كي لايتحول التوقيف الاحتياطي إلى عقوبة

حلب
قضاياقانونية
الأحد1-4 – 2012
المحامي محمد سمير شاشو
موضوع يقض مضاجع المواطن العادي أوممثليه من رجال القانون ، هو قرار يصدر بشكل سهل وسريع من قبل القاضي الذي يملكأخذه ، يعتبر القاضي أن هذا القرار لازم وضروري من أجل البدء بالدعوى بالشكل المريحوالمقبول ، ولكن وللحصول على القرار المعاكس يعاني الموقوف

وذووه وبالتاليالوكيل القانوني الأمرين حيث يعيشون كوابيس العالم كله يومياً وهم يسعون للحصول علىقرار بإخلاء السبيل ، حتى أن قرار الرد بسبب عدم كفاية مدة التوقيف هو القرارالوحيد المتوقع صدوره لدى كل إخلاء سبيل يقدمونه ولكنهم ومع ذلك يتم تقديم هذهالطلبات دون كلل أو ملل ، حتى أنه حين يصدر قرار بإخلاء السبيل يسبب للوهلة الأولىصدمة لهم ، هل صحيح أنه قد حصل الفرج وصدر القرار الحلم وبشكل غير متوقع ؟. هل صحيحأنه أصبح بإمكانهم دفع الكفالة مهما كان مقدارها ؟.

هذا القرار المفرح المبكي الذيأنهى معاناة المحامي من سيل الأسئلة اليومية المزعجة التي اعتاد أن يسمعها من أهلالموقوف وأقربائه من جهة ، ومن جهة ثانية يشعر بالفخر بأنه أنجز المطلوب وأصبحبإمكانه أن يعطي الإشارة بواسطة موبايله لأهل الموقوف من أجل إقامة الأفراح حيث أنبإمكان والدي الموقوف عناق ابنهم ، وبإمكان أولاده الشعور بحنوه تجاههم ، وزوجتهالتي أصبحت بإمكانها الشعور بدفء أنفاسه . هل يمكن للقاضي أن يشعر بما يسببه قرارهبالتوقيف الاحتياطي من مآسٍ عائلية واجتماعية ، وما يسببه قراره بإخلاء السبيل منفرح وسعادة ؟. وهل يشعر ما يسببه قرار التوقيف الذي يصدر دون توفر أسبابه القانونيةالتي شرعت أصلاً من أجلها وبالتالي ما يسببه التأخر غير المبرر بإخلاء السبيلبالمحكمة التي تتصدى للحكم في هذه القضية من حرج وذلك حين تأكدها من براءة هذاالمواطن من الجرم الذي نسب إليه لسبب أو لآخر رغم المدة الطويلة التي قضاها فيالتوقيف الاحتياطي بدون مبرر، فهل عليها إعلان براءته بصوت الحق والعدل ؟. أم عليهأن يرفع يده حين سماعه قرار البراءة وهو ينطق بعبارة ( يحيا العدل ) ، ويخرج منقاعة المحكمة فرحاً وشاكراً وكيله على هذا النصر المؤزر ؟.‏
أسئلة محرجةتواجه رجال القانون حول هذا الموضوع :‏
هل للتوقيفالاحتياطي مبررات ؟ .‏
نعم وهي تتراوحبين حماية الجاني من بطش المجني عليه أو أهله ، وحماية الأدلة من تلاعب الجاني بها، وهناك ضرورات تستلزمها أمور التحقيق ، وعليه فإن القانون أوجب إخلاء السبيل عناستنفاد هذه الأسباب …- إذن ليس للتوقيف مدة محددة في القانون ؟. لا … – ولكنلماذا يبرر قرار رد طلب إخلاء السبيل بعبارة عدم كفاية مدة التوقيف ؟. هذه عبارةيمكن أن يقال عنها بأنها تبرير غير قانوني ( أي مزاجي كون المدة المشار إليهابالقرار مزاجية أي غير منصوص عليها بالقانون ولا سيما حين انقضاء أسباب التوقيفالقانونية )… – ولماذا لا يبرر القاضي قراره بالرد بشكل قانوني مقبول وذلك لجبالمغيبة عن نفسه عن طريق الإشارة إلى السبب الحقيقي الذي يجعله مقتنعاً بأن ضرورةالتوقيف مازالت موجودة ،

عندها يريح الموقوف ويساعد الوكيل القانوني بمعرفة السببلكي يقوم بالعمل على مساعدة القاضي على تلافي هذه الأسباب وبالتالي الكف عن هدرالوقت بتقديم طلبات إخلاء السبيل وحرق المال والأنفاس دون مبرر … هذه هي الأمنيةالتي أريد تحقيقها بأسرع ما يمكن رغم أن تحققها واجب وغير مستحيل بل يلزمها القليلمن التعاون بين جناحي العدالة من أجل خدمة المواطن والوطن وحمايتهم من إجرامالمجرمين ولكن دون أن تكون الكلفة باهظة فحرية المواطن خط أحمر لا يجوز التجاوزعليه إلا بالقانون وحده وإلا يكون الوطن ضحية لمن تصدى لموضوع حمايته . وحتى لانتجنى على أحد هناك الكثير من قرارات التوقيف تصدر لضرورات قانونية ، وهناك الكثيرمن قرارات إخلاء السبيل تصدر عند انتهاء أسباب التوقيف ، ولكن كل قرارات رد طلباتإخلاء السبيل لا تبرر بشكل قانوني ،

إن عدم كفاية مدة التوقيف رد غير قانوني ويضافإليه رفض القاضي مناقشة الوكيل القانوني حول ذلك بل لا يترك له المجال لمعرفة أسبابالرد للعمل على تلافيها والثمن في بعض الأحيان هو حرية المدعى عليه ، فكثيرة هيالحالات التي دلت على أن قناعة القاضي شابها شيء من الخطأ ، وبالتالي يمكن تصحيحهبالقليل من المناقشة في الوقائع والأدلة مع الوكيل القانوني المختص بالقانون مثلهمثل القاضي الناظر بالقضية ، لا يجوز للتوقيف الاحتياطي أن يتحول إلى عقوبة قبلالبدء بالمحاكمة ، هذا أمر أصبحنا نعاني منه كثيراً سواء بسبب من القاضي أو منالقانون الذي يمنع في بعض الحالات من إخلاء السبيل كجرم سرقة السيارة ولو شعرالقاضي أن المدعى عليه أو أحدهم بريء من هذا الجرم ولا يمكنه حسم الدعوى بالسرعةالمطلوبة لضرورات التحقيق فهنا الطامة الكبرى . آمل أن أكون قد وفقت في إيصال رأييهذا على أن نساهم في بناء الوطن عن طريق وجود مواطن لا يشعر بظلم رجال القانون بليشعر بحمايتهم له ولحقوقه ولحريته التي هي من أقدس ما يملك في هذه الدنيا الفانية .‏