الحساب الاكتوارى
لأموال التأمينات الاجتماعية

إعــــداد
دكتور / محمود عبد الحميد
الخبير الاكتوارى
الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية

فى الفترة من 13-15 أكتوبر 2002م

النواحي الفنية في مشروعات التأمين الاجتماعي

مع التطور الحضاري للشعوب في مختلف أنحاء العالم أصبحت الحاجة إلى خدمات التأمين الاجتماعي تفوق الحاجة إلى الخدمات الأخرى مثـل الطرق والكهرباء .. إلخ. فالإنسان يستطيع أن يعيش بدون كهرباء وبدون طرق ممهده إلا أنه لا يستطيع أن يعيش دون دخل.

وتأمين الدخل هى الفكرة الأساسية لنشأة مشروعات التأمين الاجتماعي والتى تهدف إلى تعويض الأفراد وأسرهم عن انقطاع الدخل بالتقاعد من العمل أو بالوفاة أو العجز.. إلخ.

وقد تطورت فكرة التأمين الاجتماعي منذ نشأتها منذ أكثر من قرنين من الزمن حتى أصبحت تشمل في الوقت الحاضر أنواع التأمين الآتية:

1- تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة:
والذي يضمن دفع معاشات دورية و/أو مكافأة ترك خدمة لأسر المتوفين من المؤمن عليهم أو للمؤمن عليه في حالة بلوغ سن التقاعد أو في حالة عجزه عجزاً مستديماً.

2- تأمين الرعاية الطبية (أو التأمين الصحي):
والذي يقدم الخدمات الطبية والأدوية والعلاج بالمستشفيات والعمليات الجراحية .. إلخ في إطار شروط معينة وذلك للمؤمن عليهم وأسرهم.

3- تأمين البطالة:
والذي يقدم تعويضات مؤقتة لمن لمن يتعطل عن العمل لتساعده على المعيشة حتى يجد عملاً آخر.

4- تأمين رعاية الأسرة:
والذى يصرف مساعدات مالية تتناسب مع عدد الأطفال في الأسرة إلى جانب مساعدات عينية مثـل الألبان للمواليد وصغار الأطفال .. إلخ.

والهدف من هذه الورقة هو استعراض النواحى الفنية لمشروعات التأمين الاجتماعى والتى تتلخص في الآتى:

1- النواحى الديموغرافية:
وذلك لتحديد حجم العمالة وحجم الأسرة ومعدلات الوفاة الخام ومعدلات الخصوبة ونسبة المتزوجين والعلاقة بين سن الزوج والزوجة والأولاد ونسبة الذكور إلى الإناث وشكل الهرم السكانى وتوقعات المستقبل بالنسبة لتغير السكان وشكل الهرم السكانى..إلخ.

وتستخدم البيانات الديموغرافية في الدراسات الخاصة بتحديد التعينات الجديدة المتوقع اشتراكها في نظم التأمين الاجتماعى وبالتالى تطور حجم العمالة في المستقبل من حيث الكم والجنس..إلخ.

2- النواحى المالية والاقتصادية
والتى تتعلق بالأجور وتدرجها بالنسبة للمستقبل وأثر التضخم على القيمة الشرائية للنقود وانعكاس ذلك على الأجور والمعاشات وما تتطلبه من زيادات للحفاظ على مستوى المعيشة.

كذلك تحدد الأحوال الاقتصادية معدلات ريع الاستثمار التى يمكن تحقيقها على أموال التأمينات الاجتماعية وذلك في المدى القصير والمدى الطويل. ويلعب الدخل من الاستثمار دوراً بارزاً في مشروعات التأمين الاجتماعى الممولة تمويلاً كاملاً حيث يساهم الدخل من الاستثمار بتمويل ثلاثة أرباع الالتزامات بينما تساهم الاشتراكات بالربع فقط وذلك نظراً لأن التزامات التأمين الاجتماعى هى التزامات طويلة الأجل تمتد منذ دخول العامل في المشروع (في سن 25 مثلاً) إلى أن يتقاعد في سن 60 أو 65 ثم مرحلة صرف المعاش لـه ولأسرته من بعده أى أن الالتزام يستمر إلى ما يزيد عن ستين سنة. كذلك تصرف معاشات الوفاة أثناء الخدمة إلى أرامل وأولاد متوسط أعمارهم صغير.

هذا كما أن الأحوال الاقتصادية لها أثر على تحديد حجم الأسرة وبالتالى معدلات الخصوبة التى تحدد حجم العمالة المؤمن عليها في المستقبل. كذلك تلعب الأحوال الاقتصادية دوراً في تحديد الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور التأمينية وبالتالى الحد الأدنى والحد الاقصي للمعاشات.

3- النواحى الإحصائية
إلى جانب القسمين الأساسيين لعلم الإحصاء وهما الإحصاء الوصفى والإحصاء التحليلي هناك قسم ثالث يطلب عليه الإحصاء الاكتوارى Actuarial Statistics يستخدم أساساً في حقل التأمين سواء الاجتماعى أو التجارى ويهتم بحساب معدلات التناقص Decrement Rates (وكذلك معدلات التزايد) مثـل معدلات الوفاة ومعدلات العجز ومعدلات الاستقالة ومعدلات التقاعد المبكر.. إلخ. حيث يتناقص عدد المؤمن عليهم بالوفاة والعجز والاستقالة والتقاعد المبكر.. إلخ. ويتزايد العدد بالتعيينات الجديدة.

وتظهر الحاجة إلى تحديد المعدلات المشار إليها بالدقة الكافية وذلك لأن مزايا التأمين تصرف في كل حالة وفقاً لقواعد يحددها النظام.

وبالطبع يستخدم أيضاً الإحياء الوصفى والإحصاء التحليلى في التعامل مع إحصاءات العمالة والوفيات وحالات العجز وحالات المعاشات بأنواعها .. إلخ. ولا يخفى على أحد أهمية علم الإحصاء في اتخاذ القرارات.

4- النواحى الإكتوارية
تستخدم العلوم الإكتوارية في حقل التأمين الاجتماعى لتحديد العلاقة بين الالتزامات وحجم مصادر التمويل المتمثلة في الاشتراكات المدفوعة من العامل و/أو صاحب العمل وذلك عند بدء المشروع أو عند أى تعديل بالزيادة على المزايا التى يكلفها المشروع القائم.

كذلك تستخدم العلوم المذكورة في مجالات أخرى أهمها ما يلى:
أ – متابعة سلامة المراكز المالية لمشروعات التأمين الاجتماعى عن طريق فحص المراكز المالية بصفة دورية وتحديد قيمة الاحتياطى اللازم للتمويل (فى تاريخ معين) ومقارنته بمجموع أموال المشروع فإن كان الاحتياطى يقل عن مجموع الأموال كان هناك فائضاً يمكن استخدامه في تحسين المزايا وإن كان العكس كان هناك عجزاً يجب تداركه ويحدد الخبير الإكتوارى سبب ظهور هذا العجز وكيفية تداركه.

ب- دراسة أثر التغير في معدلات الوفاة والعجز والاستقالة.. إلخ. على المركز المالى للمشروع.

جـ- دراسة أثر التضخم على القوة الشرائية للنقود وتحديد حجم الزيادة التى يتحملها المشروع على الأجور والمعاشات.

د – دراسة التدفقات المالية في المستقبل Cash Flow بالنسبة لأموال التأمين الاجتماعى مع الأخذ في الاعتبار حجم العمالة الجديدة المتوقعة (بمستويات مختلفة) وكذلك التدفقات المالية في حالة إهمال العمالة الجديدة Closed Fund .

5- النواحى الإدارية:
لاشك أن حسن الإدارة لـه الوزن الأكبر في نجاح أى مشروع وخاصة في المشروعات الكبيرة مثـل مشروعات التأمين الاجتماعى. والنواحى الفنية في الإدارة تتعلق باستخدام التكنولوجيا الحديثة والحاسبات الآلية في إدارة المشروع لتقديم أفضل الخدمات في أسرع وقت ممكن.

ونظراً لكبر عدد المشتركين في مشروعات التأمين الاجتماعى وتباعدها الجغرافي تقوم بعض الدول إلى جانب تسجيل البيانات على الحاسبات الآلية بالتسجيل على الميكروفيلم وكذلك الاحتفاظ بسجلات يدوية حتى يمكنها الرجوع إليها في حالة أى خطأ في بيانات الحاسب الآلى أو خطأ في البيانات التى قد تطلب من المؤمن عليهم ويسجلها بالخطأ.