متى يحكم القضاء السعودي بالخلع للزوجة؟
شرب الخمر والضرب وعدم قيام الزوج بواجباته الزوجية وقطع الصلاة وسناب شات أسباب يحكم فيها القضاء بخلع الزوجة
كشفت مصادر عدلية في السعودية تصدر منطقة مكة المكرمة المؤشر الإحصائي لوزارة العدل الخاص بعدد صكوك الخلع التي وردت إلى المحاكم من أجل تصديقها حيث ورد إلى محاكمها 19 صكاً خلال خمسة الأشهر الماضية.

وأوضحت صحيفة “الوطن” أن المرتبة الثانية بصكوك الخلع الواردة للمحاكم كانت من نصيب المنطقة الشرقية (10 صكوك)، ثم المدينة المنورة بأربعة صكوك، ثم القصيم، وهي الأقل تسجيلاً للحالات بواقع 3 صكوك فقط، في حين لم تسجل بقية المناطق الأخرى أي صكوك خلع للتصديق عليها خلال الفترة نفسها.

وقال القاضي السابق المحامي حالياً سعيد الغامدي إنه من خلال تجربته السابقة في القضاء صادف العديد من الحالات تعود لنساء تقدمن إلى محكمة الأحوال الشخصية وطلبن الخلع من أزواجهن، موضحاً أن أغرب القضايا التي وردت إليه لزوجة تقدمت بدعوى خلع واتهمت فيها زوجها بخيانتها عن طريق تصوير مقاطع له في تطبيق سناب شات، وذلك من أجل إغراء الفتيات وجذب اهتمامهن، مؤكداً أن هذا السبب غير كاف ولا يحق أن يحكم لها بالخلع فتم رد الدعوى.

وأضاف “الغامدي” للصحيفة اليومية أن هناك أسباب أخرى قد يحكم فيها بالخلع من الزوج منها الضرب والتعنيف، وعدم النفقة، وشرب الخمر، وعدم قيامه بواجباته الزوجية، وهنا يقبل الخلع بعد إثبات ذلك من الزوجة.

وكشف أنه سبق أن تم خلع زوج في أحد محاكم الأحوال الشخصية وذلك بعد أن وجهت لزوجها تهمة ترك الصلاة عمداً، وبعد إثبات ذلك تم قبول الدعوى وإنهاء إجراءات الخلع لها.

وتابع “كذلك يتم الخلع في الحالات التي تكون فيها الزوجة كارهة لزوجها فبعد محاولة تقريب وجهات النظر وإحضار حكم من أهلها وحكم من أهله، وإذا لم تنجح تلك المحاولات فهنا يتم إنهاء الأمر ولكن لا بد من إعادة مبلغ المهر الذي دفعه الزوج لها”.

الطلاق.. الحل الأمثل

أوضح المحلل النفسي المتخصص في القضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي لصحيفة “الوطن” أن الوصول للطلاق عن طريق الخلع يعتبر جزءاً من آلية مشروعة تتقدم بها الزوجة في إنهاء هذه الشراكة وتكون عن طريقها، وتعود الأسباب غالباً لعدم رغبة الزوج في الانفصال ووصول الزوجة لمرحلة الإصرار الشديد على الطلاق، وبالتالي تصل الأمور إلى اتخاذ هذا الإجراء.

وقال “الغامدي” إنه في حالة وصول الزوجة لهذه المرحلة فمن المفترض على الزوج إنهاء الزواج والانفصال بالطلاق بدلاً من الخلع، لأن الوصول للخلع يترك انطباعا في أذهان البعض بأن ذلك إهانة للزوج وقوة للزوجة.

وأضاف أن القضاء لا يقبل أي قضية خلع إلا بعد وجود مسوغات قوية تدفع المرأة لهذه الطريقة وإحضار الدلائل والإثباتات. ومن سلبيات الخلع إهانة كرامة الأبناء وردة الفعل لهم تجاه والدتهم، فهؤلاء الأبناء ليسوا على إلمام بالأمور التي قد تلمس الحقوق الشرعية للزوجة والأسباب التي تدفعها للتصرف بهذه الطريقة المشروعة، وللأسف لا يعرف الأبناء هذه الأسباب إلا بعد تخطي مرحلة البلوغ.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت