضي‚‚ تلك مشكلة «الخيانة الزوجية» بكل أبعادها الاجتماعية‚‚ المرأة وكرامتها‚‚ كيانها وكبرياؤها‚‚ وجودها وفناؤها‚‚ الإحساس بالغدر‚‚ الإحساس بعمق الجرح وآلامه يعطي للمرأة الحق في الثورة على كرامتها مهما كان الثمن؟

صرخة تخرج من أعماق المرأة عندما تشعر بخيانة زوجها لها‚ باهتزاز عرشها ومملكتها وتعلن : زلزال ‚‚ كارثة ‚‚ اكتشفت أن زوجي يخونني مع امرأة أخرى‚ أن اكتشفت فجأة هذه الحقيقة المرة‚‚ ماذا تفعلين؟ هل تشعلين الحرب عليه أم تضعين أعصابك في ثلاجة؟ أهل الخبرة في الزواج حاولوا الإجابة عن أسئلة الخيانة التي تتعرض لها المرأة‚ هل تصارح الزوجات الأزواج بشكوكهن ‚‚ هل يطلبن الطلاق فورا اذا تأكدت مخاوفهن‚ ماذا يفعلن اذا كان هناك أولاد؟ الواضح أن الزوجة يمكن أن تعيش مع زوجها الخائن‚ولكن الزوج لا يستطيع الحياة مع زوجة خائنة أبدا‚هذه طبائع الأمور‚ أو طبائع الجنسين المختلفة والمتباعدة تماما‚الزوجة تستطيع أن تسامح‚ لأن طبيعتها تسمح بذلك‚ أما الرجل فلا يستطيع أن يتسامح أبدا في أمور الخيانة!
هذا السؤال طرح على فتاة حديثة العهد بالزواج‚ قالت: الزوجة التي تستطيع أن تقبل خيانة زوجها‚ وتوافق على البقاء معه‚ والنظر في وجهه وقبول كلمات غرامه بعدما وثقت من خيانته هي الزوجة المثالية!! والتي لا تتكدر كثيرا ربما تتحمل بعض الزوجات خيانة زوجها وصعلكته من اجل الأولاد‚ ولكن كثيرات من الزوجات هن اللاتي يرين ضرورة الانفصال وأن الحياة الزوجية مع زوج خائن صعبة‚ خاصة إذا كانت خيانته علنية‚

زوجات حائرات :

قصص وحكايات ترويها الزوجات‚ بعد أن مررن بالتجربة‚ وعانين ويلاتها من بدايتها وحتى نهايتها في البداية تقول إحدى السيدات: النصيحة التي أقولها للزوجات بناء على تجربتي هي أن المرأة العاقلة يجب أن تتجاهل الامر تماما‚ حتى لا يتمادى الرجل‚ مادام الزوج يتصور أن زوجته لا تعرف انه يخونها‚ فإنه يحاول أن يداري ‚ حتى يحافظ على مشاعرها ويقوم بواجباته نحو بيته وزوجته‚ ولكن إذا أدرك الزوج أن زوجته تعرف أنه يخونها‚ فقد يستمر في خيانته وبشكل أكثر ‚ لأنه لا يجد مبررا لكي يخفي خيانته عن زوجته‚ أما إذا تظاهرت الزوجة بجهلها بالأمر‚ في الوقت نفسه الذي تحاول فيه إرضاء زوجها‚ وإعطاءه المزيد من الحب والحنان‚ فأنها بالتأكيد‚ ستنجح في استعادته مرة أخرى‚ لأنه سيشعر بالقرف من الخيانة الزوجية لهذه المرأة التي تبذل كل جهدها لاستعادته إليها

خيانة بالصدفة:

زوجة لها أسلوب مختلف في التعامل مع زوجها الخائن‚ انتقمت من خلاله لكرامتها المجروحة‚‚ تقول: عرفت عن طريق الصدفة أن زوجي كان يخونني مع إحدى السيدات‚ ثم تطورت بينهما العلاقة‚ حتى تزوجها في نهاية الأمر‚ في بداية زواجه بها ثرت عليه وواجهته بكل غضبي‚ خاصة وهو يحاول إقناعي بأنه لم يكن له بها أي علاقة قبل زواجه منها‚ ولكني اضطررت بعد أن هدأ غضبي أن أكمل حياتي معه لظروف اقتصادية بحتة‚ ورغم هذا فإنني لم أسامحه حتى الآن‚ وأنا بكل صراحة أتبع معه أسلوب التعذيب النفسي‚ ولكن على نار هادئة جدا‚

الزوج الخائن:

زوجة أخرى ترفض أي محاولة لإيجاد أي عذر لزوجها الذي خانها وتقول: الزوج الخائن غير جدير بالاحترام أو الحب من زوجته مهما حاول أن يبدي ندمه ومهما ادعى من أسباب وأعذار‚‚ هذا الزوج لا يمكن إصلاحه‚ ولا يمكن للمرأة أن تثق به مرة أخرى مهما ادعت أنها تحبه أو أنها تريد أن تحافظ على بيتها‚ لأن ذكرى هذه الخيانة ستظل تلاحق الزوجة في كل يوم من حياتها‚ ولن تستطيع أن تكذب على نفسها وتسامحه من قلبها أبدا‚ فإذا كان هذا الزوج عنده ولو ذرة احترام وتقدير لزوجته‚ لما اقدم على ما فعله‚ كما أن أمامه عشرات الحلول يمكنه من خلالها أن يعيد الدفء إلى حياته الزوجية‚ وحتى إذا فشل في كل هذه المحاولات فهو يستطيع أن يتزوج بامرأة أخرى بعد أن يوضح لزوجته انه غير سعيد معها‚ فهذا أهون من أن يأتي اليوم الذي تشعر فيه بالصدمة عندما يصلها أو تشعر أن زوجها يخونها‚ وانا بصراحة لا اجد عندي أي عذر أو أي احترام لهذا الزوج الخائن‚ وكل هذا طبقته على نفسي بكل تفاصيله عندما خانني زوجي الأول‚ حتى وفقني الله إلى زوجي الثاني الذي يحرص على دينه.
كيف أنساه ؟!

