معلومات تهمك عند توقيع أي عقد في الإمارات

إعادة نشر بواسطة محاماة نت 

لنسأل أنفسنا قليلاً، ما الذي سنخسره لو أننا قرأنا العقد قبل إبرامه بتمعن؟ لِمَ نتساهل دائماً في هذا الأمر، على الرغم من أنه لا يأخذ منّا إلا دقائق معدودة؟،

وكيف لنا أن نوقّع على عقد بلا مبالاة؟ غير مكترثين إن كان هذا التوقيع دليل موافقتنا على كل ما يحتويه العقد من بنود، وأننا بذلك ننشئ التزامات في ذمة كل واحد منا، مما يتوجب علينا أن نؤديها حسب الاتفاق الوارد في العقد، وهذا لن يفيدنا عند الاعتراض على تلك البنود مهما كانت وجاهة الأسباب، ولن يلتفت القانون حينئذ إليها، لأنه كان حريّاً بنا أن نكون أكثر وعياً عند توقيعه، وذلك بقراءة شروط العقد بعناية، والاستفسار عن النقاط غير الواضحة فيه، ومناقشة الطرف الآخر حول الأمور الغامضة به، حتى نصل إلى اتفاق، ومن ثم نوقّع، ونحن على علم بما وقّعنا عليه.

والمؤسف في ذلك، أنه دائماً ما تكون أعذارنا هي التكاسل عن قراءة العقد أو ثقتنا الزائدة في الطرف الآخر، فلا يكون هنالك داعٍ للقراءة، وكلها أعذار غير معتدّ بها في القانون، ولا تسقط أي التزام ناشئي في ذمة كل من الطرفين، ولا تعطيهما الحق في فسخ العقد، وذلك بموجب القاعدة القانونية، والتي تنص على أن: «العقد شريعة المتعاقدين»، وأنّ على كل من أطراف العقد الالتزام ما جاء فيه، ولا يحق لهم مخالفته أو تعديله أو فسخه، إلا في حالات استثنائية.

قد يسأل أحدهم، ماذا لو كان العقد مكتوباً باللغة الإنجليزية ونحن لا نتقنها؟ فالأصل أن تكون العقود مكتوبة باللغة العربية لأنها اللغة المعتمدة في بلادنا، ولكن قد تصادفك أحياناً بعض العقود باللغة الإنجليزية أو بلغات أخرى، وهنا عليك أن تطلب نسخة أخرى من العقد باللغة العربية، حتى وإن كنت تتقن الإنجليزية، لأنها قد تحتوي على بعض المفردات التي تجهل معناها، وإن احتوت النسختان شروطاً مختلفة، فإن العبرة باللغة العربية وليست الإنجليزية.

وقد يكون هنالك سؤال آخر مؤدّاه: ماذا لو انتابنا شك في العقد الذي سنوقعه أو احتجنا إلى من يوجهنا قبل توقيعه؟ احذر أن توقع أي عقد وأنت متردد أو تجهل أحد بنوده أو تشك في استغلال الطرف الآخر لك بسبب قلة خبرتك، فاستعن على الفور بأهل الخبرة كالمستشار القانوني، ليوجهك إلى الصحيح.

ويتضح مما سبق، أن توقيع العقد هو تصرف قانوني، يُنشئ في ذمة أطرافه واجبات والتزامات لا مفر منها، لذا انتبه قبل توقيع العقد، فقد توقّع على شروط لا تناسبك، وقد توقّع على مبالغ ترهق كاهلك في المستقبل، واعلم أن قراءة العقد لن تكلفك إلا دقائق معدودة، لكن عدم قراءتك له سيكلفك الكثير مستقبلاً!.