التعريف القانوني للإرهاب الدولي و أسبابه

أولا – تعريف الإرهاب الدولي

*لغة :

لم يرد في قواميس اللغة العربية مصطلح ” الإرهاب” ولكنه عرف بالفعل ” رهب” ” يرهب” أي خاف وفزع، وتشتق من الفعل المزيد ” أرهب” ويقال أرهب
فلان فلانا أي أخافه، وقد ذكر لفظ الإرهاب في القرآن الكريم بمعان متعددة تفيد الخوف والفزع والخشية من الله سبحانه وتعالى .

* اصطلاحا :

إن مشكلة تعريف الإرهاب هي مشكلة عالمية لاوالت لحد اليوم و السبب هو ان كل دولة تعرفه على حسب المصالح المتضررة التي يمسها الاهارب .

وقد بدأت المحاولات القانونية لتعريف الإرهاب في وارسو 1927 و قد تأكد هذا المصطلح بين 1930 و 1935، وفي سنة 1972 دعت منظمة الأمم المتحدة إلى
إضافة لفظ دولي إلى لفظ إرهاب و بالتالي اصبح يصطلح * بالارهاب الدولي * و قد دعت الدول إلى إنشاء لجنة متخصصة مهمتها الرئيسية دراسة الأسباب
والدوافع الكامنة وراء عمليات الإرهاب الدولي .

من اهم التعريفات التي أطلقت على الاهارب نذكر ما يلي :

تعريف الموسوعة السياسية :

” استخدام العنف الغير القانوني أو التهديد به بغية تحقيق هدف سياسي معين في حين عرفه الدكتور إسماعيل صبري على أنه نوع من العنف غير المبرر وغير المشروع بالمقياس الأخلاقي والقانوني الذي يتخطى الحدود السياسية للدول” .

تعريف مشروع إعداد الاتفاقية الدولية لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية:

” المقصود بالأعمال الإرهابية الأفعال الإجرامية الموجهة ضد دولة ما أو سكانها والتي من شأنها إثارة الرعب لدى شخصيات أو مجموعات من الأشخاص أو لدى
الجمهور تهدف إلى تدمير أموال عامة وإلحاق الضرر بها…”

عرفه الدكتور سالدانا بأنه :

” الإرهاب في مفهومه العام هو كل جنحة أو جناية سياسية أو اجتماعية يؤدي ارتكابها أو الإعلان عنها إلى إحداث ذعر عام يخلق بطبيعته خطرا عاما،
فالإرهاب ينطوي على إشاعة الفزع والخوف في نفوس الناس باستخدام وسائل إجرامية متطورة أبرزها التفجير والتدمير وتخريب الممتلكات والمرافق
العامة والخاصة علاوة على الاغتيال واحتجاز الرهائن والاعتداء على وسائل النقل البرية والبحرية والجوية، ويكون الإرهاب دوليا إذا استهدف مصلحة دولية
وبذلك يمكن النظر إليه على أساس أنه جريمة دولية أساسها مخالفة قواعد القانون الدولي العام” .

إن الشريعة الإسلامية تعد أول تشريع يصور الجريمة الارهابية و يوضح أركانها و قد نصت الشريعة على الارهاب تحت مفهوم الحرابة لما
فيها من خروج عن سلطان الدولة ، وقطع للطريق وقتل وترويع للآمنين فضلا عن الاعتداءات على الأموال والأعراض .

ثانيا – أسباب الإرهاب الدولي

الارهاب هو عبارة عن استخدام العنف بطريق تنافي و تخلف المبادئ المقررة أخلاقيا و قانونا و غالبا ما تقف وراء الإرهاب جملة من الأسباب و الدوافع و من أبرزها :

أ – الأسباب السياسية

ان الارهاب الدولي غالبا ما بقف وراءه وراءها أسباب سياسية مما أدى للخلط بينها وبين الجرائم السياسية، ويشمل العامل السياسي التعبير يعبر عن
رفض بعض الجماعات لمبادئ معينة على أن يتسم هذا الرفض بالعنف الدموي لإثارة الرأي العام ضد السلطات و لتحقيق الترويع و التخويف العام بالإضافة
إلى إستهداف رموز السلطة الحاكمة ، كما قد تعبر عن رفض السيطرة الاستعمارية و العنصرية

