التعريف القانوني لتنظيم المؤسسة

التنظيم هو أي مجموعة من الأفراد يجتمعون طواعية (أي بإرادتهم الحرة واختيارهم الطبيعي دون أي قيود أو ضغوط خارجية)، وينتظمون في صيغة رسمية تضفي على تجمعهم نوعاً من الاستمرارية أو الدوام، وذلك لتحقيق أهداف معينة.

يتمتع كل تنظيم بقوة جماعية ناتجة من أهدافه وسياساته التي يضعها أعضاؤه. ولكل تنظيم سلطة يمارس بها نشاطه ويحقق بها مهامه، وله بنية من الأجهزة تقوم بأعبائه التشريعية والتنفيذية والرقابية، وله نمط من الممارسات يحدد بها طريقته في اتخاذ القرارات داخل أجهزته ومؤسساته، وله نسق محدد للأدوار والتبعية ولتدرج العلاقات داخل وبين أجهزته.

قد يأخذ التنظيم شكل المؤسسة ويكون له بالتالي وجوداً قانونياً معترفاً به، وقد لا يكون كذلك فيظل مثل أغلب الجمعيات والاتحادات التي تشير إلى مجموعة أشخاص يعملون سوياً دون عقد تأسيس لكن يستعملون وسائل وأشكال المؤسسة لتحقيق أهداف مشتركة. أما مصطلح (المنظمة) فنعني به حين يرد في هذا الموقع، الهيئات الدولية والإقليمية الكبيرة ونقصره عليها.

تنبثق فكرة إقامة تنظيم جديد في الغالب في ذهن فرد واحد يرى أن لديه حاجة يشاركه فيها آخرون، وأن هذه الحاجة يمكن أن تنفذ عن طريق العمل الجماعي. وقد تبادر مجموعة من الأفراد بطرح فكرة ترى أنها نواة صالحة ليقوم عليها أو يقوم لتحقيقها تنظيم جديد، وتقوم بالخطوات اللازمة التي تضع بها هذه الفكرة موضع التنفيذ.

تقدم المجموعة رؤاها للآخرين لينظروا فيها ويتحاوروا ويبدوا ما يشاءون من آراء حولها حتى تتبلور وتصبح قاعدة متينة لبناء التنظيم الجديد. وقد تكلف المجموعة لجنة صغيرة من بينها لتدرس المشروع بعمق، وقد تستشير كل من يمكن أن يساعدها في توضيح وبلورة أفكارها، لكن تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ القرار النهائي في تحديد صيغة التنظيم الجديد كما تراها وهي صيغة قد يقبلها الآخرون أو يرفضوها.

على المبادرين بفكرة تكوين أي تنظيم جديد أن يتحلوا بالصبر والحكمة وأن يتوخوا الحذر في كل خطوة من خطواتهم، وأن يكونوا واعين لكل مسألة يمكن أن تكون بذرة شقاق تنخر في جسم البناء الجديد وتهدمه في مهده أو في المستقبل. المهمة التي يقومون بها صعبة. فالمفاهيم والآمال التي تخمرت في أذهانهم فترة طويلة قد لا تكون مطابقة لتلك التي يحملها كل المشاركين في الاجتماع التمهيدي الذي يجمعهم مع غيرهم من المدعوين. فقد يكون من بين الحضور من جاء لوأد الفكرة الجديدة، وخطط وسخر إمكاناته وحشد مناصريه لذلك.

عليهم أن يملكوا كل عضو الحقيقة كاملة، وذلك بأن يفسحوا أطول وقت ممكن للاستماع لآراء الآخرين، ولوجهات نظرهم خصوصاً إذا كانت وجهات نظر مغايرة ويناقشوها بصبر، ويحسمونها من داخل الاجتماع بطرق إجرائية يرضى بها الجميع. عليهم أن يشرحوا فكرتها بإسهاب، ويوضحوا كل ما تم حولها في الماضي من مشاورات واتصالات. ويتأكدوا من أن كل شخص أبدى تعاطفاً معها قد استوعبها واستوعب تاريخها. هذه هي الطريقة المثلى التي تشرك جميع الحاضرين وتشعرهم بأنهم جزء أصيل من كيان جديد.

