الامومة كوظيفة اجتماعية

حق المرأة في الإعتراف بأمومتها كوظيفة إجتماعية – الباحثة إيناس زايد الكسواني

لقد حظيَ موضوع حقوق المرأة الاقتصادية و الاجتماعية و بالأخص حقها في العمل في كافة الميادين اهتماماً واسعاً و دعماً متواصلاً من قبل الانظمة التشريعية و الحركات النسوية المحلية و الدولية على اختلافها و هو ما نادت به معظم الاتفاقيات و المواثيق الدولية و التي أشارت بذات الوقت الى ان عمل المرأة لا يقصد به العمل خارج المنزل او الاسرة ، حيث ان عمل المرأة في المنزل يعتبر بحد ذاته عملا منتجا ايضاً ، إذ ان غاية العمل في الأسرة، كغاية العمل خارج المنزل، والهدف منهما هو زيادة الإنتاجية بكافة أشكالها.فالمرأة التي تختص بتربية أطفالها والعناية بهم، فهي في حقيقة الأمر تقوم بعمل منتج يساهم في عملية التنمية المجتمعية الشاملة، ونظرا للطبيعة التي فطرت عليها المرأة والتي تتسم بالنزوع للرحمة والإنسانية والخير والعطف على المرضى والمحتاجين، فانه ينبغي ان تستغل جهودها في ميدان الخدمة الاجتماعية، والمؤسسات الخيرية ورعاية الأمومة ورياض الأطفال وغيرها من العمال المجتمعية.

لقد وجدتُ في هذا الموضوع ما هو جديرٌ بالبحث خاصةّ ان هناك من القلّة القلائل اللذين تطرّقوا اليه بالحديث ، و لذا قمتُ من خلال هذه الورقة البحثية بطرح وجهة نظري و مفهومي الخاص لهذا الحق وفقاً للمعطيات التي أدرجت بين نصوص الاتفاقيات و المواثيق الدولية ، خاصةً وأنه من خلال قرائتي لبعض الآراء في ذات الموضوع وجدتُ ان الكثير ممن يسمعون عن “حق المرأة في الاعتراف بأمومتها كوظيفة اجتماعية ” يعتقدون خلافاً لما هو مقصود من هذا الحق ، فعسى أن تحمل هذه الورقة بين سطورها المفهوم الصحيح لهذه الفكرة و بما يتوافق مع مبادئ شريعتنا الاسلامية السمحاء من جهة و مع ما التزمنا به من اتفقيات دولية من جهة أخرى .