نظرة قانونية حول النظرية الالمانية الأمة و العرق

ا/ عبد الله كامل محادين

يتمحور المفهوم الألماني لنظرية الأمة حول فكرة وجود تسلسل بين مختلف الأعراق البشرية. و على رأس هذه السلسلة يوجد العرق الآري الخالص. فالعرق الآري الخالص الذي احتفظ، منذ ما قبل التاريخ، بنقائه هو العرق الألماني الذي يشكل الأمة الألمانية.

هذا المفهوم، السابق لوجود هتلر، استند إليه هذا الأخير و جعله أحد قواعد الوطنية الاشتراكية بتحمسه للشعب-الأمة Volk و لروح الشعب Volkstum. فالفولك Volk (الشعب-الأمة) يشكل بمقتضى الإيديولوجية النازية، مجموعة بشرية مختارة ترتكز على الدم و اللغة و الأرض. و بهذا تضم الأمة الألمانية جميع الطوائف الجرمانية. و يهيمن في هذا المفهوم للشعب-الأمة روح Volkstum تشكل المنبع الحي للأصالة الألمانية المتأتية من الالتقاء السعيد للعرق و الأرض و التاريخ. و هذه الروح يجسدها زعيم أو قائد الأمة Führer.

هذا المفهوم للأمة المستند على العرق كمحور لقيام الأمة لا يمكن القبول به لسبب بسيط هو أن جميع المجموعات القومية هي نتيجة اختلاط و امتزاج الشعوب فيما بينها. فهذا المفهوم للأمة سقط حتى في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، و توجه الفكر الألماني نحو مفهوم أكثر اعتدالاً من تكوين الأمم.