حقوق الطفل
زامل شبيب الركاض
من الطبيعي أن يمر الإنسان في حياته بعدة مراحل تبدأ من الطفولة التي تعتبر مرحلة أساسية في حياة الطفل لتكوينه وتأهيله ليستقبل المراحل المتبقية من عمره، وتبدأ مرحلة الطفولة منذ الولادة وتنتهي بدخوله في مرحلة أخرى، وتعد حقوق الطفل في هذه المرحلة من أهم حقوق الإنسان على الإطلاق نظرا لكون الطفل غير قادر على معرفة حقوقه وطبيعتها فضلا عن عجزه عن المطالبة بها أو المحافظة عليها، بمعنى أن هذه الحقوق لا يمكن للطفل الحصول عليها الا من خلال تقديمها له عن طريق الغير سواء كان الوالدين أو الولي أو مؤسسات الدولة، وتتميز حقوق الطفل بأنها لا يقابلها واجبات فحق الرضاعة والحضانة والنفقة تعد حقوقا عامة للطفل ولازمة له بوصفه طفلا ولا يجوز التنازل عنها، وكذلك تتميز حقوق الطفل بأنها متطورة فحقوق الرضيع تختلف عن حقوق الصبي وهكذا تتغير الحقوق باختلاف المراحل العمرية.

وحقوق الطفل في الاتفاقيات والمواثيق الدولية جاءت نتيجة لأوضاع إنسانية صعبة يعيشها الكثير من أطفال العالم في محاولة للسيطرة على هذه المعاناة والتقليل من آثارها السلبية، ومع ذلك اقتصرت هذه الحقوق على الأطفال الذين صادقت دولهم على هذه الاتفاقيات دون غيرهم، فبموجب هذه الاتفاقيات يفترض أن يتمتع الطفل بحماية خاصة تضمن نموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نموا طبيعيا سليما في جو من الحرية والكرامة وكذلك حق الطفل في أن يحمل جنسية بلده وحقه في الضمان الاجتماعي بالقدر الكافي من الغذاء والدواء والمأوى وحق الطفل في التعليم الإلزامي المجاني والتربية الصحيحة في رعاية أسرته وحماية الطفل من كافة صور الإهمال والقسوة والاستغلال والاتجار به أو تعريضه للإبادة والنزاعات المسلحة والاستغلال في البغاء والدعارة وحماية الطفل من الرق والممارسات السيئة والمهينة في مجالات العمل حيث يضطر ملايين الأطفال في العالم إلى العمل في مهن وأعمال خطيرة على حياة الأطفال مما يشكل مأساة إنسانية في الوقت الذي يحتاج في الطفل إلى الرعاية والحماية بدلا من تعرضه للاساءة والاستغلال.

والشريعة الإلهية جاءت متكاملة من الله الخالق جل وعلا واهب الحياة والبنين والبنات فهو أعلم بما يصلح لهم قال سبحانه وتعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فحفظت الشريعة للطفل ابتداء الحق في أن تكون أمه امرأة صالحة فحرمت إنجاب أطفال خارج العلاقة الزوجية وحفظت للجنين حقه في الحياة بتحريم الإجهاض ومنعت كل ما يتسبب في إيذاءه وتشويهه في رحم أمه بتحريم تعاطي الأمهات للمخدرات وغيرها مما قد يضر بالجنين، وبالجملة جاءت الشريعة الإسلامية بحفظ حقوق الطفل مثل حق الرضاعة والحضانة والنفقة والرعاية والتعليم والملكية والميراث والوصية والهبة والوقف، والاسم الحسن والنسب والدين والانتماء لوطنه وحقه في التربية الإيمانية والحماية من الانحرافات العقدية والأخلاقية. وفي الحديث (ما من مولود يولد إلا يولد على الفطرة ).

ونخلص إلى أن حقوق الطفل في الشريعة جاءت عالمية شاملة لكل الأطفال المسلمين وغيرهم سواء اكانوا أسوياء أم يتامى أم لقطاء أم مشردون أم ضحايا الحروب، ومنعت من الاعتداء عليهم في عقيدتهم أو أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم أو عقولهم، وبالجملة جاءت بحفظ الحقوق المادية والمعنوية للطفل.

@ محامي

إعادة نشر بواسطة محاماة نت