مقال قانوني مميز حول الفَلْسَفَة السِياسيَة المِكِيافِيلِيَة و الإسْلامِيَة

أ* مصطفي عبد الهادي

نُسَلِط في هَذه المُتَصَفَح الضَوء إخْتِصاراً عَلى ما بَين السِياسَة المِكيافِيلِيَة و نَظيرَتُها في الفِكْر الإسْلامي , و أثَرْتُ ذَلِكَ لِما نَراه في عالَم اليَوم مِن تأثِير الأولى عَلى الخُطوط العَرِيَضَة لِمُعْظَم دِوَل العالَم بِما فيها الدِوَل التِي تَنْتَسِبَ إلى الإسْلام و لَيس إنْتِساباً فَحَسْب بَل الإدْعاء أنها مَن يُمَثِلَهُ !! , في الوَقْت الذي نَراها تُمارِس فِيه أكْثَر أنواع المِكيافيلِيَة تَطَرُفاً حَتى و لو لَم يُعْلَن ذَلِكَ , و كَذا الدِوَل الكُبرى و سائِر دِوَل العالَم بِما فيها الإسْلامِيَة

الفَلْسَفَة السِياسِيَة المِكافِيليَة :

نِيكولا مِكيافِيلي هُو فَيلَسُوف و مُنَظِر سِياسِي إيطَالِي مِن عَصْر النَهْضَة وُلِد عام 1469م. و تُوفِيَ عام 1527م., و هو الشَخْصِيَة الرَئِيسِيَة والمُؤسِس لِلْتَنظِير السِياسِي الوَاقِعي, والذي صَار فِيما بَعْد عَصّبَ دِراسَات العِلْم السِياسِي, و أشٌهَر كُتُبُه” كِتاب الأمِير” ,والذي كان هَدف مِكِيافِيلِي مِنْهُ وَضْع تَعْلِيمات لِلْحُكام, و قَد نُشِرَ الكِتاب بَعْد مَوتِه, و تَبَنى فِيه فِكْرَة أن ما هُو مُفِيدٌ فَهُو ضَرُورِي, والتِي كان عِبارَة عَن صُورَة مُبَكِرَة لِلْنَفْعِيَة والوَاقِعِيَة السِياسِيَة و فُصِلَت نَظَرِيات مِكيافِيلِي في القَرْن العِشٌرِين

إن مِيكيافِيلِي هُو الذي أثار مَسْألَة العَلاقَة بَين السِياسَةَ وبين القِيَم الإنْسانِيَة, أو بَين السِياسَة وبَين الدِين جُمْلَة, فَكان أن فَصَل السِياسَة عَن كُل أولِئك، فَصْلاً تامًا وحاسِمًا بإرْسَائُه مَبْدأ”السِياسَة أولاً” ومَبدأ “الغايَة تُبَرِر الوَسِيلَة” ومَبْدأ “الحَق للأقْوى” ومَبْدأ ما أسْماه “الفَضائِل السِياسِيَة” ومَبْدأ “فَن الوُصُولِيَة” و “التِكْتِيك السِياسِي” بِوَجْه عَام, وهَذه الأصُول التَي نَهَضَت بِالفَلْسَفَة “السِياسَة المِيكافِيلِيَة”هي التِي تَلَقاها رُواد الفِكْر السِياسِي الحَدِيث بَل والمُعاصِر أيضًا كَمِيراثًا فِكريًا مُقَدَسًا, حَتى فِي هَذا القَرْن و القَرْن المُنْصَرِم سِيما خِلال النِصْف الأوَل مِنه عَلى وَجْه التَحْدِيد التي تبَنَت الفِكْر المِيكافِيلي بِعُنفوان غَير عادِي مِن حَيث نَظرَة الفَضائِل السِياسِيَة لِمكيافيلي و مَن مَعهُ التي تَقُول بِإمْكانِيَة إتِخاذ أسَالِيب مُوغَلَة فِي الوَحْشِيَة والبَرْبَرية عِنْد الإقْتِضاء, لأنَها هِي التِي تَتَفِق وطَبِيعَة السِياسَة , بَل و الكارِثَة هِي تَطوِيع الدِين كأداة يُمْكِن إسْتغلالُها!!! إذ السِياسَة فَن وَاقِعِي قائِم بِذاتُه لَيِس مِن مَصالِحَها وغَاياتُها الدَين وتَعالِيمُه ومُثُلُه وفَضائِلُه لِتَبايُنِهما مِن حَيثُ الطَبِيعَة وهَدفًا فَلا مَجال إذْن لِلْفَضائِل الأخْلاقِيَة والقِيَم الإنْسانِيَة, وتَعالِيم الدِين عَلى الصَعِيد السِياسِي

بَيد أنهُ يُمْكِن أن يَكُون لَها دَوُر فِي المَجَال السِياسِي, ولَكِن فِي حَالات نَادِرَة, وذَلِك حِين يُمْكِن إتِخاذُها عَلى أسَاس أنْها مُجَرَد وَسِيلَة تَقْتَضِيها الضَرُورَة وعَلى سِبِيل الإسْتِثْناء وحَسْب, لا عَلى أنْها “أصْل مَقْصُود لِذَاتُه” حال السِعَة والإخْتِيَار, أو بِعِبارَة أخْرَى أنْها تُمارَس لا عَلى أساس أنْها عُنْصُر جَوهَري فِي مَفْهُوم السِياسَة, أو غايَة قُصْوى مِن غَاياتُه

و تَمَخَض عَن هَذا الفِكْر أن العَدْل الدَولِي مُؤدَاه: أن الحَق لِلأقْوى, لا لِلأعْدَل بِالمَفْهُوم الخُلقِي والدِينِي بَل والفِطْرِي و مِن هَذا التَمَخُض ظَهَرَ عِدَة أمُور :
1- تَجْزِئة مَفْهُوم العَدل الدَولِي حَتى صَار جُزْئيًا أو نِسْبيًا لا مُطْلَقًا, وهَذا الإتِجاه هُو مَنْشَأ الشُرُور فِي العَالَم
2- تَجْزِئة مَفْهُوم الإنْسان العام, ومَرَد ذَلِك التَمِيِيز هُو العُنْصُر والْلَون
3- تَحْكِيم القُوَة فِي العَلاقَات السِياسِيَة الدَولِيَة, أثرًا لِلْتَجْزِئَة فِي مَفْهُومَي كُل مِن العَدْل الدَولِي والإنْسَان العَام وصَدى لإسْتِبعاد المَبادِئ والقِيَم الخالِدَة التِي تَعارَفَت عَليها الأمَم مُنْذ القِدم, فَضْلاً عَن تَعالِيم الشَرائع السَماوِية التِي أرْسَت مَبْدأ “الكَرامَة الإنْسانِيَة” مَصْدرًا لِحُقوق الإنْسان العَام
4- تَرَكَز مَفْهُوم السِياسَة أو إسْتَقَر جَوهَرُها فِي فَلْسَفَتُها الحَدِيثَة والمُعاصِرة في كَونُها فَن الوُصولِيَة أو ما يُطْلَق عَلِيه اليَوم “التِكتِيك السِياسِي” الذي تَفَرَغَ عَنهُ الإسْتِعْمار , و الإسْتِعلاء , و التَفَوُق العُنصُري

المُقارَنَة بَين الفَلسَفَة الميكافِيليَة و الإسْلامِيَة :

بِدايَة أصُول الإسْلام فِي فَلْسَفَتُه السِياسِيَة هِي عَلى النَقِيض مِن اتِجاه المِيكافِيليَة و ذَلِكَ إجْملاً و تَفصيلاً و قَد ظَهَرَت مِن خِلال فِكْر المَوارْدِي و إبْن خَلْدُون و الغَزالي و يُمْكِنُنا إخْتِصار هَذا التَمايُز في الآتي:

1- مُحارَبَة الإسْلام لْلْتَمِييز العُنْصُرِي الذِي إسْتَوجَب الإسْتِعْمار السِياسِي والاقْتِصادِي والعَسْكَري, لِتَكون أمَة هِي أرْبَى مِن أمَة وأن جَعَل الناس شُعوبًا وقَبائِل فِي ضَوء الحِكْمَة القُرآنيَة أمْر وَاقِعِي, ولَيس تَفاضُلاً شَرعيًا بِدَلِيل أنهُ جُعِل مَسْبُوق بِوِحْدَة الأصْل مِن ذَكَر أو أنْثَى مِما يُشْعِر بِالوِحْدَة الإنْسانِيَة
قال الله تَعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
قال رَسُول الله صَلى الله عَلِيهِ و سَلَم
“إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى ألوانكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”
الراوي: – المحدث: ابن كثير – المصدر: تفسير القرآن – الصفحة أو الرقم: 3/256
خلاصة حكم المحدث: صحيح

2- يُرْسِي الإسْلام أصُول الأخْلاق التِي لا تَنْفَصِل عَن أصُول فَلْسَفَتُه السِياسِيَة مُطْلَقًا لِوِحْدَة التَشْرِيع الآمْر فِيهُما, ويَرْبُطَها بِالبَصِيرَة الفِطرِيَة,إيِذانًا بِثبَات ماهِيتُها أن تَنَتابها عَوامِل التَغِيير البِيئِيَة, أو التَقالِيد المَورُوثَة, أو تَتَعاوَرَها كَثْرَة طُرُوِّ الأعْراف, وتَبايُن البِيئات، لأن حَقائِق الأشْياء لا تَتَبَدَل
قَال رَسُول الله صَلى الله عَلِيهِ و سَلَم
“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
الراوي: – المحدث: الزرقاني – المصدر: مختصر المقاصد – الصفحة أو الرقم: 184
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و قال صَلوات رَبي و سَلامُهُ و عَلِيهِ :
“ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء ، ثم يقول : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم } ”
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4775
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

3- مَناط السِياسَة الرَشِيدَة العَادِلَة فِي نَظَر السِياسِي الإسْلامِي, ولاسِيما فِي الفِكْر الخَلدُوني هُو إنْسانِية الإنْسان, مِما يَتَنافَى مَع مَبدأ تَبِرير الغايَة لِلوَسِيلَة, إذ الفَضِيلَة أو المَصْلَحَة المَشرُوعَة غايَة بَيد أنه لا تُبَرِر الوَسِيلَة, أسْلوبًا إذ كانَتا مُتنافِيتَين لأنَهُما وِحٌدَة لا تَتَجَزأ مَفْهُومًا وحُكمًا
قَال الرَحْمَن:
{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }
{وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ }
{وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ }

4- مَفْهُوم العَدْل الدَولِي فِي نَظَر مِيكيافِيلِي بِما يُفَسِرُه بِكَونُه مَصْلَحَة الأقْوى هُو عَلى النَقِيض تَمامًا مِن مَفْهُوم العَدْل فِي مِيزان الإسْلام وبَينات هُداه وأصُول الحَق فِيه
قَال المَلِك القُدوس:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

5- القُوَة فِي مَفْهُوم الفِكْر السِياسي المِيكيافِيلِي اعْتِبارِها هِي العَدْل الدُولِي بِعَينُه أيًا كان طَبِيعَتُها وأهْدافُها وهِي التي أطْلَق عَليها القُرآن الكَرِيم الطاغُوت أو الطُغيان والفَكْر لأنه كُفْر بِالله تَعالى وكُفْر بِالقِيَم الإنْسانِيَة الخالِدَة
قَال السَميع العَليِم:
{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }
عَن رَسُول الله صَلى الله عَلِيهِ و سَلَم :
“إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) . وفي رواية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا أو سرية دعاه فأوصاه . وساق الحديث بمعنى حديث سفيان . ”
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1731
خلاصة حكم المحدث: صحيح

6- مَفْهُوم السِيادَة فِي تَصوُر الفَيلسوف السِياسِي مِكافِيلي و التي إنْسَلَخَت في العَصر الحَديث عَلى فِكْر هُوبَز في العصر يَمُت إلى مَفْهُوم القُوة بِسَبَب بِما هِي تَعْبِير وَاقِعْي عَن إرادَة العِمْلاق المُطْلَقَة حَتى بِالنِسْبَة إلَى شَعْبُه، أو أمَتُه فَضْلاً عَن الشُعُوب والأمَم الأجْنَبِية الأخْرى! و بِالطَبْع هَذا يُناقِد الإسْلام الذي لا تَفضيل فيه لِعَربي على أعجَمي أو لِعرق أو نَسَب
قَال رَسُول الله صَلى الله عَلِيهِ و سَلَم:
“من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده [glow=#ffb700]ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه [/glow]”
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 185
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و قَال صَلوات الله و سَلامُهُ عَلِيهِ:
“يا أيها الناس : ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ، ولا لأسود على أحمر ، إلا بالتقوى ، أبلغت ؟ قالوا : بلغ رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ثم قال : أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم حرام ، قال : أي شهر هذا ؟ قالوا : شهر حرام ، قال : أي بلد هذا ؟ ، قالوا : بلد حرام ، قال : إن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم قال ولا أدري ، قال : أو أعراضكم أم لا كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أبلغت ؟ قالوا : بلغ رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ليبلغ الشاهد الغائب . ”
الراوي: من سمع النبي المحدث: الوادعي – المصدر: الصحيح المسند – الصفحة أو الرقم: 1536
خلاصة حكم المحدث: صحيح

7- السِيادَة فِي الدَولَة وما تَسْتَلْزِمُه مِن السُلطَة العامَة فِي الفِكْر السِياسِي الإسْلامِي وفي تَصَوُر الإمام الغَزالي والمَاوَرِدي وإبْن خَلْدُون الأمَة بِكامِلُها هِي التي تُمارِس مُقْتَضيات السِيادَة وَاقِعًا وعَملاً, بِما تُورِثُها مِن السُلْطَة العامَة إذ لا سِيادَة بِلا سُلطَة وإن كانَت السِيادَة نَظريًا إنما تَعْني هَيمَنَة التَشْرِيع , فالشُورى للأمَة هي مَصْدر السِيادَة
قَال المَلِك السَلام
{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }

و هَذه النِقاط السَبعَة هي وُقوفاً مُخْتَصراً عَلى التباين بَين الميكافِيليَة و الإسْلام و إن كانت تَستَوجِب أبْحاث و أبْحاث