على هذه المجموعة المبادرة أن تطرح على نفسها أسئلة محددة وتجيب عليها قبل أن تدعو مجموعة أكبر من المناصرين والمتحمسين للفكرة لتجتمع سوياً وتشارك في تكوين التنظيم. من هذه الأسئلة الآتي:

bullet
هل هناك حاجة أو جدوى للتنظيم؟
bullet
ما هي أهداف التنظيم؟
bullet
ما هي وسائله؟
bullet
ما هي بنيته أو هياكله؟
bullet
ما هو نوع عضويته؟
bullet
ما هي سياساته؟
bullet
ما هي مصادر تمويله؟
bullet
هل سيكون مؤقتاً أم دائماً؟
bullet
ما هي المناصب التنفيذية فيه؟
bullet
هل سينتمي لتنظيم آخر أم لا؟
bullet
هل سيكون ربحياً أم لا يهدف للربح؟
bullet
هل سيسجل كمؤسسة أم لا؟

المؤسسة

المؤسسة هي مجموعة من الأفراد الطبيعيين سجلت بقانون أو بقرار أو مرسوم حكومي أو رئاسي للقيام بأغراض محددة. فعندما تصدر السلطة المعنية قانوناً تكون بمقتضاه مؤسسة ما أو مجلساً من المجالس المهنية مثلاً أو تسجل تنظيماً من التنظيمات مؤسسة، تقر بذلك فكرة (الشخص المعنوي) الذي يتمكن بمقتضاه التنظيم في شكله الجديد من التصرف كأنه شخص طبيعي واحد معترف به، ويكون له بذلك ما يعرف بالشخصية الاعتبارية أو المعنوية بمعزل عن الأعضاء المكونين له. وهذه هي الصفة التي تفرق بين المؤسسة وأي جمعية أو اتحاد.

يحتاج التنظيم لأن يتبع إجراءات قانونية محددة قبل أن يصبح مؤسسة. وإذا لم يفعل ذلك، يكون أي شيء آخر غير مؤسسة مهما كان اسمه. فالشخصية المعنوية لا تفترض، وإنما تتطلب لقيامها ورود نص صريح لثبوتها.

يعطي القانون المؤسسة الحرية في أن تضع نظامها الأساسي وأن تتبنى المرجع العام الذي ترتضيه، وأن تضع ما تشاء من قواعد تعدل بها هذا المرجع ما دامت لا تتعارض مع عقد تأسيسها أو القانون.

على الأعضاء المؤسسين لأي تنظيم جديد أو أعضاء أي تنظيم قائم يريدون إعادة النظر في الصيغة القانونية لتنظيمهم أن يقرروا إن كانوا يريدون أن يسجلوا تنظيمهم كمؤسسة أم لا. هناك أكثر من سبب يجعل الأعضاء يفضلون الصيغة القانونية للمؤسسة على غيرها، منها:

bullet
تتمتع المؤسسة بأهلية قانونية في الحدود التي تعينها وثيقة تأسيسها أو تلك التي يقرها القانون، وتمارس كافة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطها وتخصصها.
bullet
للمؤسسة وجود قانوني مستقل عن عضويتها وأعضائها التنفيذيين. فعندما يتم تسجيل تنظيم من التنظيمات مؤسسة، يعترف القانون حينئذ باسمه (الذي يضيف إليه اللفظ المناسب الذي يطلبه القانون: شركة محدودة، مؤسسة، …) وبخاتمه العام، ويكون له موطن مستقل يخاطب فيه ويكون مقراً ومركزاً لإدارته، ويكفل له الحق في مقاضاة الغير كما يكون من حق الغير أن يقاضيه في اسمه.
bullet
للمؤسسة ذمة مالية مستقلة عن ميزانية أي مؤسسة أخرى أعلى منها، تماماً مثلما للمؤسسة العامة أو للهيئة العامة ذمة مالية مستقلة عن ميزانية الدولة.
bullet
للمؤسسة الحق في أن تعقد صفقات تجارية وأن تشتري وأن تملك عقارات وأن تستلم هبات وأن تتصرف فيها بما ترى.
bullet
يعفي التأسيس رئيس المؤسسة وأعضاء مكتبها التنفيذي وباقي أعضاءها من مسئولية ديونها إذا كانت لديها ديون، فمسئوليتهم مسئولية محدودة أي أنهم غير مسئولين عن ديونها ولا يتحملون منها إلا بقدر ما ساهموا به وحددوه في وثائقها المسجلة.
التنظيمات غير المؤسسة والقانون

قد لا يسعى التنظيم لتسجيل نفسه كمؤسسة لأن أعضاءه لا يحتاجون للمزايا التي تتمتع بها المؤسسة، ولا يسعون لأن تكون له أي شخصية قانونية مستقلة عن أعضائه فكل ما يحتاجون إليه هو تنظيم فضفاض لا يسعى للربح يضعون له القواعد التي يرتضونها.

ما زالت الصيغة القانونية لأغلب التنظيمات غير المسجلة كمؤسسات صيغة مبهمة، وتحمل مسميات غير واضحة الدلالة رغم طول استعمالها (الجمعية أو الاتحاد مثلاً). أيضاً، للصيغة المرنة التي يعطيها التنظيم الذي لم يسجل نفسه كمؤسسة مضارها. فما لم يتبن هذا التنظيم نظاماً أساسياً مفصلاً، تظل حقوق وواجبات أعضائه وأعضاء مكتبه التنفيذي غير واضحة من الناحية القانونية، إذ أنه لا يوجد نص قانوني يضع قواعد ملزمة لهذه التنظيمات. وما لم يضع التنظيم نصاً يخوله تعديل نظامه الأساسي، قد يعتبر القضاء أن الذي يجمع الأعضاء هو عقد مبرم بينهم وبالتالي لا يمكن نقضه إلا بموافقتهم جميعاً.

كذلك، يحتاج أعضاء كل تنظيم لمعرفة حقوقهم وواجباتهم والتبعات القانونية التي تقع عليهم فيما يتعلق بمقاضاة الغير، أو ما يقع عليهم في حالة حكم قضائي تضرر منه التنظيم مالياً أو عينياً، أو لمعرفة كيفية توزيع موجودات التنظيم وممتلكاته وأمواله إذا دعت الحاجة لتصفيته، ومتى يحق لتنظيمهم المطالبة بإعفاءات ضريبية أو جمركية، وغيرها من الأسئلة.

تنطبق النقاط التالية على التنظيم الذي لم يسجل كمؤسسة:

bullet
ينشأ ويمارس نشاطه تحت مظلة القوانين السارية.
bullet
يمكنه أن يعدل أهدافه إذا سمحت بذلك طبيعته أو سمح بذلك نظامه الأساسي، أو يحل نفسه، أو ينصهر في تنظيم آخر أو ينضم لتنظيم آخر. لكن لا يستطيع أي تنظيم من هذه التنظيمات أن يجري أو يعدل في أي حق من حقوق أو امتيازات أعضائه أو يجري أي تعديل على أي وثيقة من وثائقه الحاكمة إلا وفق نص صريح في نظامه الأساسي أو في وثائقه الحاكمة الأخرى.
bullet
ليس له وجود قانوني بمعزل عن عضويته وبالتالي ينتهي وجوده بموت جميع أعضائه في كارثة طبيعية مثلاً.
bullet
لا يستطيع أن يتعاقد مع آخرين أو يعقد صفقات تجارية أو يشتري أو يملك أو يستأجر عقارات أو يستلم هبات أو يتصرف فيها باسمه، لكن يمكنه ذلك تحت أسماء أعضائه تحت مظلة الشراكة بينهم، ويكون هؤلاء هم المسئولين عن تسديد أي أجرة ومواجهة أي تقصير.
bullet
توزع أملاكه إذا دعت الضرورة لذلك وفق قوانين الشراكة السارية.
bullet
لا يمكنه أن يقاضي الغير ولا يمكن للغير أن يقاضوه باسمه. لكن يمكن لمجموع أعضائه مقاضاة الغير كما يمكن للغير أن يقاضوا أعضاءه بأسمائهم كشركاء. وبالتالي يكونون وبهذه الصفة معرضين للمساءلة القانونية في أي شكاوى من طرف ثالث. مسئولية أعضاء التنظيم الذي لم يسجل كمؤسسة مسئولية غير محدودة، فعليهم شخصياً تقع مسئولية تسديد ديونه. أما أعضاء التنظيم أنفسهم، فلا يستطيعون مقاضاة تنظيمهم ما لم يعطوا ذلك الحق بقانون.
bullet
له الحق في أن يكون له اسم مميز وشعار خاص وأن يطلب من القانون حمايتها.
bullet
يحق له أن يصدر صحيفة أو مجلة أو أكثر أو أي إصدارات تحمل اسمه وتعبر عن آرائه وأهدافه وبرامجه، على أن يكون ذلك في حدود القانون الذي يحكم إصدار المطبوعات.
خطوات تكوين التنظيم الجديد

ينشئ الأفراد تنظيماً جديداً في اجتماع جماهيري أو اجتماع عام إذا كان تنظيماً مؤقتاً أو على الأقل في اجتماعين عامين تمهيديين إذا كان تنظيماً دائماً. يقر الاجتماع الأول قيام التنظيم إذا كان الهدف هو تكوين تنظيم مؤقت، أما إذا كان الغرض هو تكوين تنظيم دائم فيتبنى فكرة التنظيم واسمه ويبدأ إجراءات إعداد مشروع نظامه الأساسي. ويجيز الاجتماع الثاني نظامه الأساسي ويسجل أعضاءه المؤسسين، وينتخب أعضاء مكتبه التنفيذي الذي يقود التنظيم في الفترة ما بين دورات انعقاد الاجتماع العام. أما أجهزة الدولة فتنشأ بموجب أوامر تأسيس تصدرها الجهة المأذونة، وتنص فيها على سلطات واختصاصات كل جهاز وطريقة اختيار أعضائه التنفيذيين.

الاجتماعات الجماهيرية

الاجتماعات الجماهيرية هي اجتماعات عامة كبيرة العدد غالباً (وليس دائماً)، منظمة أو غير منظمة، تدعو لها جهة معينة أو تجتمع تلقائياً، لتقوم بعمل أو لتتخذ قراراً في مسألة ما أو لتنشئ تنظيماً جديداً.

ليس للاجتماع الجماهيري حين يعقد أول مرة قواعد تحكمه ويخضع لقواعد المداولات السارية في المجتمع التي اتبعتها أغلب تنظيماته. إذا توقع المشاركون في أي اجتماع جماهيري أن جلساته قد لا تسلم من الصراع، عليهم أن يضعوا الأوامر التي يرونها لينظموا بها نشاطهم، أو يتبنوا (عن طريق اقتراح) مرجعاً عاماً معروفاً ليحتكموا إليه عند الضرورة.

الدعوة للاجتماع الجماهيري لها قوة النظام الأساسي في التنظيمات القائمة. بالتالي يمكن لكل شخص أن يشارك في الاجتماع الجماهيري إذا استوفى شروط الدعوة له، وعند حضوره يصبح عضواً فيه له كل ما للآخرين من حقوق المشاركة في التداول وفي اتخاذ القرار وفي الترشيح والتصويت وحق أن يتولى أي منصب ينتخب له. أما الجهة الداعية للاجتماع فلها الحق في إبعاد أي شخص لا تنطبق عليه الشروط التي أعلن عنها.

تنظيم الاجتماع الجماهيري

يسمى الاجتماع الجماهيري، عندما يعقد لتكوين تنظيم جديد بالاجتماع التمهيدي. تشمل الدعوة للاجتماع الجماهيري كل التفاصيل اللازمة للتعريف به: أهدافه، مكان وزمان وتاريخ انعقاده والجهة المسئولة عن تنظيمه وإذا دعا الحال تحديد نوع الأعضاء المطلوب حضورهم. لتسهيل مهمة الاجتماع في الوصول لأهدافه المعلنة، على الجهة الداعية له أن تتفق مسبقاً، إن أمكن، على الشخص الذي سيرشَّح لرئاسة الاجتماع ومن سيرشحه، من سيدعو الاجتماع للانتظام، من سيُرشَّح لمنصب الأمين ومن سيرشحه، من سيقدِّم خطبة الافتتاح، وما هو المرجع العام الذي سيتبناه الاجتماع. كذلك، يستحسن أن تعد هذه الجهة جدول أعماله ومشروعات القرارات التي تود أن تقدمها فيه.

من المهم ألا يشعر الأعضاء المنظمون لهذا الاجتماع وهم يؤدون هذه المهام بأنهم يتآمرون على الآخرين أو أنهم يتغولون على حق غيرهم في المشاركة. لا مبرر لهذا الشعور، فلكل عمل كبير أو صغير بداية تأتي مبادرة من جهة ما تثبت فيها رؤاها وتطلعاتها وأهدافها التي تسعى لتحقيقها، وتصوغ هذه الرؤى وغيرها صياغة أولية وتضع الخطوط العريضة لكيفية تنفيذها. إن ما تقوم به هذه الفئة المبادرة والمتحمسة تقوم بمثله لجنة التسيير ولجنة الصياغة وغيرها من اللجان التي تساعد في الإعداد للاجتماعات العامة في التنظيمات القائمة.

الاجتماع التمهيدي الأول

يستحسن أن تقتصر الدعوة للاجتماع التمهيدي الأول الذي يعقد لتكوين تنظيم دائم على الأشخاص المتحمسين لقيامه وأن تتم الدعوة بالاتصال المباشر بهم أو بواحدة من وسائل الإعلام المتاحة. يكون للاجتماع التمهيدي الأول جدول الأعمال التالي:

الدعوة للانتظام (بواسطة أحد الأشخاص الداعين للاجتماع).

انتخاب رئيس مؤقت للاجتماع التمهيدي.

انتخاب أمين مؤقت للاجتماع التمهيدي.

تلاوة نص الدعوة للاجتماع (لتكوين تنظيم جديد).

شرح أهداف التنظيم الجديد.

تبني الاقتراح بقيام التنظيم الجديد.

انتخاب أو تعيين لجنة لإعداد مشروع النظام الأساسي.

رفع الاجتماع (مع تحديد زمان ومكان وتاريخ الاجتماع التمهيدي الثاني).

يغطي الاجتماع التمهيدي الأول بنود جدول أعماله بالخطوات التالية:

bullet
يقوم أحد أفراد المجموعة التي دعت للاجتماع بدعوته للانتظام ويفتتحه بتلاوة نص الدعوة له التي نشرت في أجهزة الإعلام أو أبلغت مباشرة للأعضاء المدعوين، ويطلب من الحاضرين أن يتقدموا بترشيحاتهم لمنصب رئيس مؤقت ليدير اجتماعهم. يحق لأي شخص أن يرشح من يرى، فقد يتقدم أحد الأشخاص قائلاً: “أرشح السيد على الغالي للرئاسة”. يحتاج هذا الترشيح لتثنية ولموافقة المرشح نفسه على الترشيح. إذا لم يرشح الأعضاء أي شخص آخر، يفوز السيد على الغالي بموافقة الاجتماع ويتقدم لرئاسته. أما إذا توالت الترشيحات فتطرح كل قائمة المرشحين للتصويت.
bullet
يتم انتخاب الرئيس المؤقت شفوياً، وإذا رشح أكثر من شخص يتم التصويت على كل واحد على حدة بدءاً بالأول في القائمة حتى ينال أحد المرشحين أغلبية الأصوات. قد يرى المجتمعون بأن الشخص الذي بادر بفكرة هذا الاجتماع ودعا له هو أحقهم برئاسته. إذا حدث هذا، قد يقيد مثل هذا التكليف ذلك الشخص الذي قد يكون أعلمهم بالموضوع الذي انعقد الاجتماع لأجله، ويحد من حريته في أن يشارك مثل باقي الأعضاء في مداولات الاجتماع. يستحسن في هذه الحالة وفي كل حالة أخرى أن ينتخب الاجتماع رئيساً من ذوي الخبرة في إدارة الاجتماعات إذا وجد. أما إذا كان التنظيم المزمع تكوينه فرعاً لتنظيم قائم، فقد يوفد هذا التنظيم عضواً من أعضائه ليخاطب هذا الاجتماع. في هذه الحالة يمكن للشخص الذي بادر بطرح فكرة التنظيم الجديد أن يقبل الرئاسة المؤقتة للاجتماع إذا عرضت عليه.
bullet
بعد انتخابه مباشرة، يباشر الرئيس المؤقت مهامه ويطلب من الاجتماع ترشيح أمين مؤقت. ينتخب الأمين بنفس الطريقة التي انتخب بها الرئيس. لا يحتاج الاجتماع التمهيدي الأول لغير رئيس مؤقت وأمين مؤقت يعملان حتى موعد انتخاب أعضاء مكتبه التنفيذي الدائمين للدورة الأولى. يباشر الأمين المؤقت مهامه حالاً بادئاً بتسجيل محضر الاجتماع. يرصد الأمين ويسجل أهم وقائع وتوصيات وقرارات هذا الاجتماع وما يليه من اجتماعات تأسيسية بدقة وصدق لأنها اجتماعات تاريخية هامة.
bullet
يطلب الرئيس من الأمين قراءة نص الدعوة للاجتماع مرة أخرى، ثم يقوم هو أو أحد الداعين للاجتماع بتوضيح أغراض الدعوة.
bullet
يستحسن أن تطرح الفكرة في صيغة اقتراح حتى يسهل تداولها فإذا كان هدف الاجتماع هو أن يكوِّن تنظيماً دائما، يقول الرئيس مثلاً: “الاقتراح المطروح أمامكم هو أن ننتظم في جمعية تسمى جمعية أصدقاء البيئة.” أما إذا كان الهدف هو القيام بمهمة مؤقتة، فيقول: “الاقتراح المطروح أمامكم هو أن نكون لجنة تسمى (لجنة محاربة المخدرات) لتقوم بالتوعية بمضار المخدرات في المنطقة خصوصاً بين الشباب، وأن تشارك هذه اللجنة في المؤتمر الذي دعت له اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وتنقل قلق هذه المنطقة من انتشار هذه الظاهرة بطريقة مخيفة، وأن نرسل نسخة من هذه القرارات لكل الصحف السيارة.”
bullet
يفتح الرئيس باب النقاش في الاقتراح ويعطي الفرصة للأعضاء الراغبين ليدلوا بآرائهم حوله ويعدلوه أو يقترحوا إحالته للجنة مؤقتة لتعيد صياغته قبل التصويت عليه.
bullet
إذا أحيل الاقتراح للجنة، يطلب الرئيس من رئيس اللجنة أن يرفع تقرير لجنته إذا فرغت من إعداده. يرفع رئيس اللجنة تقريره الذي يحوي صياغة بديلة للاقتراح ويقترح تبنيها. بعد أن يكتفي الحاضرون من نقاش وتعديل الصيغة المقترحة، يتبناها الاجتماع بالأغلبية.
bullet
إذا كان الغرض من الاجتماع هو القيام بمهمة مؤقتة، ينهي الاجتماع أعماله بعد أن يبت في المهمة أو بعد أن يكلف من يقوم بتنفيذها. أما إذا كان الغرض منه هو تكوين تنظيم جديد، فيواصل أعماله لإكمال ما تبقى من خطوات.
bullet
إجازة الاقتراح بقيام تنظيم جديد لا تقيم التنظيم الجديد. هناك خطوتان أخريان لا بد من إكمالهما قبل أن يقوم هذا التنظيم: تبني النظام الأساسي وتسجيل الأعضاء المؤسسين.
bullet
إذا وافق الاجتماع على قيام تنظيم جديد، عليه أن ينتخب من بين أعضائه لجنة لإعداد مشروع النظام الأساسي لهذا التنظيم، ثم يقترح ميعاداً آخر للاجتماع التمهيدي الثاني. تعد هذه اللجنة مشروع النظام الأساسي وتناقشه وتوافق عليه بأغلبية أعضائها قبل أن ترفعه للاجتماع التمهيدي الثاني لإقراره.
bullet
يجب ألا يجمع القائمون بأمر الاجتماع أي أموال من الحضور في شكل اشتراكات في هذه المرحلة حتى يقرر النظام الأساسي حجمها وطريقة جمعها. لكن يمكنهم أن يجمعوا تبرعات من الحاضرين بغرض تغطية نفقات الاجتماع أو طباعة النظام الأساسي وخلافه.

الاجتماع التمهيدي الثاني

الاجتماع التمهيدي الثاني هو مواصلة للاجتماع الأول بجدول الأعمال التالي:

تلاوة وإقرار محضر الاجتماع التمهيدي الأول.

النظر في مشروع النظام الأساسي وتبنيه.

رفع الاجتماع لاستراحة لتسجيل الأعضاء.

انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي وفق نصوص النظام الأساسي المجاز.

تشكيل اللجان وفق نصوص النظام الأساسي.

يقرأ الرئيس جدول أعمال الاجتماع ثم يطلب من الأمين تلاوة محضر الاجتماع السابق. بعد أن يصادق الاجتماع على المحضر، ينظر في مسودة النظام الأساسي ويناقشها ويعدلها إذا دعا الحال. يتبنى الاجتماع النظام الأساسي بالأغلبية. إذا رأى الاجتماع أنه يحتاج لأن يسجل هذا التنظيم كمؤسسة، على اللجنة أن تكلف أحد المحامين بأن يعد عقد تأسيس للتنظيم.

