ميثاق المعلم العربي

 

ادراكا من المعلمين العرب للحقيقة التاريخية الثابتة وهي ان الوطن العربي مهد الحضارات والديانات وانه اسهم باكبر جهد في دفع التقدم الانساني منذ فجر التاريخ .. وان معلميه الاولين هم الماهدون له والبناة الحقيقيون لامجاده . وان احفادهم وخلفائهم من المعلمين العرب المعاصرين هم اعظم قوى الدفع الجديد الى مواصلة جهاده الحضاري والثقافي واقامة نهضته الشاملة على دعائم التقدم في هذا العصر ، وهي الايمان بالله ، والحرية ، والعلم ، والديموقراطية ، والمساواة ، والعدالة . واعتزازا منهم بشرف مهنتهم وقداسة رسالتهم وعمق تاثيرها في اقامة البناء الادبي والمادي والروحي لامتهم كما حدده ميثاق الوحدة الثقافية العربية . وايمانا منهم بان هدف التربية والتعليم في البلاد العربية هو تنشئة جيل عربي واع مستنير مؤمن بالله مخلص للوطن العربي ، يثق بنفسه وبامته ، ويدرك رسالته القومية والانسانية ، ويستمسك بمبادئ الحق والخير والجمال ، ويستهدف المثل العليا الانسانية في السلوك الفردي والجماعي . وجمعا لقلوبهم وعقولهم على المعاني الخلقية والمفاهيم العلمية العليا لمهنتهم ، وتوحيدا لوجهات انظارهم على لواء واحد يرفعونه وشعار يحيون به ويرمقونه … وتحقيقا لما جاء في ميثاق الوحدة الثقافية العربية ، فانهم يعاهدون الله عز وجل وامتهم العربية الخالدة على الالتزام بمواد هذا الميثاق واحترامها .

1
ميثاق المعلم العربي الذي اوصى باتخاذه المؤتمر الثالث لوزراء التربية والتعليم العرب الذي عقد في الكويت من (17-22) شباط سنة 1968 يتعاهد المعلمون العرب على التمسك والالتزام باداب مهنتهم واحترام تقاليدها ويدركون ان قواعد الدين والاخلاق هي الدعامة الاولى لتكوين الضمير الانساني .

2
يتعاهد المعلمون العرب على حفز كرامة مهنتهم والاعتزاز بها والدفاع عن شرفها وعلى اداء واجباتها والتمسك بحقوقها .

3
يتعاهد المعلمون العرب على اعتبار ان كلا منهم يمثل مهنته في الوطن العربي كله ، وانه ملزم لذلك بالتعاون الكامل صفا واحدا مع اخوانه المعلمين العرب على النهوض برسالة التربية والتعليم .

4
يتعاهد المعلمون العرب على الذود عن الوطن والتضحية في سبيله ، وعلى التفاني في خدمة المجتمع .

5
ينبغي ان تسود الديموقراطية الصحيحة بين المعلمين وان يتسم التعليم بروح الديموقراطية والحرية والنظام .

6
يؤمن المعلمون العرب بتوطيد علاقات الزمالة بين افراد اسرة التعليم ، وقيامها على الثقة والاحترام المتبادلين والتعاون المثمر على اداء واجبات المهنة وتذليل صعوباتها .

7
يتعاهد المعلمون على تحقيق مستوى علمي جيد يؤدي الى نهضة عربية شاملة وعلى الجهات المختصة ان تشركهم في اعداد المناهج والكتب المدرسية واختيار الوسائل التعليمية ، ووضع الخطة العامة وبحث التطورات الحديثة في مجال خدمات التعليم .

8
يدرك المعلمون العرب تطور العلم واثره في التقدم الحضاري ، ولذلك يحرصون على متابعة حركته ويحركون الاجيال العربية الناشئة على مدى سرعته .

9
يدرك المعلمون العرب ان تذوق الجمال جانب من جوانب الحياة يجب تنميته بين التلاميذ .

10
يعمل المعلمون العرب على ان يكونوا مثلا صالحا في الاخلاق والتحصيل العلمي وروادا على طريق المعرفة والبحث عن الحقيقة باعتبارها اشرف هدف يرشدون الناشئين اليه .

11
يدرك المعلمون العرب ان المعلم اب والطالب ابن ، و ان الرابطة بينهما روحية ، ويزاولون مهنتهم في ظل هذه العلاقة السامية .

12
يؤمن المعلمون العرب بوجوب توطيد العلاقة بين المدرسة والبيت لتحقيق الاشراف المشترك على السلوك الخلقي لطالب وتحصيله العلمي ، ولذلك يعملون على اشراك اولياء امور الطلاب في تحمل المسؤولية عن بناء الاجيال الصاعدة بناء اجتماعيا وعلميا صحيحا ، في ضوء تعرف ظروف كل تلميذ ودراسة نفسيته ومشكلات حياته والرغبة في تذليل صعوباتها .

13
يعمل المعلمون العرب على ان تكون المدرسة مركز اشعاع ثقافي واجتماعي ومركز خدمات وارشاد في حيها وبيئتها ، حتى يضمنوا للتلاميذ الوسط الصحي الملائم الذي يصون ما يحصلونه في المدرسة من العوامل التي تقضي على اثاره الطيبة .

14
يعمل المعلمون العرب على تشجيع النشاط والعمل الجماعي بينهم في اطار المنظمات المهنية – ان وجدت – التي تمثل مصالح المهنة ومصالحهم الادبية والمادية وترعى حقوقهم وترتب الضمانات والتامينات لحياتهم وحياة اسرهم .

15
يعلم المعلمون العرب ان لكل ثقافة قيمتها وانهم المحافظون لسلامة لغتنا الفصيحة اساس قوميتنا العربية وانهم بناة ثقافتنا وحراسها والمعرفون بمكانتها العالمية وبدور امتهم في الاحداث والقضايا الانسانية الكبرى . ولذلك يتعاهدون على نشر الوعي بهذه الاهداف القومية بين التلاميذ والتبصر بالمعوقات التي تعترضها كالجهل والامية والاستعمار والصهيونية والتجزئة والطائفية والعشائرية ، كما يتعاهدون على تعبئة قواهم وقوى تلاميذهم لكفاح هذه المعوقات واسترداد الاجزاء السليبة من الوطن العربي ، وعلى راسها فلسطين .

16
يعتبر يوم السبت الثاني من مارس (اذار ) كل عام عيدا للمعلم العربي تحتفل به الحكومات والمعلمون في منظماتهم او مدارسهم بما يذكر برسالة المعلم واثره في نهضة الامة العربية ، و المهام الجسيمة التي يتحملها ، وتشارك في هذا العيد اجهزة الاعلام في كل بلد .

17
يلتزم المعلم العربي بروح هذا الميثاق ونصه ، وكل خروج على نصوص مواده وروحه يخضع للاجراءات والجزاءات التاديبية التي تنص عليها القوانين واللوائح التي تنظم عمله .

18
يؤدي كل معلم عند بدء مزاولة عمله القسم التالي : ( اقسم بالله العظيم ان اؤدي عملي بالامانة و الشرف ، وان التزم بمبادئ ميثاق المعلم العربي واحترم قوانين المهنة وادابها ) .

19
يعمل بهذا الميثاق بعد التصديق عليه ، وتودع صورة منه موقعا عليها من كل معلم في ملف خدمته ، كما تسلم له نسخة من هذا الميثاق للاسترشاد بها دائما ، وتودع اخرى في ملف النقابة او المنظمة التي ينتمي اليها .