طبيعة الاحكام البهائية

إنّ الذين أوتوا بصائر من الله يرون حدود الله السّبب الأعظم لنظم العالم وحفظ الأمم…” (الأقدس المستطاب)
كما أن حياتنا الجسمانيّة تتحكّم بها أنظمة وقوانين توفّر لها الغذاء والحرارة وتُجنّبها العاهات البدنيّة وغيرها، فإنّ حياتنا الرّوحانيّة تخضع لقوانين وأصول تأتي بها المظاهر الإلهيّة في كلّ عصر، ويجب إطاعتها لأهميّتها في تطوير كلّ كائن بشريّ بغاية الانسجام والتّناسق، وجميعها مرتبط بعضه ببعض بحيث لو أغفل الفرد ما يلزمه لترقّيه الرّوحانيّ فإنّ آثاره ستتعدّاه إلى مجتمعه، والمجتمع له تأثيره المباشر على الفرد الّذي ينتمي إليه.
(من رسالة لساحة بيت العدل الأعظم إلى جميع المحافل الرّوحانيّة المركزيّة مؤرّخة في 6/2/1973)

تأثير إطاعة الأحكام الإلهيّة على حياة الفرد والمجتمع

عندما نتعمّق في مدى تأثير إطاعة الأحكام الإلهيّة على حياة الفرد، على الإنسان أن يدرك أنّ الهدف من هذه الحياة تهيئة الرّوح للحياة الأخرى، لذا عليه أن يتعلّم كيف يتحكّم بنزواته الحيوانيّة فيوجّهها بدل أن يكون عبدًا لها. إنّ الحياة في هذا العالم سلسلة من التّجارب والإنجازات، أعمال من التّقصير والتّقدّم الرّوحاني الجديد، وأحيانًا تبدو مراحل الحياة صعبة جدًا ولكنّ الإنسان يستطيع أن يشاهد المرّة تلو الأخرى أنّ النّفس التي تنفّذ أحكام حضرة بهاء الله باستقامة وثبات، ومهما بدا ذلك صعبًا، فهي حتمًا تترقّى وتنمو روحانيًّا بينما التي تساوم على الأحكام لأجل سعادتها الظّاهريّة فهي تسعى وراء وَهْم ولا سبيل إلى تحقيقه وسعادة صعبة المنال وفوق هذا كلّه تتقهقر روحانيًّا وغالبًا ما تغرق في مشاكل عديدة.
(مترجم من رسالة لساحة بيت العدل الأعظم موجهة للمحافل الرّوحانيّة المركزيّة في 6/2/1973)

ماذا تعانى العفة فى المفهوم البهائى .

” كن في الطرف عفيفا وفي القلب متذكرا وفي اللسان صادقا وفي اليد أمينا ”
” ** ”
العفّة هي إحدى القيم التي تُشكّل تحدّيًا كبيرًا أمام محاولة إدراك معناها في هذا العصر المليء بالإباحيّة، ولكن على البهائيّين أن يبذلوا أقصى جهدهم في التّمسك بهذه الفضيلة البهائيّة مهما بدت صعبة في البداية، وستبدو هذه الجهود أسهل لو تفهّم الشّباب ضرورة التّعاليم والأحكام لتحرّرهم من كثير من المعوّقات الرّوحانيّة والأخلاقيّة…
(مترجم عن رسالة لساحة بيت العدل الأعظم لأحد الأحباء في 14/1/1985)

“إنّ هذا التّقديس والتّنزيه بما يقتضيه من عفّة وطهارة يستلزم الاعتدال في جميع المراتب والأحوال: في الملبس ثم الألفاظ والكلمات وممارسة المواهب الفنيّة والأدبيّة وكذا الأمر في الابتعاد عن المُشتهيات النّفسيّة وترك العادات والأهواء السّخيفة وأساليب اللّهو الرّذيلة التي تحط من مقام الإنسان وتهوي به من أوج العزة إلى حضيض الذّلّة، كما يدعو بقوة إلى اجتناب المسكرات والأفيون وسائر العادات الضّارة، فالتّقديس والتّنزيه يمنع المتاجرة بالفنّ والأدب ويحرّم ظاهرة التّعرّي والزّواج الرّفاقي والخيانة في العلاقات الزّوجيّة وجميع أشكال العلاقات الجنسيّة غير المشروعة ويبرأ من كلّ ما ينافي الأحكام والشّرائع الإلهيّة، ولا يتّفق بأي وجه من الوجوه مع الأحوال السّائدة وموازين الآداب غير المرضية لهذا العصر المنحطّ والمتّجه نحو الزّوال…”
(مترجم من كتاب ” ظهور العدل الإلهي” لحضرة ولي أمر الله)

كيف نعيش حياة عفيفة مقدّسة

الانتباه اليومي للأفعال
يا ابن الوجود
حاسب نفسك في كلّ يوم من قبل أن تحاسب لأن الموت يأتيك بغتة وتقوم على الحساب في نفسك.
(الكلمات المكنونة العربيّة – لحضرة بهاء الله)
رَأْسُ الإِيمَانِ
هُوَ التَّقَلُّلُ فِي الْقَوْلِ وَالتَّكَثُّرُ فِي الْعَمَلِ وَمَنْ كَانَ أَقْوَالُهُ أَزْيَدَ مِنْ أَعْمَالِهِ فَاعْلَمُوا أَنَّ عَدَمَهُ خَيْرٌ مِنْ وُجُودِهِ وَفَنَاءَهُ أَحْسَنُ مِنْ بَقَائِهِ.
أَصْلُ كُلِّ الْخَيْرِ – مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله (نُزِّلت بعد الكتاب الأقدس)

نبذ التّصرفات التّافهة 

“خلّصوا أنفسكم عن الدّنيا وزخرفها إيّاكم أن لا تقربوا بها لأنّها يأمركم بالبغي والفحشاء ويمنعكم عن صراط عزّ مستقيم.” (سورة البيان – منتخبات من آثار حضرة بهاء الله)
النّهي عن الأعمال الفاسدة
“… قد حرّم عليكم الزّنا واللّواط والخيانة أن اجتنبوا يا معشر المغلّين. تالله قد خلقتم لتطهير العالم عن رجس الهوى هذا ما يأمركم به مولى الورى إن أنتم من العارفين. ومن ينسب نفسه إلى الرّحمن ويرتكب ما عمل به الشّيطان إنّه ليس مني يشهد بذلك كلّ النّواة والحصاة وكلّ الأشجار والأثمار وعن ورائها هذا اللّسان النّاطق الصّادق الأمين.”