وهذه نماذج لزوجات أخريات‚ تعرضن أيضا لخيانة أزواجهن‚‚ سئلن عن قدرتهن على نسيان ما حدث؟
ــ عندما عرفت أن زوجي قد خانني مع امرأة أخرى شعرت أن الدم يغلي في رأسي كيف يعرف امرأة أخرى وهو يؤكد لي دائما على حبه‚ بل أن إحساس الزوجة لا يكذب‚ نعم أشعر انه يحبني لكن كيف يخونني إذن؟! ماذا أفعل‚ اتركه؟ انتهى كل شيء؟ ولكن أنا أحبه وأيضا أغفر له

وتتحدث زوجة أخرى عن تجربتها الشخصية فتقول:

ــ أبلغتني صديقتي أن زوجي على علاقة بأخرى كان رد فعلي عجيبا‚ لقد غضبت منها بشدة‚ كان إحساسي بالإهانة عميقا كيف أعرف من صديقتي أمرا في هذه
الخصوصية؟ كيف لم يبلغني هو انه لم يعد يحبني أو أنه يحب أخرى كان هذا أهون عليّ؟!

الغضب القاتل

الآن‚‚ ماذا يقول الخبراء عن الخيانات الزوجية وهل تستطيع المرأة أن تغفر وكيف؟ بث اندرسون مستشارة الزواج البريطانية تقول في دراستها عن هذه القضية: أول شعور ينتاب المرأة عقب معرفتها بخيانة الزوج هو الغضب القاتل والإحساس بالمهانة وجرح الكرامة‚ وفقدان الثقة بالنفس والعجز عن الفهم‚ كل هذه المشاعر طبيعية تماما‚ ومع ذلك فانه لا ينصح أن تحاول المرأة أن تتخذ أي قرار في تلك الفترة‚ ذلك أن مشاعرها المتضاربة ستدفعها لمحاولة جرح الزوج والأخذ بالثأر مما يحطم أي احتمال لاستعادة الحياة الطبيعية بينهما‚ وتضيف الباحثة: انه يجب على المرأة قبل اتخاذ أي قرار أن تحاول أن تحدد السبب الذي دفع الرجل للخيانة‚ فهل خانها مثلا أثناء فترة مضطربة في علاقتهما أم أنه زير نساء‚ المهم أن تدرك بينها وبين نفسها ما حدث ولماذا‚ بعدها يمكنها التحدث مع الزوج في الموضوع بهدوء لتحديد موطن الخطأ‚ فأسوأ أعداء الحب هو الصمت وعدم التواصل‚

وتستطرد بث قائلة: انه من الضروري إلا تشعر المرأة انها ملومة أو فاشلة‚ فخيانة الرجل لا تعني أن هناك عيبا في المرأة‚ ولكنها تعني ببساطة أن هناك شيئا ما خطأ في العلاقة‚ فقد يلجأ الرجل لامرأة أخرى لاستعادة إحساسه بالاهتمام والثقة بالنفس‚ أما زوجها فهو أمر مرفوض أثبتته تجارب الحياة‚ فالزوجة تشعر بحقد وكراهية تجاه الصديقة التي تسببت في تدمير حياتها‚ وفي العادة تتحطم الصداقة بينهما.

سبب الخيانة

الخيانة لا تأتي من فراغ‚ قد يكون هناك قصور في العلاقة بين الزوج والزوجة‚ وقد تكون الزوجة مهملة في إحساسها بمشاعر الزوج وفي القيام بواجباتها نحوه‚ أو قد تبالغ في سيطرتها عليه‚ وبناء على كل هذا فان هناك شعورا بالانتقام يتولد داخل الزوج لإحساسه بأنه مظلوم‚ وبالتالي يلجأ إلى الخيانة‚ وفي أحيان أخرى يلجأ الزوج للخيانة لأسباب أخرى‚ مثل إحساسه بالملل والضجر من رتابة الحياة‚ وعدم بذله لأي جهد يتقرب به إلى زوجته وهو في هذه الحالة يعاني من عدم تجديد نشاط الحياة الزوجية بالفكر والحوار وقد يكون سبب الخيانة الزوجية تدخل إطراف خارجية في أسرار الحياة الزوجية مما يجعل الزوج يشعر بأنه لا ينتمي لزوجته بالشكل الذي يريده وهناك أسباب أخرى تتعلق بالزوج وحده أهمها انه يكون شخصية ضعيفة وتابعة بحيث يمكن لأي امرأة أخرى أن تسيطر عليه بسهولة شديدة وقد يكون شخصية عدوانية تميل إلى الانحراف أو انه بطبعه عدواني تجاه زوجته وأسرته.

المواجهة اللينة:

إذا استشعرت الزوجة أن زوجها يخونها فلا بد أن تضع يدها على الدليل القاطع من دون الاعتماد فقط على الأقاويل والإشاعات ولا داعي للتسرع واتهام الزوج من دون دليل أما إذا ثبتت الخيانة بالدليل القاطع فعلى الزوجة أن تلجأ إلى المواجهة اللينة ومعالجة السبب فإذا شعرت أنها مهملة تجاه زوجها فعليها أن تعالج هذا الخطأ‚ وأن تكون أمينة مع نفسها وان تحاول اكتشاف الدافع وراء خيانة الزوج بمنتهى الصراحة وتحاول أن تقضي على هذا الدافع وان تلفت نظر زوجها بالحسنى إلى الآلام التي تسببها خياناته لمشاعرها وإنسانيتها‚ وإذا اتبعت الزوجة هذا الأسلوب مع زوجها ولم يأت بنتيجة واستمر في غيه فعلى الزوجة أن تواجهه بعنف فإذا لم تجد استجابة أيضا فلا بد عليها أن تشكو لكبار أفراد الأسرة وتطلب منهم أن يتدخلوا لإصلاحه بشكل حاسم‚ فعليها أولا أن تسعى لإصلاح الأوضاع ‚ فإذا فشلت فيكون الطلاق في هذه الحالة هو أنسب الحلول.

الطلاق ثم الطلاق :

رغم كل الحالات التي استعرضناها فان بعض الزوجات لا يستطعن مواصلة الحياة بعد اكتشافهن لخيانة الزوج: تقول زوجة عن تجربتها الخاصة: عندما تأكدت من أن زوجي يخونني شعرت بكراهية له وواجهته بمنتهى الصراحة وبالطبع لم يستطع أن ينكر ثم حاول أن يعتذر لى ولكني رفضت وانتهى الموضوع بالطلاق وأنا الآن غير نادمة على هذه النهاية لأنني بصراحة لم اقدر على نسيان جرح كرامتي وإخلاصي معه لقد عشت معه على الحلوة والمرة قدمت له أجمل سنوات عمري شبابي وجمالي وكل ما املك لكن بكل أسف لم يقابل إخلاصي له وتضحياتي بالحب والتقدير وكانت النتيجة أنني احتضن أولادي لأقضي معهم بقية عمري وكل ما املك العب دور الأم والأب حتى ينتهي العمر.

لذلك ينبغي أن تتذكر المرأة أن :-

الفاطر العظيم أقام فطرتها على أسس نفسية جعلت منا مطلوبة أكثر من أن تكون طالبة ,, فمهما استشعرت إلحاحاً غريزيا في كيانها تظل ميالة إلى أن تتصف بمركز الانتظار والاستعلاء ، وأن تفرض على الرجل ظروفاً وأسبابا تجعله يلح في طلبها والسعي ورائها ،وبذلك تكون المرأة فتنة للرجل أكثر من أن يكون الرجل فتنة للمرأة .( القلمونى ، 1419 ،63 ) وأحاديث الرَّسول- صلى الله عليه وسلم- في حثِّ المرأةِ على التودد لزوجها كثيرةٌ لا تُحصى، فَعن “أم سلمة” قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “أيُّمَا امرأةٍ مَاتَت وزَوجُهَا عَنهَا راضٍ دَخَلت الجَنَّةَ”، وعنه- صلى الله عليه وسلم- قال: “يَستغِفرُ للمرأةِ المُطِيعَةِ لِزَوجِهَا الطَّيرُ فِي الهَوَاءِ وَالحِيتَانُ فِي المَاءِ والمَلائِكَةُ فِي السَّمَاءِ وَالشَّمسُ والقَمَرُ مَا دَامَت فِي رِضَا زَوجِهَا”.وعن “أنس”- رضي الله عنه- قال:جاءت امرأة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لها: “أذاتُ زوجٍ أنتِ؟” قالت نعم، قال: “فَأينَ أنتِ مِنهُ؟” قالت: ما آلو إلا ما عجزت عنه. قال- صلى الله عليه وسلم-: “انظُرِي أينَ أنتِ مِنهُ؛ فَإنَّهُ جَنَّتُكِ ونَارُكِ”.العلاقة الزوجية قائمة على الحبِّ، وهو الكفيل بأن يقضي على كل نقصٍ، ويغطي كلَّ عيبٍ، فإذا نقصت المودة أو ضعفت، فإن شيئًا آخرَ يحفظُ الحياةَ الزوجية، هو:الرحمة، والعِشرة، والأولاد .وقد جاء في بعض الإحصائيات أن 88% من الزيجات التي تتم نتيجة الميل العاطفي انتهت بالطلاق.أن هم المجتمعات الغربية من الزواج المتعة فقط ، فهي لا ترى في الحياة الزوجية سوى العشق والغرام، وتتفكك فيها الأسر، ويلجأ الزوجان إلى نظرة المجتمع لها.

الجانب القانوني للخيانة الزوجية

أن مشكلة الخيانة الزوجية من أبرز المشاكل التي تواجه أى مجتمع على مستوى العلاقات الشخصية.. والخيانة الزوجية تتأرجح اختلافاً بين الشرع والقانون من حيث أركان ثبوتها وعقوبتها، وإن كانا متفقين على تعريفها فالجناية هي اقتراف جريمة الزنا التي تعني كل اتصال جنسي أو معاشرة جنسية بين شخص متزوج وشخص آخر أياً كان هذا الشخص، وأياً كان نوع هذا الاتصال الجنسي، فالقانون يجرمه ويوقعه تحت طائلة قانون العقوبات، والقانون يشترط لاكتمال أركان جريمة الزنا أن يتم ضبطها في حالة تلبس أو اعتراف أو ثبوت من واقع شهادة الشهود والمعاينة والفحص والتحليل في حالة عدم التلبس، أو الاعتراف، أما إذا لم يحدث ضبط تلبس بالجريمة ولم يعترف المتهم أو المتهمة، وسقط أحد أركان دعوى الزنا فلا يكون هناك جريمة قانوناً يحاسب عليها الجاني قانوناً. كما يستطيع الزوج أو الزوجة المجني عليه أو عليها، أن يتنازل عن حقه في مقاضاة الطرف الجاني حفاظاً على الأولاد والسمعة والشرف ودرءاً للفضائح، بشرط أن تستأنف الحياة الزوجية بينهما مرة أخرى، سواء أتم هذا التنازل في بداية إجراءات التقاضي أم أثناء السير في إجراءات دعوى الزنا، كما يستطيع الطرف المجني عليه أن يرفع العقوبة على الطرف الجاني حتى ولو صدر حكم نهائي في الدعوى إذا قدم ما يثبت قيامهما بالمصالحة بالشرط السابق ذكره وهو استئناف الحياة الزوجية فيما بينهما .وواقع الأمور، والقضايا يثبت أن الزوج هو بالطبع الأكثر خيانة من الزوجة، بحكم العادات والتقاليد والأعراف التي تحد من حجم الحرية الممنوحة للمرأة الشرقية العربية التي بحكم طبيعتها تكون الخيانة هي آخر ما يمكن أن تفكر فيه كزوجة وذلك كقاعدة عامة ولكل قاعدة شواذها كما نعرف.

وبرغم مشروعية الجمع بين زوجتين أو أكثر في الشريعة الإسلامية السمحاء، إلا أنه عند غياب الوازع الديني نجد أن الكثير من الأزواج يكتفي بواحدة، ويتصل جنسياً بمن يشاء من بائعات الهوى حينما يرغب في ذلك، أو يتخذ له صديقة أو رفيقة معينة. ومن المفارقات والأحكام العجيبة الموافقة لشرع البشر وأهوائهم أنه وحسب القانون الفرنسي يحق للزوج أن يقتل زوجته ومن معها حال ضبطه إياها متلبسة بارتكاب جريمة الزنا، وتخفف عقوبته من السجن المؤبد إلى السجن لمدة ثلاثة سنوات كحد أقصى، أما إذا حدث العكس وضبطت الزوجة زوجها متلبساً بارتكاب جريمة الزنا ولو في فراشها وقتلته فإنها تعاقب كما لو كانت قد ارتكبت جريمة القتل العمد لأي سبب من الأسباب، ودون أي تخفيف أو تقدير للسبب الداعي للقتل..

الشك والتحقيق والتثبيت .

وفي بعض الأحوال قد تكتمل أركان جريمة الزنا في غير حالة التلبس، وتكون الأدلة دامغة ومحكمة بشكل لا يثير الشك في كون الجريمة قد ارتكبت بالفعل، لكنها تثير ريبة القاضي وعدم اطمئنانه وتجعله يستشعر أن المتهمة بريئة، فيما لو كانت هي الطرف الجاني- وأن تلك الجريمة لم ترتكب من الأساس. فإذا اتهم الزوج زوجته باقتراف جريمة الزنا ولم يضبطها متلبسة ولم تعترف، أو حتى لو اعترفت، فلكي لا يكون هناك مجال في كون هذا الاعتراف وقع تحت ضغط أو إكراه، تفحص الزوجة ويؤخذ منها عينة فإذا وجدت حيوانات منوية داخل رحمها غير الخاصة بزوجها اعتبر هذا دليلاً على ارتكابها لجريمة الزنا وكأنها حالة تلبس وإلا فمن أين جاءت؟ أما إذا ثبت الفحص خلو رحمها من أي سوائل أو حيوانات منوية تخص شخصاً آخر غير زوجها، كان هذا دليلاً على براءة الزوجة من تهمة الزنا حتى وإن وُجدت آثار منوية على ملابسها من الخارج، فأي شخص يمكنه إلقاء سائل منوي على الملابس الخارجية دون أن تشعر الزوجة أو المرأة، وبالتالي يحتمل أن يكون هناك من يريد الكيد لها. إذن فلكي تكتمل أركان قضية كالخيانة لابد وأن لا يكون هناك أي شائبة يحتمل معها إيقاع الظلم بأحد بواسطة التحليل الطبي الدقيق، إلا أن الرجل أيضا في حالة توجيه تهمة الزنا إليه يخضع لفحص طبي وتسحب عينة منه يتبين منها بواسطة الفحص ما إذا كان قد مارس عملية اتصال جنسي منذ وقت قريب أم لا. وكما سبق القول فإن القاضي إذا شك ولو بمقدار ذرة في صحة شيء ما في القضية ولم يطمئن فإنه يطبق فوراً قاعدة ( الشك يفسر لصالح المتهم)، ويحكم فوراً بالبراءة، فليس هناك وسطية في قضايا الزنا، فإما الجاني زانٍ وإما هو ليس زانياً، ويكون الحكم في تلك الحالة استرشاداً بروح القانون وليس بنصه الجامد.

الآثار القانونية للخيانة الزوجية :

أما بالنسبة للأثر القانوني لخيانة الزوجة لزوجها، فيتمثل في سقوط حقها في المتعة وبقية حقوقها كمؤخر الصداق وغيره فقط، وبالنسبة لأولادها يسقط حق حضانتها لهم إذا كانوا في سن التمييز بين الخطأ والصواب، ولا تحتفظ إلا بالطفل الذي هو دون العامين والذي لا يستغنى عن خدمة النساء في الطعام والنظافة، ولا يستطيع تمييز ما تفعله أمه. أما الزوج الزاني الذي تثبت عليه جريمة الزنا، فتستطيع الزوجة رفع دعوى طلب الطلاق منه للضرر، فليس هناك أشد ضرراً للزوجة من الخيانة، وفي تلك الحالة تستحق نفقة العدة ونفقة المتعة ومؤخر صداقها، وكذلك تعويضاً عما أصابها من الضرر المعنوي.
أسبابها – وسائل اكتشافها – طرق الوقاية منها.

جذور البحث لأسباب الخيانات الزوجية

يحجم الكثير من العلماء والباحثين عن الخوض في بحث الأسباب التي تقف وراء الخيانة الزوجية سواء كانت من قبل الرجل أو المرأة. وظلت المعلومات التي يحصل عليها العلماء حول الموضوع لسنوات طويلة تأتي فقط من المختصين بالمعالجة الزوجية والمقابلات التي يقومون بها مع مراجعيهم أو من علماء النفس الذين يطلبون من الرجال والنساء الإجابة على أسئلة حول علاقات حب افتراضية خارج نطاق الزوجية.

لكن الباحثين قاموا مؤخرا بإجراء دراسات واسعة وأكثر قوة موجهين أسئلة حول تجارب حقيقية في الحب. وقد ساهمت الدلائل التي حصل العلماء عليها في ظهور نوع من التفكير حول من يخدع من، متى ولماذا؟وبعكس ما كان يعتقد سابقا، فإن كثيرا من الأشخاص الذين يقولون إنهم سعيدون في حياتهم الزوجية يقدمون على الخيانة.

فتوق هؤلاء نحو التنويع يحدد قراراتهم وحكمهم على الأشياء حتى حين يدركون تماما أخطار الخيانة الزوجية. ويقول المختصون أن نتائج الخيانة تكون كارثية حين يتم كشفها.

قالت بث ألن، باحثة في جامعة دنفر والتي قامت مؤخرا بالتعاون مع زميليها ديفيد أتكينز والراحلة شيرلي غلاس باستكمال بحث معمق حول الخيانة الزوجية، “أن الأشخاص الذين يفترضون أن الأناس السيئين الذين يعانون من زيجات سيئة هم فقط الذين يقدمون على الخيانة هم في الحقيقة يوهمون أنفسهم ويبعدونها عن إدراك الخطر الذي يحدق بهم”. وأضافت أن هؤلاء غير مستعدين للأوقات والمواقف الخطيرة في حياتهم حيث إذا لم يكونوا حريصين فإنهم قد يقعون فجأة فريسة للإغراء.

يركز الباحثون حاليا بصورة أكبر على مدى انتشار الخيانة الزوجية. فقد أشارت دراسات جديدة ومتعددة إلى أن معظم الأشخاص لا يقدمون على الخيانة الزوجية إما بسبب أنهم لا يستطيعون تحمل التفكير في هذا الأمر أو بسبب إدراكهم للألم الذي قد تسببه خسارة علاقة مهمة في حياتهم. ومع ذلك كشفت دراسات أن أكثر من واحد بين كل خمسة أمريكيين سواء كانوا إناثا أم ذكورا أقام أو أقامت علاقة حب مرة واحدة على الأقل خارج نطاق الزوجية. ووجدت الدراسات أيضا أن الأمريكيات شأنهن في ذلك شأن الرجال. رجال الدين والقانون: الخيانة الزوجية عبر الهاتف تستوجب التطليق والحرمان من الحقوق جريمة جديدة اقتحمت حياتنا وتحتاج الى تشريع عاجل بعد ان تكررت وتحولت الى أمر واقع، إنها الزنا أو الخيانة الزوجية عبر التليفون! هذه الجريمة أثارت جدلا فقهيا وقانونيا في مصر..فهي من الناحية الشرعية والقانونية لا تتوافر بها أركان وشروط الزنا ولكنها في الوقت نفسه تمثل امتهانا لكرامة الزوج وعرضه وشرفه وخروجا عن الآداب والاحتشام من جانب الزوجة. والسؤال..كيف يتعامل الشرع والقانون مع مثل هذه الجرائم الأخلاقية التي تزداد كل يوم مع ثورة التكنولوجيا والاتصالات.. هذه القضية ألقت حجرا في الماء الراكد وفتحت من جديد باب قضايا الزنا عبر التليفون وكيفية مواجهتها. البداية عندما شك الزوج الذي يعمل صيدليا في سلوك زوجته وتصرفاتها التي اتسمت بالريبة وقرر التنصت على مكالماتها الهاتفية من خلال وضع سماعة دقيقة داخل سماعة التليفون لتسجيل كل المكالمات الهاتفية التي تجريها أو تتلقاها وفي النهاية تأكد من صدق شكوكه واكتشف ان زوجته على علاقة بشخص آخر وأنها تمارس معه أفعالا فاضحة من خلال التليفون وتروي له أدق تفاصيل علاقتها الحميمة مع زوجها. على الفور توجه هذا الزوج الى محكمة مدينة نصر وقام برفع دعوى مباشرة يتهم فيها زوجته بالزنا وقدم تسجيلات صوتية لكل مكالماتها الفاضحة مع هذا الشخص المجهول. هذه القضية هي الأولى من نوعها لذلك من المتوقع ان تثير جدلا قانونيا وفقهيا في مصر.

