المخلص بقلم المحامي توفيق قفيشة

كم نحن شعوبا مقهوره! كم نعاني بسبب ضياع كرامتنا! بتنا ننتظر مخلصا، فوجدنا في اية الله الخميني عند اندلاع الثوره الاسلاميه في ايران عام 1979 ذلك المخلص ، وما لبثنا ان انقسمنا عليه خلال الحرب العراقيه الايرانيه فوقف بعضنا مع الرئيس العراقي صدام حسين والذي اجمعنا عليه جميعا بعد ذلك ووجدنا فيه المخلص قبيل اطلاقه مجموعه من الصواريخ باتجاه الاراضي المحتله عام 1948، وبعد فتره تبدد الحلم مره اخرى -بفعل فاعل- ووجدنا في اسامه بن لادن مخلصا بعد ان دك امريكا في عقر دارها وسعدنا بمقتل الاف الامريكيين في تفجيرات مركز التجاره العالمي بسبب حقدنا على امريكا وليس حبا بقتل المدنيين، وما لبثنا ان وجدنا في بن لادن صوره قاتمه للاسلام السياسي واجمعنا على انه ارهابي يستحق القتل،وف عام 2006 وبعد ان صور لنا الاعلام ان حسن نصر الله هزم الاحتلال اصبح هو مخلصنا الجديد وما لبثنا ان اعتبرناه حامي حمى الامبرياليه بسبب دعمه للرئيس السوري بشار الاسد الذي يراه البعض مخلصا كما راوا والده من قبله وحتى ان البعض وجد في العقيد معمر القذافي مخلصا قبل ان يتم اعدامه وهتك عرضه، ومن ثم وجدنا بالاطاحه ببعض فراعنة هذا الزمان كالرئيس التونسي والبقره المصريه الضاحكه ووصول حكاما شعبيين الى سدة الحكم مخلصا جديدا ولكن ما لبثت تلك الزعامات الجديده بانها اما جاهله او غير قادره على ان تكون مخلصا. لا زلنا يا ساده بلا كرامه ولا زلنا نبحث عن مخلص وانه في لحظة فقداننا لامل بعث المخلص نكون قد متنا فعلا. سادتي الاعزاء..

ان الاعلام الان هو سيد الموقف وهو قادر على رفع شان قائد ما او جماعه ما فتجعل منه او منهم مخلصا وقادر ايضا على تحطيم هذا الحلم فجاه ودون سابق انذار. ها هو الاعلام يخلق لنا ما يسمى بداعش بعد ان خلق لنا ما يسمى بالقاعده ، وها هو يظهر لنا فيديوهات تبين انهم قوم اسلاميون متشددون يستمتعون بقطع الرؤوس بسبب او بدون سبب وقد كرهناهم وارعبتنا افعالهم -ان كان لهم افعال- دون ان نفكر للحظه بخطط القائمين على الاعلام في العالم. يا ساده، اذا مللتم من ظهور المخلص فانتم اموات، اما انا فلا زلت ابحث عنه واظن انه لم يبعث بعد ، ونحن نستطيع تعجيل بعثه بطريقه وحيده فقط وهي تربية نشأ جديد يتسلح بالعلم والايمان وحب الاوطان ليكون ابني او ابنك هو المخلص ولا ننتظر ان يقوم الرب ببعث المهدي المنتظر ليعيد لنا كرامتنا المسلوبه.