التلاعب بالتطوع
إعادة نشر بواسطة محاماة نت

هناء الفواز

في السنوات الأخيرة ـــ والقادمة بإذن الله ـــ، شهدت السعودية تطورا وتغيرا إيجابيا ملحوظا عاما في العديد من المجالات. ومن ضمنها ميلاد جيل من الشباب الواعي والمبدع، لدرجة أصبحوا فيها بهمتهم وسعيهم وإبداعهم قادرين على منافسة كبريات الشركات حتى وإن لم يسلط الإعلام عليهم الأضواء ويظهرهم. في واقعنا اليوم بتنا نشهد كثيرا من الفعاليات العامة والمخصصة المتميزة بجهود الشباب ـــ إناثا وذكورا ـــ وتفانيهم وحرصهم على المشاركة المجتمعية الفعالة حتى وإن كانت من دون مقابل، وهذا ما يلاحظ على معظم الشركات المنظمة لتلك الفعاليات والمهرجانات.

فالشركات المنظمة غالبا ما تعتمد في تشغيل أعمالها على المتطوعين والمتطوعات من الشباب، خاصة الفتيات، مستغلة حماسهم في تنفيذ خططها وزيادة أرباحها المادية من ورائهم بجذبهم بوهج المشاركة.

مشاركة الفتيات والفتيان في تلك البرامج ليست المشكلة، إنما استغلال هؤلاء الشباب واستنزاف طاقاتهم لتحقيق مصالح خاصة مردودها الأكبر على الشركة المنفذة وليس على التنمية ولا البلد. فمعظم المشتركين والمشتركات من الشباب في تلك البرامج هدفهم الأول التطوع بمعناه الحقيقي، لكن الشركات هدفها الأول على النقيض، فهي تهدف إلى زيادة أرباحها من خلال عمل أولئك الشباب دون أجر أو مكافأة.

وفي المقابل رفع تكلفة الدخول على الحضور وعلى المشاركين من أصحاب المشاريع الصغيرة. وكثيرا ما تغري تلك الشركات الراغبين في التطوع بإعطاء شهادات خبرة بعد التطوع، وفعليا فليس هناك خبرة حقيقية تضاف لهم وتنعكس على توظيفهم إذا أخذنا في الاعتبار اختلاف تخصصاتهم الأكاديمية.لابد أن يعي الشباب أن العمل لشركات مستفيدة ماديا ليس عملا تطوعيا خالصا، ولا يعدو كونه تعليما للالتزام وتعامل مع الجمهور والعمل كفريق.

يجب أن يكون للتطوع استراتيجية وتنظيم، وأن يحميهم القانون من الاستغلال، فهم نواة المجتمع وبطموحهم ثم سعيهم وإنتاجهم ينمو ويرتقي ويتقدم الوطن.