موقف الدين والقانون من الجريمة

حول موقف الدين من قضايا الزنا عبر التليفون أكد د. عبد الله مجاور رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف انه في حالة تلبس الزوجة بخيانة زوجها وممارستها مع شخص أجنبي ما تفعله مع زوجها عبر التليفون فهذه تعد جريمة زنا ولكنه زنا حكمي لا تنطبق عليه أحكام الزنا الفعلي فالزوجة في هذه الحالة ارتكبت إثما وذنبا كبيرين في حق زوجها وحق المجتمع وهي هنا تدخل ضمن جرائم التحرش الجنسي أو الزنا الحكمي وإذا ثبت ذلك يحق للزوج ان يطلقها وليس لها أية حقوق شرعية ولكن لا يطبق عليها حد الزنا.
وطالب د. مجاور بوجوب اجتهاد فقهي جديد في مثل هذه الجرائم حفاظا على مقاصد الشريعة التي أمرنا الدين بالحفاظ عليها.
ومن جانبها أكدت د.أمنه نصير العميد السابق لكلية أصول الدين ان الزوج من حقه في حالة التأكد من خيانة زوجته له مع شخص آخر من خلال التليفون أو أية وسيلة اتصالات أخرى مثل الانترنت ان يرفع دعوى تطليق وليس للزوجة أي حقوق شرعية أو قانونية فالزوجة في هذه الحالة تتحدث بشكل فاضح عن علاقة جنسية وكشفت خصوصية الفراش لشخص أجنبي وكل هذه الأمور تعد جرائم يعاقب عليها القانون.

وأضافت قائلة..القانون في مثل هذه القضايا يحتاج الى اجتهاد وتجديد لا تضييع حقوق الزوج..والواقعة التي نحن بصددها تعد جريمة زنا وتتطابق مع الشريعة الإسلامية حيث يقول الحديث الشريف «ان العين تزني والأذن تزني ويحقق كل ذلك الفرج» وقوله صلى الله عليه وسلم «كل المسلم على المسلم حرام..دمه وماله وعرضه» ..والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ان تتحدث المرأة عن خصوصية الفراش ولو لأشد الأقربين لها فما بالك بشخص أجنبي لا يمت لها بأي صلة. وترى د. آمنه ان الفقه القانوني والديني بالفعل مازال عاجزا عن إصدار أحكام في مثل هذه القضايا خاصة أنها تعددت في الآونة الأخيرة متسائلة: فماذا يفعل مثل هذا الزوج مع زوجته حتى لو لم يثبت انه رآها رأي العين تخونه مع آخر فما الذي يؤكد ان زوجته هذه لم تتقابل مع هذا الشخص.

وفي مقابل وجهة النظر السابقة يرى د. محمود عواد أستاذ القانون ان هناك فارقا دقيقا بين شيئين في مثل قضايا الزنا عبر التليفون وممارسة الجنس الفعلي..فممارسة الجنس عبر التليفون غير مؤثمة ولا تثبت ولكنها تدخل ضمن ممارسة الأفعال الفاضحة ولهذه الأفعال عقوبة ولكن لا تصل الى حد عقوبة الزنا لان الزنا لابد ان يثبت وفق الشريعة الإسلامية بأربعة شهود وان يروا هذا الفعل رؤية دقيقة كالمرود في المكحلة..أما الفعل الجنسي عبر التليفون كما نسمع هذه الأيام فهو يطلق عليه زنا نفسي..والجريمة النفسية غير مؤثمة.

أظهر بحث جديد في الولايات المتحدة أن السنوات القليلة الأولى من الزواج تعتبر بوضوح خطوطا حمراء. فقد كشف بحث أجراه علماء اجتماع في نيويورك عام 2000 نمطين من توقيت العلاقات المحرمة خارج الزوجية. ووفقا لدراسة شملت 3432 بالغا من الأمريكيين والأمريكيات، فإن احتمال ضلال امرأة متزوجة تكون في أوجها في السنوات الخمس الأولى من الزواج وتأخذ في الانخفاض تدريجيا. أما بالنسبة للرجال فإن هناك مرحلتين خطرتين جدا حيث أن الأولى في السنوات الخمس الأولى من الزواج والأخرى بعد عشرين عاما.

قالت جويل بلوك عالمة نفس في نيويورك، “إن أحد أسباب بدء علاقة وخاصة بالنسبة للأزواج صغار السن هو التمرد على القسم الذي آخذوه على عاتقهم بعدم الإقدام على إقامة علاقة حب مع شخص آخر”. وحتى حين يقبل الناس التضحية والقسم دون تحفظ فإن الوعود قد تقدم شعورا زائفا بالأمان. إن الالتزام صارم ولكن الخيال يمكن أن يكمن خلفه. ففي إحدى الدراسات الجديدة استعرض علماء النفس في جامعة فيرمونت 180 زوجا. قال 98% من الذكور و 80% من الإناث إنهم تخيلوا إقامة علاقات جنسية خارج نطاق الزوجية مرتين على الأقل في الشهرين الذين سبقا الدراسة. وكلما مر وقت أكثر على الزواج، كلما أفاد الأزواج الذين استطلعت آراؤهم بزيادة تخيلاتهم العاطفية. ولكن هذه التخيلات موجودة أيضا لدى الصغار من المتزوجين الذين يفترض دائما بأن يكونوا محصنين . ويقول الباحثون أن كل واحد تقريبا يفكر في ذلك على الأقل في مخيلته. وفي العادة لا يتحدث الأشخاص حول ذلك، وخاصة إذا كان الواحد قريبا منهم. ويعيش بعض الأزواج في هذه التناقضات ويفهمون أنها دراما داخلية لا تنذر بأي حال من الأحوال بعلاقة حب حقيقية أو تعكس أية حاجة للخيانة. ومع ذلك فإن أزواجا مضت سنوات طويلة على زواجهم يدركون جيدا هذه الحياة المزدوجة ويمزحون مع أنفسهم بشأن عدم قدرتهم على التخلص من التوتر الذي أصابهم .

