الاستعراف بواسطة الكلاب البوليسية

المؤلف : سلطان الشاوي

الكتاب أو المصدر : اصول التحقيق الاجرامي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت

تتميز الكلاب البوليسية عن معظم الحيوانات بقوة حاسة الشم لديها، وقد قدرت نسبة استعمال الكلاب لهذه الحاسة بـ 100% وعندما يؤتى بالكلب البوليسي إلى المكان الذي رسيت على الأشياء التي امسك بها، او ان طبعت على الارض بفعل اقدامه العارية او المحتذية ويندمج للبحث عن مصدرها حتى يصل إليه، وذلك لأن كل إنسان يفرز رائحة خاصة تختلف عن كل جسم عنها في جسم آخر وتلتصق بالملابس والاشياء الخرى التي تلامس أي جزء من ذلك الجسم وتتعلق بالأرض التي يسير عليها الإنسان وتذروها الرياح فتحوم في الهواء بكيفية يستدل الكلب بواسطتها على متابعة اتجاه صاحبها.

ويلاحظ بأن حاسة الشم عند الكلاب تتأثر بالحرارة والرطوبة وبالحالة الصحية، كما ان بقاء الروائح في مكانها لمدة طويلة يتوقف على تأثير الظروف الجوية المحيطة بها كالحرارة والرطوبة والمطر واتجاه الريح، وتزول الرائحة عادة بعد يوم واحد أو أيام قليلة لا تتجاوز الأسبوع في الحالات التي تكون الأشياء محفوظة في موضع محكم الغلق فان الرائحة تبقى محتفظة بخواصها المميزة عدة أسابيع وربما بضعة أشهر (1).

مهام الكلاب البوليسية :
تستخدم الكلاب البوليسية لأداء المهام الآتية :
1-تتبع وتعقيب الهاربين مرتكبي جرائم القتل والسرقة والتهريب وغيرها ويكون ذلك بعد أن يشم الكلب الاثر مستعينا بالرائحة التي تنبعث منه وتبقى منتشرة في الفضاء.
2-البحث عن الأموال المسروقة ومعرفة مكان اخفائها، اذ يشم الكلب رائحة الاثر الذي تركه المجرم في محل الحادثة ثم يعقب أثر الرائحة الى ان يصل الى المكان الذي أخفى فيه السارق الأموال المسروقة.
3-الاستعراف.
4-حراسة الأشخاص والمنازل والمنشآت :
لإجراء هذه العملية في سبيل تشخيص المجرم يؤتى بالأثر الذي تركه المجر في محل الجريمة ويعرض للكلب ليتحقق من رائحته او يؤتى بالكلب الى محل الحادثة لشم آثار المجرم المتروكة، ثم بعد ذلك يوضع المتهم مع ثمانية أشخاص آخرين ويصفون بحيث يجلس واحد خلف الاخر وبين كل منهم مسافة خطوة تقريبا، ثم يمر الكلب بينهم يتعرف على صاحب الرائحة ان وجد، ويلجأ المحقق عادة الى اختبار الكلب قبل عملية الاستعراف على المتهم.

واجبات المحقق في استخدام الكلاب البوليسية :
1-تحريز الأشياء بصورة محكمة لعرضها على الكلب البوليسي.
2-التعاون مع مدرب الكلب واحاطته علما بظروف الحادثة لتوجيه الكلب حسب الخطة المرسومة.
3-يكون تحريز كل شيء على حدة وإلا يجمع مادتين اذ تكون متعلقين بشخصين مختلفتين مما يفسد مهمة الكلب.
4-تأجيل مهمة الخبراء الفنيين كخرباء طبعات الأصابع والأقدام وغيرهم في معالجة الآثار بالوسائل الفنية لحين شمها من قبل الكلب للحيلولة دون اختلاط روائحهم مع رائحة الجاني.
5-المحافظة على الآثار الثابتة وتغطيتها لحين حضور الكلب البوليسي.
6-تنظيم محاضر تحقيقية لعملية الاستعراف على المتهم او تعقيب اثر الجريمة والجاني من قبل الكلب البوليسي، والتوقيع عليها من قبل المحقق ومدرب الكلب وشاهدين (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر فؤاد أبو الخير وإبراهيم غازي، المرجع السابق، ص674 – 676.
2-انظر عبد الكريم درويش، التحقيق والبحث الجنائي، 1955 القاهرة، ص82 – 84. عبد الستار الجميلي، المرجع السابق، ص86-87 فؤاد أبو الخير وإبراهيم غازي، المرجع السابق، س674 – 676.