فخ الابتزاز الإلكتروني: ضريبة قاسية

يقول أحد الشباب: كنت أتصفح الفيسبوك، وإذا برسالة متضمنة صورة لفتاة مغرية، تدعو للحديث معها، عبر تطبيق “سكايب”، دفعني الفضول مع وطأة الإثارة، ففتحت التطبيق وبدأت بالحديث معها، إلى أن طلبت مني أمورا يخجل ذو الأخلاق الصالحة التحدث ـ هنا ـ عنها.

ويتابع بالقول: استدرجتني الفتاة، حتى فقدت الاتزان العقلي، وانتهت المشاهدة بقضاء وطر، خلّف وراءه ندما يختفي خلف جدران غامضة. وما هي إلا ساعة، وإذا برسالة من الفتاة على الفيسبوك: تخبرني أنها تحتفظ بمحتوى الفيديو الذي أظهر ضعف نفسي، والتي كانت تسعى وراء متعة زائفة. لم أحسب لها حسابا. هددتني بالفضيحة، إن لم أرضخ لطلباتها، وهو تحويل مبلغ من المال، مقابل السكوت على فعلي.

إلى هنا وصمت الشاب، والذي كان ضحية لجريمة ابتزاز، تحدث بشكل متكرر وخفي خلف شاشات الكومبيوتر وأجهزة الجوال، والتي تحدث في المجتمعات العربية الإسلامية؛ بقصد نشر الرذيلة وحصول المقصود.

مثل تلك الجرائم تقع كثيرا بين أوساط الشباب والفتيات، وحتى الكبار منهم؛ لقلة الإدراك والوعي، وإلا فكيف لذي عقل أن ينساق وراء مثل تلك الرسائل مجهولة المصدر!!

وقوع الضحية لجشع المبتزين واستغلالهم، بقصد المتعة المؤقتة، وما يسمى بالتفريغ الجنسي، أو الجنس الافتراضي، والجنس عبر الرسائل. وقد يتخذ المبتزون أساليب وحيل كثيرة متنوعة، تخالف القواعد الدينية، والسلوك المستقيم، والخروج عن جادة الصواب، في محاولة منهم التضييق على الضحية، والذي من شأنه أن يضعه في فخ جريمة لا يقبلها العرف والمجتمع.

يقول الاستشاري النفسي حسام عبدالخالق: إن المتورط في جرائم الجنس الإلكتروني شخص يعاني من اضطراب وعدم استقرار عائلي، مما يدفعه إلى اللجوء إلى ممارسات خفية، تعوضه عن غياب الأسرة، أو عادة يتعلم هذه التصرفات من الأصدقاء المحيطين.

والضحية قد يعاني نوع من الضعف في الشخصية، وانعدام الثقة بالنفس، مما يجعله صيدا سهلا.

ويوصي الاستشاري بضرورة إخضاع الطرفين (الضحية والمبتز) للتأهيل والعلاج النفسي، ويضيف: إن معظم الحالات التي تعامل معها خلال فترة عمله في أمريكا، كانت لأشخاص اكتسبوا سلوكيات إجرامية خلال المرحلة العمرية من 12 عاما إلى 18 عاما، ثم طوروها بأنفسهم، وتحول بعضهم إلى مجرمين، والبعض الآخر أصبحوا ضحايا.

وشدد الاستشاري على ضرورة اللجوء إلى الجهات المختصة؛ حتى يحظى الضحية بالحماية والرعاية، وألا يفكر في اتخاذ قرارات متطرفة مثل الانتحار أو غيرها.

وقد ذكرت بعض الصحف: أن عدد الجرائم الإلكترونية على مستوى دول الخليج سنويا 30 ألف جريمة. لاسيما مع التطور المعلوماتي، والانفتاح على الآخر، وتتبع المجهول دون وعي وإدراك، وضعف الرقابة الذاتية قبل أن تكون مجتمعية.

إلى جانب تحصين الشباب ضد الانحراف الأخلاقي، والتربية السليمة المبنية على الثقة، واحترام الرأي الآخر بين الأسرة والأبناء، والقدوة المتمثلة في أبوين صالحين، ثم مجتع صالح، والتوعية من خلال المنابر والمناشط الدينية المتنوعة، واحترام خصوصيات الآخرين، وتنبيههم من خطر الأفكار المنحرفة الشاذة. من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وحثهم على الحفاظ على الصلاة {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} 45 العنكبوت.

وهي أقوى حافظ بعد الله ـ تعالى ـ إلى جانب التقوى والدعاء بيقين الستر والعفة، والزواج المبكر، والذي يعين على حفظ النفس من الانحراف، والحذر ثم الحذر من الاستعمال الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعى بأنواعها؛ حتى لا نقع في فخ الابتزاز، ندفع مقابل ذلك أخلاقنا، وفساد أنفسنا ومجتمعنا.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت