هل الشركات الناجحة .. ناجحة فعلًا؟

فاطمة العلي

يوجد في السوق السعودي على وجه التحديد العديد من اسماء لشركات وعلامات تجارية كبيرة وناجحة على المستوى المحلي وحتى الاقليمي بل والعالمي. وبمجرد سماع اسم تلك الشركات يتبادر في أذهان الناس انها شركات ريادية وقوية بدون ادنى شك، كيف لا وهي لديها أكبر شريحة من العملاء وأكبر ميزانية وأكبر قيمة سوقية وأكبر قدر من توزيعات الأرباح؟.

لكن هنالك سؤال طالما ما كان يتبادر في ذهني، هل حقًا تلك الشركات ناجحة؟ أم هي مجرد شركات وجدت فرصتها في التربع على عرش السوق واخذت بالتوسع والانتشار وتحقيق الأرباح في ظل عدم وجود منافسة لا من قريب ولا من بعيد؟ كيف لشركة أو علامة تجارية أن تكون ناجحة وعملاءها مجبورون على تعاملهم معها لأنه لا يوجد سواها على الأقل محليًا؟.

ايضًا هنالك سؤال آخر يتبادر في ذهني، لو ان عدة شركات اُنشأت في نفس قطاع تلك الشركات مع ثبات العوامل الاخرى كالأقدمية والاحتكار وعدد العملاء والانتشار، هل ستبقى تلك الشركات الناجحة، ناجحة؟ خصوصًا إذا ما كانت الشركات الحديثة لديها تقنيات فنية او تكنولوجية عالية أو خدمات وسلع جديدة ومبتكرة ومشاريع تنموية واقتصادية تفوق تلك التي في الشركات الكبيرة.. أول سيناريو سيحدث هو تحول شريحة كبيرة من العملاء الى الشركة التي تلبي احتياجاتهم بأقل التكاليف واعلى مستوى من الجودة.

برأيي ان الشركة لا يطلق عليها شركة ناجحة على الأقل -إداريًا- ما دامت تسعى جاهدة لتحقيق اعلى مستوى من المبيعات معتمدة على ذلك احتكار السوق في القطاع بدون أي جهود إدارية واضحة.. فهي تستغل حاجة العملاء في توفير الخدمات والسلع ورفع الاسعار بدون أي قيود ذلك لأن إدارة الشركة لن تبذل أي جهد من اجل تحقيق ميزة تنافسية او اظهار مدى جودة الخدمات او ابتكار وتطوير تلك المنتجات بما يتناسب مع النمو والتطور الاقتصادي الحالي، فهي كل ما تحتاج إليه فقط جهود لتخفيض المصاريف الإدارية والتشغيلية فلا موازين الطلب والعرض ستتغير ولا احتدام المنافسة سيشتعل.

برأيي يجب على المساهمين قبل البدء في الاستثمار في تلك الشركات الانتباه اشد الانتباه إلى المركز التنافسي وماهي الجودة المقدمة وهل هي منطقية وقابلة للاستمرار ام لا؟ لان ذلك سوف يوضح جهود الإدارة الحقيقية في رفع مستوى أداء الشركة وتنمية مركزها المالي بل ويوضح ارباحها الحقيقية من خلال كفاءة الإدارة في استغلال اصولها الاستغلال الامثل للتنمية وتعظيم الارباح.

بعد اطلاعي على خطط بعض الشركات فوجئت من وضعها الذي لا يعطي أية تنبؤات عن اي تطور مستقبلي في الشركة او تحقيق اهداف محفزة ومشجعة للاستثمار بل كانت كلها خططًا عامة وعادية غير واضحة وغير محددة الهدف.

والسؤال هنا، ما هو مصير تلك الشركات في المستقبل اذا ما انشأت شركات منافسة جديدة او عند دخول شركات اجنبية ضخمة في البلد لتنافسها؟ هل قامت تلك الشركات بتجهيز خطط بديلة؟ هل قامت بمشاريع تنمي من قدرتها لاستيعاب تلك المنافسة والنمو المتسارع؟ هل حقًا قامت ببناء قاعدة عملاء متينة وقوية؟.

وفي هذا السياق اتذكر في مؤتمر تحدث فيه السيد ماك جا المؤسس لشركة علي بابا عن رأيه بأكبر منافس له وهي شركة امازون قال “انها شركة عظيمة تقدم عمل رائع ومتقن” و اوضح الفارق الذي يميز الشركة عن الاخرى وهو ان امازون E-commerce company بعكس علي بابا التي تساعد الآخرين لأن يصبحوا E-commerce وهذا هو باختصار مبدأ الشركات الناجحة في المنافسة الشريفة.

إنه من المحبط ان يكون لدى الشركة اسمًا رياديًا ولا يقابله اية جهود ادارية للتحسين بل الاعتماد على نظام اداري ركيك يغلفه ارباح طائلة من جراء استغلال فرص الاحتكار. ختامًا بالتأكيد لا يمكن لوم اية جهات تنظيمية او اشرافية فقد تم كل شيء وفق القوانين والأنظمة، بل اللوم كله يقع على مجلس الادارات والادارات التنفيذية المسؤولة اللذين غفلوا عن وضع خطط تنموية ومشاريع مستقبلية واعدة.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت