الإجراءات القانونية لدعوى الخلع في نظام الأحوال الشخصية السعودي
Legal procedures for the khula case in the Saudi personal status law

 

يمنح التشريع الإسلامي النساء المتزوجات الحق في الخلع حتى يتمكنوا من طلاق أزواجهن في حالة رفض الأخير فغالباً ما يكون النساء اللائي يرفعن دعاوى قضائية ضد أزواجهن غالباً ما عانين من سوء المعاملة والإيذاء، تاركين خيارًا واحدًا هربًا من أزواجهن. وهذا ما يعاني الكثير من النساء في المملكة العربية السعودية.

وحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة العدل، كان هناك زيادة في عدد حالات الخلع في المملكة العربية السعودية، حيث بلغ عدد القضايا في جميع أنحاء المملكة 2033 قضية.

والآن، ما هو الخلع؟

الخلع هو حل الزواج مقابل بعض التعويض من الزوجة الممنوحة لزوجها. أو ربما يقال إن الخلع هو فصل الزوجين عن بعض التعويضات. لذا فإن الخلع لا يحدث مع نطق الطلاق بدلاً من ذلك.

أو هو عقد يبرم فيه الزوج والزوجة اتفاقًا مشتركًا لوضع حد لعقد زواجهما للحصول على تعويض من الزوجة أو غيرهما.

وفقًا لنظام الأحوال الشخصية، يعتبر الخلع عقدًا يتفق فيه الزوج والزوجة بشكل متبادل على وضع حد لعقد زواجهما للحصول على تعويض من الزوجة.

ويعني الخلع إنهاء الزواج من قبل الزوجة وعليها أن تعيد أي هدايا أو أشياء ثمينة قدمها لها زوجها.

في هذا العقد، لا يُجبر الزوج على دفع أي مبلغ أو تعويض لزوجته “الزوجة هي التي تعيد كل ما قدمه لها زوجها سواء كان نقودًا أو أشياء ثمينة”.

في حالة الطلاق، تطلب الزوجة من القاضي منحها طلاقًا مشيراً إلى الضرر (سوء المعاملة، التخلي، الإهمال والإهمال في الإنفاق على احتياجات الأسرة). لها الحق في البدلات والحقوق غير المتوفرة في عقد الخولة.
والخلع مسموح به في الشريعة الإسلامية ويثبت ذلك في القرآن والسنة والإجماع

حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز” الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فأولئك هُمُ الظَّالِمُونَ – 2:229

وقوله تعالى “فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ – 2:230

 أما بالنسبة للسنة النبوية ،تُعتبر حبيبة بنت سَهل الأنصاري زوجة ثابت بن قيس بن شماس، أولَ حالة خُلْع في الإسلام، بل إن هذه الآية الكريمة السابقة نزلَت في هذا الشأن؛ ففي صحيح البخاري عن عِكرمة عن ابن عباس، أن امرأة ثابت بن قيس قالت لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “يا رسول الله، زوجي ثابت بن قيس ما أعيب عليه في خلُق ولا دِين، ولكن أكره الكفْر في الإسلام – أي: أكره عدم الوفاء بحقِّه لبغضي له – فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((أتردِّين عليه حديقته))، وهي المهر الذي أمهَرَها، فقالت: نعم، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لثابت: ((اقبل الحديقة، وطلِّقها تطليقة)).

وفي حالة رفض الزوج منح زوجته “الخلع” ولم يطلقها، عندها الحق في استخدام المحاكم الإسلامية أو مجلس شرعي معترف به للتقدم بطلب للحصول على الخلع. فالخلع هو مطلب شرعي للمرأة ولها الحق في طلبه إذا لم تكن متقبلة هذا الزواج فلها الحق في طلب هذا الخلع من المحكمة.

أما بالنسبة للطلاق وبعد محاولات فاشلة للمصالحة، يجوز للزوج أن ينفصل عن زوجته حسب رغبته أو بناءً على أمر من المحكمة. ويجوز للقاضي أن يأمره بدفع لها أي تعويض يراه ضروريًا أو مناسبًا. بينما الخلع وهو إنهاء الزواج من قبل الزوجة، تدعو إلى الانفصال تخبر زوجها بأنها لا تريد أي شيء منه، لكنها تعيده إلى أي مهر بما في ذلك الأشياء الثمينة والهدايا التي قدمها لها “.

باختصار، فإن الطلاق ينتج عنه بدلات مالية لصالح الزوجة، وهذا ليس هو الحال في نوع العقد الآخر” الخلع”.

يمكن أن تكون الأسباب الكامنة وراء الخلع مختلفة تتراوح بين عدم قدرة الزوجة على العيش مع زوجها، أو كره زوجها، أو عدم قدرته على البقاء معه أو كرهه بسبب طرقه غير الأخلاقية أو سوء معاملته أو سلوكه أو عاداته. قد يبقى الأطفال مع الأم حتى عمر معين.

أما بالنسبة للحضانة يجب أن يكون الوالد، الذي لديه حضانة على الأطفال، عاقلًا وبالغًا وصادقًا وقادر على إعالة الأطفال ورعايتهم جيدًا من أي ضرر أو مرض. يجب ألا يشارك في أي قضية جنائية.

الإجراءات القانونية للخلع في المحاكم السعودية

على الرغم من حالات الطلاق أو الخلع في المملكة العربية السعودية نادراً ما تأتي بحقوق الزوجة بسبب تسلط الرجل وبسبب ولاية الرجل على المرأة الذي يضطر فيها الكثير من الزوجات الهروب من أزواجهم، لذا حاولت المملكة العربية السعودية إنصاف المرأة ومحاولة إعطائها حقوقها كاملة والسماح لها بالخلع من زوجها في حالة استحالة العشرة بينهما، لذا،

أولاً: يمكن للزوجة أن تذهب إلى محكمة الأحوال الشخصية وترفع قضية الخلع هناك. يجب عليها تقديم أدلة كافية تدعم مزاعمها. وسيقوم القاضي بفحص الأسباب وتحديد ما إذا كان ينبغي أخذها في الاعتبار عند قبول أو رفض طلب الخلع.

ثانياً: إذا كان القاضي مقتنعًا بأن لديها أسباب وجيهة لطلب الخلع، فسوف يمنحها الخلع، وفي هذه الحالة يتعين على الزوج أن يحصل على تعويض مالي من الزوجة، أو أن تعيد له المؤخر المكتوب في عقد الزواج.

ثالثاً: يقدر القاضي أحيانًا مبلغ المال الذي يجب على الزوجة دفعه للزوج وفي أوقات أخرى، لا يأمر القاضي المرأة بدفع أي أموال. يحدث هذا عندما تكون أسباب أو أسباب الطلاق قوية للغاية ولا يوجد أمل في الزواج.

وتسعى المملكة العربية السعودية من خلال لجان تسوية النزاعات الأسرية محاولة الصلح والتوفيق وجعل زيجاتهن تعمل من خلال الاتصال بلجنة تسوية نزاع الزواج قبل تقديم طلب للحصول على الخلع، وذلك للحفاظ على البيت وعدم هدمه فيجب أن تكون هناك محاولات عديدة للصلح ومدة تعطيها المحكمة للزوجين لمحاولة الصلح قبل أن تعطي قرارها النهائي لصالح إحداهما.