إن الحال التي آلت إلتي عليها الأوضاع الدولية الحالية توفر البيئة الملائمة لانتشار ظاهرة الإرهاب ويمكن ذكر بعض هذه الدوافع في:

-سقوط الشيوعية كتحالف عسكري وانفراد الولايات المتحدة بسلطة القرار في المجتمع الدولي. (الاحادية القطبية )

-مواقف مجلس الأمن وعجزه عن اتخاذ موقف قانوني أو أخلاقي جاد فيما يحدث من انتهاكات حقوق الإنسان. خاصة ما يرتكبه إسرائيل من جرائم
دحرب و جرائم ضد الانسانية في فلسطين و كذلك ما ترتكبه امريكا في افغانستان و ما ارتكبته و لا زالت ترتكبه في العراق و التي خلقت نزاع طائفي
كبير جدااا قد يستمر لأعوام عديدة .

-وجود بؤر للتوتر في معظم دول العالم سواء في الشرق الأوسط أو أمريكا أو أوروبا فضلا عن الرواسب الاستعمارية و كذلك ظهور ما يعرف
بظاهرة – الربيع العربي – و السعي من اجل غفساد سمعة بعض التنظيمات و هذا من أجل السعي لعدم وصولها للحكم .

ب – الأسباب الاقتصادية والاجتماعية

ازداد تعاظم دور الاقتصاد في الحياة الدولية فهو المعيار في تصنيف الدول إلى غني وفقير، قوي وضعيف لذلك فقد أصبح التخريب المتعمد للاقتصاديات
العالمية من أهم دوافع الإرهاب للفترة الحالية من جل القضاء كليا على الدول و جعلها مدينة لدول اخرى و من اجل تخريب نظامها الاجتماعي و خلق بؤر
صراع داخلها و من ابرز الأمثلة على ذلك ما تعرضت له مصر في ” تفجيرات الأقصر” سنة 1998 والذي ضرب أهم المناطق السياحية الأثرية كما قامت
بعض الجهات المجهولة بتلغيم بعض الأجزاء من البحر الأحمر من أجل حرمان مصر من عائدات قناة السويس والتأثير على دول الخليج باعتبار أن البترول
يشكل أحد أهم دعائم الاقتصاد بها .

اما العامل الاجتماعي فهو أيضا دافع قوي للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية بسبب تفشي الفقر والبطالة والتضخم وارتفاع الأسعار مما يؤدي
إلى العجز عن تلبية ضروريات الحياة الإنسانية الكريمة، وهو ما ينعكس إلى نقمة الفرد على المجتمع و الحكومة و الانظمة الحاكمة داخله
نتيجة ما يراه من ظلم وإهدار للحقوق ومع اليأس والإحباط تتراكم الأحقاد في نفسه ولا يجد طريقا لإثبات وجوده وتحقيق ذاته
إلا عن طريق العنف والتطرف

ج- الأسباب الثقافية والدينية

غن أكثر المنظمين في الجماعات الارهابية من الشباب وصغار السن و هذا العامل بأكد لنا الدور الذي تعلبه الثقافة في دفع هؤلاء الشباب نحو التطرف والاغتراب الفكري والثقافي والتعصب المذهبي مما يؤجج الصراعات والفتن بين طوائف المجتمع الواحد، وهنا يبرز دور التوعية بالثقافة الدينية الصحيحة في ضبط السلوك الاجتماعي وتوجيهه.

كما يمكن أن تدفع على الإرهاب حالة التمرد و الاستهانة بالقيم الدينية من جانب الدولة وإهدارها لحقوق الأقليات خاصة في ظل العوملة و فصل الدين عن الدولة (العلمانية ) مما يقودها إلى العنف دفاعا عن تلك القيم ضد الأغلبية أو ضد أجهزة الدولة نفسها و من أبرز الأمثلة على ذلك :

” السيخ في الهند”، ” اليهود المتطرفين في إسرائيل” و” جماعات الإسلام السياسي في مصر والجزائر”