تحريم الاكتتاب وفقاً للنظام الشرعي السعودي

علاء الملا

ربما نكون الان في الجيل السعودي الرابع الذي يتداول الاسهم ويدخل في الاكتتابات التي تصبح مع كل جيل مثيرة اكثر للرأي العام بين تحليل وتحريم والحديث بتهكم او بطموح عن المكسب والخسارة. كان جيل الستينات والسبعينات يحاول ان يداعب الاسهم سواء المحلية او العالمية، فكان رأي بعض آبائهم من جيل الأربعينات والخمسينات بأن مال هذه الاكتتابات محرم شرعاً وذلك حسب فتوى امام المسجد المجاور للمنزل والذي يعلم عن الاسهم نفس معلوماتي عن اللغة الصينية.

وهذا فعلاً ما أضاع على الكثير من شباب تلك الاجيال الاستفادة من الفرص المتاحة في ذلك الوقت. ومن استطاع الخروج من جلباب الآباء في ذلك الوقت ستجد اسمه – قطعاً- بين كبار رجال الأعمال في المملكة و ربما العالم وفي قوائم فوربس لأغنى اغنياء الكون.

الحياة مليئة بالخيارات الاستثمارية. ولكن هناك أمور قد لا تتكرر، على سبيل المثال اكتتاب سابك واكتتاب الكهرباء قبل سنوات طويلة. كانت فرصة لمن عاصرها، وقد حكى لي بعض معاصريها من مدن مختلفة عن آراء آبائهم وكبار العائلة في دخولهم في هذا الاستثمار. حتى أن بعضهم كان يربط بين حدوث امر مثل المرض او التعثر الدراسي للأبناء بأن سببها انك استخدمت اموالك في الاكتتاب!!

لم اتوقع ان يتكرر الأمر ذاته اليوم، فقد تفاجئت بكلمات لم اتوقعها من كبار لا يرغبون في الاكتتاب ويروجون لعدم وجود فائدة منه، وهذا قادني للتفكير العميق في كينونة الاكتتاب. الحقيقة ان الاكتتاب يعتبر – امل- للغد، ولا يمكن لشخص يختتم حياته ان يتكلم كثيراً عن خطط بعيدة المدى. فهو في أحسن التقديرات لا يرى ابعد من تحت قدميه. واستثني من ذلك أصحاب الفكر والرؤية.

في محادثة قصيرة مع صديق من خارج المملكة عن احتمالات المكسب والخسارة في الاكتتابات الوطنية، أخبرته بما يعتمل بقلبي عندما اكتتب في مشروع او شركة وطنية لا سيما – ارامكو-؛ النية لن تكون صافية كمكسب وتلافي الخسارة. بل هي ملحمة وطنية نراهن فيها على قوتنا وتلاحمنا أمام العالم.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت