الفرق بين الديمقراطية والشورى

إن مفهوم الشورى والديمقراطية من المفاهيم التي قد يختلط مدلولهما على كثير من الناس، وقد ينظر البعض إلى الشورى غاية والديمقراطية وسيلة لتحقيق تلك الغاية، أو غير ذلك من المنظورات، وعلى كل حال أود ان أطرح هذا الموضوع من وجهتي نظري في إبراز الفرق بين المفهومين على أساس أن يكون هناك نقاش للخروج بخلاصة في وجهة العلاقة التي تربط بينهما على مستوى تنزيلهما على أرض الواقع، وأقول وبالله التوفيق:

إن بالنظر إلى الشورى والديمقراطية كآليتين لاتخاذ القرار قد تستلمز منا الوقوف على أهم النقاط التالية لإبراز الفرق:

1- من يتخذ القرار:ففي الشورى من يتخذ القرار يجب أن تتوفر فيهم بعض الشروط التي تبرز مدى حرصهم على مصلحة البلاد والعباد وأهمها الاتصاف بالاستقامة في أمور الدين، وعلى عكس ذلك نجد أن في الديمقراطية الكل معني بالمشاركة في اتخاد قرارات معينة التي تصب في مصلحة البلاد ولا مجال لمنع أي طرف بدعوى عدم حرصه على مصلحة البلاد أو ما شابه ذلك.

2- الشيء الذي يتخذ فيه القرار: ففي الشورى الأشياء التي يجب ان يتخذ فيها القرار يجب أن تكون شرعية ولا تتعلق بتحريم محلل او إحلال محرم، وعكسه تماما في الديمقراطية لأنه قد يتم التشريع لبيع الخمور الذي نعتبره نحن المسلمون مما لا يجوز بيعه.

3- مدى إلزامية القرار لأتباع: في هذه النقط قد تشتبه الديمقراطية والشورى في جزء وتفترق في جزء أخر، اما الجزء الذي تشتركان فيه وهو عندما يتعلق الامر بمصلحة الجميع أو يحصل منه مفسدة للجميع*ففي هذه الحالة فالقرار المتخذ ملزم للجميع، وتختلف الشورى عن الديمقراطية في المسائل التي لا تخص الجميع مثل أن يتشاور المسلمون في بيع ألات لموسيقى فيقول طرف لا يجوز لأن الموسيقى حرام ويقول الطرف الأخر جائز لأنه يقول بجوازها، فالأمر هنا لا يلزم أحد الطرفين بقول الطرف الأخر أو حكمه ولكل حريته، وعلى عكس الديمقراطية فإن الحكم للأغلبية وإن لم يكن لها دخل فيما حكمت به ومثاله، مؤخرا ما وقع في شأن النقاب في فرنسا حيث منعت المسلمات من ارتداء النقاب وإن كان لا علاقة لغير المسلمات بالأمر وهنا يتضح ان الديمقراطية هي تقيد لحرية الفرد على حساب الحرية الجماعية، وتضييع لحقوق الأقليات بحكم الأغلبيات.