يطرح الاجتماع عقد التأسيس للنقاش ثم يتبناه قبل أن يتبنى مشروع النظام الأساسي. بعد أن يجرى الاجتماع على عقد التأسيس ما يرى من تعديلات، يرجع النسخة للمحامي نفسه مرة أخرى ليكمل إجراءات تسجيل المؤسسة بالخطوات القانونية المتبعة في تسجيل المؤسسات.

بعد أن يتبنى الاجتماع النظام الأساسي، لا يحق لأي شخص من غير الأعضاء الذين وافقوا على الانضمام للتنظيم مواصلة الاجتماع والمشاركة في أي أعمال أخرى. على الرئيس بالتالي أن يرفع الاجتماع لاستراحة يتيح فيها بعض الوقت للراغبين في الانضمام للتنظيم حتى يتمكنوا من ملء طلبات الالتحاق ويسجلوا أسماءهم في قائمة عضوية التنظيم الجديد التي يعدها الأمين خصيصاً لهذا الغرض، ويدفعوا أي رسوم اشتراك إذا طلب النظام الأساسي ذلك.

بعد أن تنتهي الاستراحة، يدعو الرئيس الاجتماع للانتظام مرة أخرى بعضويته المسجلة فقط، ويطلب من الأمين تلاوة أسماء الأعضاء المسجلين، ويبدأ أول أعمال التنظيم وهو انتخاب أعضاء مكتبه التنفيذي الدائمين لدورته الأولى من بين العضوية التي سجلت وفق ضوابط النظام الأساسي.

بعد أن ينتخب التنظيم رئيسه وأمينه، يطلب الرئيس المؤقت منهما أن يتقدما ويباشرا مهام منصبيهما. بعد أن يستلم الرئيس المنتخب مهام منصبه يباشر أعماله، فيسأل إن كانت هناك أي أعمال أخرى أو ينظر حالاً في كيفية تشكيل اللجان المستديمة المنصوص عنها في النظام الأساسي وتحديد رؤسائها، أو إذا أراد أن يجري بعض المشاورات حولها، يؤجل ذلك لاجتماع آخر.

يمكن في هذه المرحلة للأعضاء أن يوقعوا على قائمة الأعضاء المؤسسين إذا احتاج التنظيم لقائمة من هذا النوع ليسجل بها نفسه كمؤسسة. والمؤسسة تشمل الشركات وأي تنظيم آخر يفضل هذا الشكل. لا نناقش في هذا الكتاب بأي درجة من التفصيل أنواع الشركات أو قوانينها إلا بالقدر الذي يحدد مكانها الصحيح بين باقي التنظيمات. إذا لم يرغب الأعضاء في تسجيل تنظيمهم كمؤسسة، يمكنهم أن يثبتوا قائمة العضوية المؤسسة في محضر الاجتماع باقتراح من واحد منهم. باكتمال هذه الخطوات يكون التنظيم الجديد قد قام. وعندما يطبع التنظيم وثيقة النظام الأساسي، على الأمين أن يعطي كل عضو نسخة.

قد تسبق انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الدائمين خطوة أخرى. فقد يشترط القانون حصول التنظيم على تصديق مبدئي قبل أن يتمكن من إكمال إجراءات قيامه. فقد يطلب من الاجتماع التمهيدي أن يودع نسخة من النظام الأساسي للتنظيم موقعة من كل أعضاء اللجنة التمهيدية في جهة محددة، ويرفع معها قائمة بأسماء عضوية التنظيم وأي فروع أو هيئات تابعة له. وقد تنشر هذه الجهة ملخصاً عن قيام التنظيم في إحدى الصحف اليومية قبل أن يتمكن الاجتماع التمهيدي من أن يدعو لانتخابات عامة لاختيار أعضاء المكتب التنفيذي الدائمين لدورته الأولى.

وبعد أن يحصل التنظيم (خصوصاً الشركات) على التصديق المبدئي، يمكنه أن يفتح حساباً في أحد البنوك باسمه، ثم يكمل كشف المؤسسين، ويقوم كل مؤسس بتسديد قيمة حصته من الأسهم. بعد ذلك يطرح متبقي المبلغ المراد جمعه من رأس المال على المساهمين للاكتتاب العام خلال فترة محددة يعلن عنها بوسائل النشر العام. بعد انقضاء تلك الفترة، يتم تسجيل الشركة تسجيلاً نهائياً.