اهمية الرحمة والمساواة في الحقوق من ناحية القضاء
فللقضاء العادل الخبير بشؤون البلاد والنّاس الأهمية البالغة التي ترمي أثرها في المُجتمع، بل إنّها قد تطال لتضع بصمات في التّاريخ وعلى مرّ العُصور، وخير مثال نستدّل به على هذه النُقطة، هو فترة الخلافة التي حكم فيها فاروق الأمّة الصّحابي الجليل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فلشدّة علمه بأمور الناس والقحطْ الذي أصاب النّاس، فبات مُطّبقاً لرحمة الإسلام حيث أنّه أبطل حدّ السّرقة في تلك الأيام العصيبة، وما كان سيدنا عُمر ليُقدم على هذه الخُطوة الخطيرة، إلّا وقد خبر بحال الأمة وغلبتهُ الرّحمة التي وصّانا بها النبي الكريم.

المُساواة في الحُقوق

لعلّ هذه الخاصيّة لها ارتباطاً وثيقاً بأول خاصيّة وهي العدل، ولكنْ قد نصل لفارق بينهما إنْ أطلْنا النّظر، فالعدل يكون في البدْء في مُعاملة الأشخاص، فقد يتقدّم للقاضي ابنْ ملك أو ابن رجُل ذا شأن في البلاد وبين شخص ضعيف وليس لهُ السّند والقُوة التي تجعلُه يُجابه ذاك الغنيّ، أمّا عن المُساواة في المُتابعة في العدل، فإنْ كان الخطأ واقعاً على الغني فعليه أنْ يدفعُه، فهو ما يدفع إلّا ما قد ارتكبتُه حماقاته، فلا فرق بينُه وبين البشر، فهو مثلهُم، فتطبيق المُساواة وهي في إنزال الحُكْم العادل على الطّرف المُخطئ مهما كانت مكانتُه، فهو في نهاية المطاف مُذنب ويجب أنْ ينال عقابُه، أمّا عن أثر هذه الخاصيّة في المُجتمع، فيُمكنُك الحديث بكلمة واحدة وهي الأمان، فيغدُو المرء لحياته وعمله دون أي خوف منْ الواسطة ولا ما تُسّمى بالمحسوبيّة، ولا التّمييز الجائر بين طبقات المُجتمع، وإنْ غدا الجميع لخدمة أوطانهم بحُب فهذا يقود البلاد للرّفعة والسُمُو بين بلاد العالم أجمع.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت