غموض حجرة القاضي .

في يوم الجمعة الماضي كنت أجلس بقاعة المحكمة في وقت مبكر عن موعد قضيتي, عندما نادي القاضي على اثنين من المحامين كانت قضيتهما قبل قضيتي وطلب منهما الدخول إلى مكتبه. ما لفت انتباهي بمرور الوقت هو رد فعل كلا من العميلين المتروكين وحيدين.فقد أصاب كليهما الإزعاج إنهما تركا بمفردهما في قاعة المحكمة بينما محاميهما يجلسان مع القاضي. وانه لأمر متكرر الحدوث أن يطلب القضاة من المحامين أن يأتوا إلى حجراتهم أو مكتبهم لأسباب لا حصر لها. وأنا أدرك تماما انه في هذا الموقف المقلق في حد ذاته ولا أحد يعلم ما يجرى يكون هذا بمثابة عنصر قلق آخر للأطراف المتقاضية.

في أحيان كثيرة يكون السبب شيء في غاية البساطة وهو إن القاضي يريد أن يجدول شيء في القضية ويحتاج إلى مراجعة مواعيد المحكمة ولهذا الأمر فإن معظم المحامين سوف يكون لديهم أكثر من قضية أمام نفس القاضي وربما يتطرقوا إلى الحديث عن قضية أخرى تماما لوقت قصير ( مثال , على أي حال هل استطعت حسم المسألة في قضية Doe v. Doe التي كنت هنا من أجلها الأسبوع الماضي؟ ليس بعد سيدي القاضي ولكنني أعتقد إننا نقترب من الحل.). لقد كنت في غرفة القاضي منذ أسابيع عدة ولم يكن هناك شيء أكثر من وضع موعد للاجتماع حيث كنت أنا وخصمي نحاول جدولة اليوم التالي للمحاكمة. وفيما بين المحاميين, لقد كان لنا خمسة قضايا أمام القاضي. وبالطبع سوف نأخذ وقتا لإيجاد يوم مشترك يجتمع عليه المحامين والمحكمة .

وربما تريد المحكمة أن تعرف ما لم يبت فيه وما هي الفترة الزمنية المثالية لجعل القضية جاهزة للمحاكمة. وفى أوقات أخرى يريد القاضي أن يتحدث عن بند من بنود القضية ويسأل المحامين عن موقفهم من الناحية القانونية. إن أولوية البنود في القضية من الممكن أن تكون موضوع للمناقشة أيضا. ما هي البنود التي سوف تأخذ وقت أطول خلال المحاكمة وما هي المسائل التي لن تأخذ وقت. هل هناك أية بنود في القضية من الممكن تسويتها قبل المحاكمة؟ والحديث عن التسوية ربما تريد المحكمة من خلاله أن تعرف مدى بعد الأطراف عن فكرة التسوية (الصلح).

سوف يهتم بعض من القضاة أكثر من غيرهم بمناقشة التسوية. فإن معظم البنود قد عرضت على القاضي من قبل ويعرف مدى القرار الذي سوف يتم اتخاذه. إذا كان أحد الجوانب غير معقول بالكلية فربما يستطيع القاضي مساعدة الأطراف على الصلح. ربما يكون لدى القاضي بعض الأفكار الخلاقة للتسوية يريد من المحامين أن يشاركوه الرأي فيها.وربما تريد المحكمة أن تعطى للمحامين رد فعلها المبدئي من أجل التركيز على المناقشة.

ورأيي هو أنه يوجد العديد من الأسباب التي تجعل القاضي ينادى المحامين لغرفته. وأيا كان السبب فإنه من المعتاد أن يذهب المحامين إلى غرف القضاة, كما أن موظفي المحكمة يمكنهم الحديث بشأن المسائل العاجلة للمحكمة وعلى المحامين أن ينتظروا. وفى حالة حدوث ذلك فإن على المحامى أن يصرح لموكله موضوع الحديث الذي تم مع القاضي أيا كان عاديا. وهذا مجرد واحدة من الطرق التي يجب على المحامى أن يسلكها من أجل التواصل الفعال مع موكله.

* بقلم د. المحامي: ايمن ابراهيم – امريكا -*