– أثر الخيانة الزوجية في التفكك الأسرى

الأبناء ضحايا الخيانة الزوجية

أن الأبناء في بيوت الخيانة الزوجية ضحايا وأسرى لفعل فاضح فاحش يترك أثراً سلبياً كبيراً طويل المدى في نفوسهم، وقد يظهر ويترجم بأشكال عدة على جوارحهم، أو يبقى دفيناً في نفوسهم ويلاحقهم مدى حياتهم.إنها هذه الخيانة التي ألقت أشباحاً كريهة على أرواحهم وأجسادهم. وهكذا فإن الأثر الكبير، والأمر خطير، حيث أن الأبناء هم أحد خمسة في بيوت الخيانة الزوجية:

  • – مجروح متفهم:
    وهذا هو وصف حال الابن الذي يستقبل الخبر فيعتصر قلبه، ويحجّر عقله، ويسيل دموعه ويؤرق ليله ونومه، ويستثير غضبه، فيصارع الخبر ساعة ويكذبه ساعة ولا يهنأ في طعام، ولا يسكن في مقام حتى يجد الحقيقة، فيواجه الأبوين ليفهم الحدث ويعرف السبب، فيصعق صريعاً يوماً ثم يسامح دوماً، إلا أنه يبقى مع الجرح العميق الذي يذكره كلما رأى أبويه، فيأخذ ذلك شيئاً من سعادته وسروره، إلا أنه يكمل مسيرة حياته ويعيش مع أواسط الناس هناءً وسعادة متجاهلاً الحدث ولا يتعدى هذا الصنف ( الـ 20%) من أفراد هذه البيوت.
  • – غاضب منتقم:
    وهذا هو الابن الذي يرى الخيانة طعنة وألماً، وكأنها خنجر مسموم نفذ إلى كل أحشائه وأصاب روح الشرف والعفة في نفسه، وآذى عقله وفؤاده، فيرفع لواء الانتقام، يسب أبويه ساعة، ويسب نفسه ساعة، ويلعن أهله وحظه ساعة، حتى إنه قد يجد أن كل من حوله خائن، فيبيح لنفسه ما استباحه أبواه، ويبيع شرفه بدينار أو في لحظة انهيار، أو في مقام لعب ولهو وقمار، فيكون وجبة سهلة للعصابات وأهل الدمار فينضم إلى قافلة الخائنين ومرتكبي الفواحش انتقاماً من أهله ولنفسه أو انصياعاً للجو الفاسد.
  • – محبط مسموم:
    هذا الابن حائر طائر بين همس الليل وجهر النهار، فيحمل الخبر ويلبس ثوب العار، فيكون الخجل والهروب هو المسار، وكأنه الدنيا كلها خائنة وأبواب الخير جميعها
    مغلقة، فيقل طعامه وشرابه، وينحف جسمه ويذوب قوامه، ويرجف قلبه ويجف دمعه، ويتعكر فكره ويضيع فؤاد فلا يرى إلا السواد وكأن كل إصبع تشير إليه والكل يعيبه ويتهمه بذنب لم يقترفه، ولا يجد له طريقاً أمامه إلا الانعزال والهروب ثم الإحباط والانزواء وبعدهما اليأس والهلاك.
    إنه يرى نفسه وحيداً، والحياة مرة لا طعم لها، ويشك في الجميع حتى أبويه وإخوته وأهله وأصدقائه، إلى أن يصل إلى نفسه فيكون كئيباً أو يائساً أو .. يأخذ إلى الانتحار طريقاً.
  • – غافل مظلوم:
    وهذا هو الابن المسكين الذي لا يفهم الحدث ولا يعي المصيبة إلا أنه يقع ضحية الطرف الآخر يصب عليه جميع أنواع العذاب والطرد والتشريد والشك والشتم والسباب فيسعد لحظة ويتعس لحظات، ويتحمل أثر الجريمة.. الجريمة التي لم يرتكبها هو، بل أبواه وكل ذنبه أنه ابنه أو ابنها‍.
  • – تائه واهم:
    أما هذا الموعود يرى ولا يعي، يسمع ولا يفهم، يُخبر ويكذب، فيهيم بين الحقيقة والخيال، فيفقد الثقة بأبويه وكل من هم على شاكلتهما أو في مقامهما، فيرى في الرجال أباه وفي النساء أمه، فيعتزل الزواج ويفضل العنوسة والعزوبية خيفة الوقوع في شكل من أشكال الخيانة.

فهل ما زلت تفكر بالخيانة ؟؟

احذر وتب وعد إلى الله عز وجل فباب التوبة ما زال مفتوحاً والستر باب، فلا تكسره ومن ستره الله فقد حاز خيراً كثيراً، والتفت إلى أهلك وأبنائك وعوّضهم لحظات الضياع والغفلة وأكثر من لحظات السعادة والاهتمام، فاليوم منقض وغداً
ذاهب.
( أبو عبد الرحمن بن رضوان)

كيف يحدث التوافق الزواجى؟؟

يواجه الزوجان مهام كثيرة على قدر كبير من الأهمية ومنها ( كيفية التعامل مع الصراعات ، والوصول لنوع من التفاهم بخصوص الأمور المالية ، تنمية علاقات عملية مع الوالدين والأقارب ، والاستعداد لمرحلة الوالدية )
الإخلاص والتوافق الجنسي
فقد يواجه الزوجان مشاكل ناشئة عن رغبة كل طرف منهما في الإنجاب .

التوافق للدور وتمييز الدور :

يتخذ كلاهما أدواراً اجتماعية جديدة بعد الزواج ، حيث يتوقع من الزوجة أن تدير منزلها ، كما يتوقع من الزوج التفكير بجدية في المسئوليات الأسرية وتجنب القرارات الطائشة المرتبطة بوظيفته أو مهنته ، كما ينبغي أن يتكيف الزوجان اجتماعياً تجاه أحدهما الأخر ،” حيث يجب أن يعملاً على حل المسائل المرتبطة بعملية السيطرة أو الهيمنة مقابل الاعتمادية ، وتوكيد الذات مقابل الإذعان ، وتقبل الذات مقابل تقبل الشريك الأخر في الحياة الزوجية . ويجب تحديد المشاكل المرتبطة بعمل كل من الزوجين ، عموماً فإن حل هذه المسائل قد يتطلب تغيراَ شخصياً حيث أوضحت الدراسات تغيرات واضحة في سمات الأفراد المتزوجين في السيطرة وتقبل الذات ولم تظهر تغيرات في المجموعة الضابطة التي لم يتزوج أفرادها .

ولقد كان الاتجاه بالنسبة للنساء هو القيام بدرجة أكبر من التوافق الخاص بالدور ، أما الأزواج فكان اتجاههم أن الحياة تسير كالمعتاد ،” وعموماً فالسيدات المتزوجات حديثاً كثيراً ما ينتقلن من حياة معينة إلى دور جديد كربة بيت وكأم ، وينتج عن ذلك غما إشباع ورضا زواجي والثقة بالذات ، وإما نقيض ذلك ، كما أن التوقعات الاجتماعية الحالية المرتبطة بأدوار الزوج نجدها أكثر مرونة عما قبل ، فقد يكون الرجال قلقين على زوجاتهم اللاتي يعملن بالوظيفة ، ولكنهم نادراً ما يشعرون بالحرج اجتماعياً ، كما كان يشعر أبائهم وأجدادهم ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى نجد النساء يشعرن بأن لهن الحق في أن يطلبوا من أزواجهن المساعدة في أعمال المنزل ورعاية الأطفال ، وهذا يعنى أن ثمة استمرارية أقل بين الأدوار الاجتماعية .
ومن بين المسائل الهامة بالنسبة للزوجين قضايا تتعلق بأدوار الجنس وأخرى تتعلق بالعمل.

وقد أظهرت الدراسات أن أزواج الزوجات العاملات يبدون أكثر استياء وأقل رضا ، حيث أظهروا قد أكبر من الضغوط والتوتر المرتبط بالعمل ، كما كان ينتابهم القلق والاضطراب ، بالإضافة إلى عدم تمتعهم بصحة جسمية جيدة . ومن الناحية الإيجابية ، فأن أزواج الزوجات العاملات يظهرون درجة أعلى من الانسجام والتوافق مع زوجاتهم فيما يتعلق بالأمور الهامة ، كما كان لديهم استعداد أكب لحل الخلافات بطريقة تتسم بالمساواة.

وقد قال( روجرز ، 1972 ) أن الزواج قد يشبه الصندوق الرومانتيكى الذي يربى فيه الشخص الأطفال ، صندوق سحري يوفر فيه الأمان والأمن والهوية ، بل أنه تابوتاًُ يحوى كلاً الزوجين يمثلان به ، وبالنسبة لأزواج آخرين فقد يشبه الزواج بالنهر ، تيار مركب من الخبرة التي فيها يكون كلا الزوجين قادراً على القيام بالمخاطرات والمجازفات يفند طموحاته ويمحصها ، وأن يكيف نفسه للمباغتة والمفاجئة ، ففي بداية الزواج عندما يكون الإشباع والسعادة الزوجية مرتفعة نسبياً ، ولو يتم اختبار استقرار العلاقة خلال الوقت ، فإن الزوجين يبدأن في تكوين نوع من التوجه الذي ينتج عنه إما ملل أو استمرار النمو في الزواج بمرور الوقت . ( عادل الأشول ، 1998 )

وختاما أوصى الزوجين بالآتي :-

1- التعاون على طاعة الله .
2- أداء الحقوق والواجبات للآخر.
3- اعتراف المرأة بحق زوجها وقوامته عليها.
4- منزلة الزوج من المرأة.
5- خدمة المرأة لزوجها ومعاونته لها .

قائمة المراجع

1- القرآن الكريم .
2- عادل الأشول (1998 ). علم نفس النمو من الجني إلى الشيخوخة . القاهرة: مكتبة الإنجلو المصرية .
3- أبو عبد الرحمن بن رضوان ” مقالة على الإنترنت www.yabeyrouth.com/pages/index3130.htm
4- محمد على الهاشمي( 1425) . شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة . المملكة العربية السعودية: وكالة المطبوعات والبحث العلمى .
5- صالح بن فوزان عبد الله الفوزان (1419 ). تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات . المملكة العربية السعودية: وكالة المطبوعات والبحث العلمى .
6- أبى ذر القلمونى (1421). ففروا إلى الله .القاهرة : دار الحرمين للطباعة .

شارك المقالة

1 تعليق

  1. أرجوكم التواصل معى على صفحتى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الالكتروني.