الرصد المروري
علي الجحلي

تناولت كل مواقع التواصل التطور الجديد في إجراءات وأساليب رصد المخالفات المتعلقة بتشتيت ذهن السائق سواء كانت تلك المخالفة استخدام الجوال أو البحث عن أغراض داخل السيارة حيث يبتعد السائق عن منطقة التركيز البصري المهمة في موقعه ومعاقبة من يتجاوزون الخط الأصفر في الطريق وغيرها.

بعد متابعة سلوكيات السائقين في دول كثيرة أستطيع أن أقول إن العقوبات مهمة لكنها ليست بأهمية الوعي العام والرقابة الذاتية التي تميز السائقين في كل دولة. الجميع راقب مشهد سائق الدراجة الذي أوقف سائق سيارة فارهة بسبب تعديه على مسار الدراجات الهوائية، ومقاومته كل محاولات الرجل لتجاوزه التي وصلت في مرحلة من اليأس إلى محاولة إزاحته باستخدام صدام السيارة. وقوف الرجل أدى إلى تعاطف أشخاص آخرين معه لم يسمحوا لصاحب السيارة بتجاوزهم حتى وصلت الشرطة، التي تعاملت مع سائق السيارة بصرامة.

تذكرت حينها مقولة الملك فيصل رحمه الله عندما كان يحذر سائقه من السرعة بقوله: “لا تسرع ترانا مستعجلين”. حالة سائق السيارة كانت مماثلة فقد كان يصيح في سائق الدراجة بأنه في عجلة من أمره للوصول إلى مقر عمله، لكنه بالنتيجة فقد ساعات بسبب سلوكه المتهور بعد أن استدعته الشرطة للتحقيق.

نحتاج إلى أمثلة تقاوم المخالفات وتعين رجال المرور في إنجاز عملية الوعي الشامل الذي يرفض في النهاية كل التجاوزات وما هذا إلا مثال، وهناك أمثلة كثيرة مشاهدة، فالمواطن هو رجل الأمن الأول وما لم نتعامل نحن مع المخالفات ونتعاون في إنهائها فمن يفعل؟

كل هذا يعني مزيدا من التوعية والبحث في طرق تشجيع المواطنين على الالتزام بالأنظمة ورفض التجاوزات التي نشاهدها كل يوم. إضافة إلى تشجيع محاولات رفض المخالفات ومنح الجوائز للمشاركين في عمليات الكشف ومنع التجاوزات وتفعيل تطبيق المواطن رجل الأمن، وقد يكون منح ألقاب أو مزايا لمن يشاركون في هذه الأنشطة دافعا لمزيد من المشاركة الفاعلة.

يبقى الوعي والإدراك لأهمية الحماية من مخاطر المخالفات في دولة لا تزال تعاني أعدادا كبيرة من الإصابات والوفيات لأسباب تتعلق بالحوادث المرورية وهي نتيجة معلومة للمخالفات وانتشارها سواء داخل أو خارج المدن، إضافة لما يمثله التجاوز من ضغط نفسي وبدني على السائقين ومستقلي وسائل النقل في مختلف المدن.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت