أثر مخلفات المباني المستهدفة على البيئة في غزة

د. م. محمد محمد المغير

دكتوراه, هندسة التخطيط العمراني, كلية الهندسة, جامعة الأزهر, جمهورية مصر العربية.

أستاذ التخطيط العمراني المساعد- كلية الهندسة جامعة فلسطين

 

ملخص:
تُعتبر البيئة مكون من مكونات الحياة البشرية وتتأثر بجميع المتغيرات والظروف الطارئة والحوادث المتعددة والكوارث المتنوعة وخاصة الحروب, فهي من أكثر المؤثرات على البيئة الطبيعية, وغزة من أكثر المناطق تَأَثُر بمخلفات الحرب, لوقوعها بمنطقة صراع, وتتأثر المباني والبيئة بتراكم أطنان من المخلفات والركام بعد كل حرب تبقى آثارها لفترات زمنية كبيرة ما لم يحدث تدخلات طارئة من المختصين.

برزت مشكلة الدراسة البحثية في تواجد كميات كبيرة من مخلفات المتفجرات وركام المنشآت وممتلكات المدنيين بغزة, وتراكم لركام المنازل المستهدفة بالحرب, وإن لم يتم التخلص من الركام بشكل علمي فستتكون آثار سليبة بيئياً, ويهدف البحث لتسليط الضوء على المخلفات والركام الناتج من استهداف والمباني وآثار هذه المخلفات على تدهور المصادر الطبيعية, وستتحقق الأهداف من خلال إتباع المنهج الوصفي التحليلي للمخلفات الحربية بغزة خلال العقد المنصرم وآثارها على البيئية عبر الاعتماد على الإحصاءات والاستبيانات المستنبطة من المختصين.

يصل البحث لخلاصة مكونات مخلفات الحرب على غزة خلال عدوان 2008-2009, وعدوان2012, وعدوان 2014م, وتشخيص الواقع البيئي بعد استنزاف المصادر الطبيعية عبر استهدافها من الطيران أو المدافع المنتشرة على حدود غزة.

يتناول البحث العديد من المواضع المتعلقة بالدراسة البحثية كالمفاهيم البيئية, ونبذة عن غزة والحروب والصراع المحتدم خلال العقد الماضي, وتسليط الضوء على مخلفات الحرب وتأثير الأسلحة المستخدمة بالعدوان على غزة, والركام الناتج عن الحرب وكيفية التعامل معه.

كلمات مفتاحية: البيئة, الركام, مخلفات الحرب, الكوارث, المباني السكنية, قطاع غزة.

1- مقدمة:

يصنف إقليم قطاع غزة المكون من خمس محافظات من أكثر الأقاليم التي تعاني من الاضطرابات البيئية وتهديد الامن والسلامة العامة على مستوى العالم بسبب الاحتلال الاسرائيلي وكثرة الاجتياحات والحروب, ووضع المعيقات الكبيرة التي تؤدي إلى مقتل مئات المواطنين إما من خلال القتل العمد المباشر أو القتل العمد الغير مباشر مثل فرض الحصار الجوي والبري والبحري والبري على قطاع غزة وتداعياته, وتجريف الاراضي الزراعية واستخدام الأسلحة المشعة التي تسبب في كوارث بيئية واجتماعية مستقبلية.

مر قطاع غزة بالعديد من الأزمات والحالات التي تستوجب فرض الطوارئ فيما يتعلق بالنواحي البيئية والاحتياجات المغذية للمصادر الطبيعية وحماية البيئة المعيشية وعليه توجب على المعنيين في إدارة الاقليم أن تقوم بتوفير مباني ومقار للطوارئ وأن تكون موزعة في الإقليم حسب الكثافات السكانية وكيف يمكن أن تخدم هذه المقار المواطنين في حال الطوارئ والازمات والحروب وأن تساهم في الحماية المدنية اللازمة لسكان الاقليم, مع ضرورة تحيد البيئة من المخاطر الناجمة عن الحروب والكوارث قد المستطاع, مع الاهتمام بالتوزيع الديمغرافي للسكان, ومراعاة التنوع الاجتماعي والحيوي.

هنا لابد من تحديد إستراتيجية لحماية البيئة والحد من آثار المخلفات الحربية على البيئة, تعتمد على مقاومة المخاطر التي تتعرض لها والمحافظة على حياة الإنسان مقوماته وموارده مهما كلفه الثمن, وتوجه الطاقات الشعبية الرئيسية للحماية البيئية مثل: “الاقتصاد, مصادر الثروة, القوى البشرية, الموقع الاستراتيجي للإقليم, الدفاع عن حدود الاقليم, التراث الروحي والحضاري, التكنولوجيا, السياسة, التوزيع الجغرافي للاستخدامات الأراضي, التنمية المستدامة”, فكل العوامل السابقة هي مقومات البقاء للبشر والحفاظ على حياته ومقوماته.

تحديد عدة استراتيجيات تساعد المواطنين على حماية بيئتهم, فتوفير اشتراطات حماية بيئية عامة وخاصة بكل إقليم يمكن تطبيقها في المناطق بحيث تحافظ على حماية المواطنين والموارد الطبيعية وكل احتياجات الإنسان والتقليل من الخسائر البشرية لهم, ومن خلال الدراسات التي أجريت في العديد من الدول والأقاليم فإنه تبين أن التخطيط السليم للمدن والأحياء يساهم في حماية البيئة والحفاظ على مقدراتها عبر التصميم والتخطيط الحضري والعمراني التي تتساهم في تهيئة الجو الصحي المناسب لهم.

تعتبر هذه الدراسة البحثية جزء من مكونات الدراسة البحثية لدرجة الدكتوراه في هندسة التخطيط العمراني بعنوان (خطة الحماية البيئية في قطاع غزة) في قسم هندسة التخطيط العمراني بكلية الهندسة بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية للباحث/ م. محمد المغير.

2- مفاهيم عامة

2-1 الاقليم البيئي: هو الإقليم الذي يعتمد على الموارد البيئية والطبيعية خلال عمليات التنمية والتطور الاقتصادي الذي تقوم عليه الدول والأقاليم ويكون تم تحديده كإقليم بناءً على معيار كثافة تواجد الموارد والمصادر الطبيعية والبيئة داخل حدود الاقليم مما يسهم عملية التنمية والتطوير.

2-2 المفاهيم البيئية:

أولاً: البيئة في اللغة: البيئة المكان والمنزل، يقال: أباءه منزلاً أي هيأه له، وأنزله، ومكن له فيه، والاسم البيئة والباءة والمباءة، وتطلق على منزل القوم حيث يتبوأون من قبل واد أو سند جبل، ومنه المباءة معطن الإبل حيث تنام في الموارد أو المراح الذي تبيت فيه(([1])), قال الله تعالى في كتابه الكريم ﴿وكذلك قلنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين﴾([2])

ثانياً: البيئة في الاصطلاح: هي كل الأشياء الّتي تحيط بنا، وتؤثّر على بقاءنا مع الكائنات الحيّة على سطح الكرة الأرضية، والّتي تشمل: الماء، والهواء، والتّربة، والمعادن، والمناخ، والكائنات أنفسهم,([3]) وقد أوجز إعلان مؤتمر البيئة البشرية في ستوكهولم عام 1972م مفهوم البيئة بأنها: “كل شيء يحيط بالإنسان“([4])

ثالثاً: مفهوم آخر للبيئة: مجمل الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علينا وعلى الكائنات الحية وتتضمن الماء والهواء والتربة والمعاد والمناخ وجميع الكائنات الحية وتعتبر مجموعة من الأنظمة المترابطة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والذي يحدد البقاء والتعامل الدوري والمستمر للكائنات مع بعضها البعض.([5])

2-3 علم البيئة: يعتبر أحد فروع العلوم الطبيعية المهتمة بشئون الكائنات الحية وعلاقاتها مع الوسط المحيط بها, وعلاقتها ببعضها البعض, ويسمى الباحثين ومدرسو هذه العلم علماء البيئة.

يقصد هنا بالكائنات الحية: النباتات والحيوانات المعقدة والكائنات البسيطة, مثل الطحالب والأميبا والبكتيريا ولا يمكن لأي كائن حي أن يعيش بمفرده دون الرجوع للكائنات الحية الأخرى والغير حية التي توجد بالبيئة المحيطة به.

ويعتمد علم البيئة على العديد من العلوم التي تساعد في فهمه مثل علم المناخ, والجغرافيا, والأرصاد الجوية, والمحيطات وعلم الجيولوجيا, ودراسة المؤثرات على البيئة المحيطة والتفاعلات البيئية المختلفة, وبالتالي يمكن تحديد التأثيرات الطبيعية على البيئة والكائنات الحية بعد دراسة العلوم المشتركة مع علم البيئة, ويستطيع من خلالها تقدير حجم المشكلات التي تنشأ من بعض الظواهر البيئية.

2-4 التلوث البيئي: هو احدث تغير مفاجئ في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الانشان وأنشطته الاعتيادية, أو بفعل الكوارث الطبيعية مما يتسبب في ظهور بعض الموارد التي لا تتناسب مع طبيعة المكان والبيئة المحيطة به, ويساهم الإنسان في أن يجعل الملوثات إما موارد نافعة أو ضارة فعلى سبيل المثال فضلات الحيوان يمكن استخدامها في تخصيب التربية الزراعية أما إذا تم تصريفها للمياه ستنتشر الأمراض والأوبئة, وبالتالي يكون الإنسان هو العنصر الأساسي في حماية البيئة من التلوث إذا أحسن استخدامها.([6])

2-5 النظام البيئي([7]): يعتبر النظام البيئي من أكثر المستويات الطبيعية تعقيداً, لأنه يتكون من الكائنات الحية وغير الحيوية, والتي تشمل المناخ والتربة والماء والهواء والطاقة والمواد المغذية للكائنات الحية, وتنقسم البيئة حسب رؤية العديد من الباحثين إلى قسمين رئيسيين هما:-

جدول (2-1) يوضح أقسام البيئة حسب رؤية الباحثين
مأقسام البيئةالمفهوم
1البيئة الطبيعيةهي الظواهر الطبيعية التي لا يتدخل الإنسان في وجودها أو مكوناتها أو استخدامها, مثل: البحار والمياه السطحية والجوفية, والصحاري, والتضاريس والمناخ, والحياة النباتية والحيوانية والبيئة الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الكائنات الحية ومحيطها.
2البيئة المشيدةهي البنية المادية التي شيدها الإنسان والمكونات الثقافية والاجتماعية التي تربط المجتمع والأجيال المتعاقبة ببعضها البعض, وقد أضفت هذه البيئة تغير على البيئة الطبيعية لتلبية احتياجات البشر في المعيشة، ويعتبر الباحثين أن توزيع الاستخدامات البشرية للأرضي الزراعة والسكنة وتوزيع الخدمات الدينية والثقافية والصحية والاجتماعية والإدارية والتعليمية وغيرها هي المكونات الأساسية والرئيسية للبيئة المشيدة.

فالبيئة بقسميها السابقين تكامل بعضها البعض لتشكل الكرة الأرضية بما تحتويه, وهما دائمات التفاعل والتأثير على الإنسان وتأثير الإنسان عليها, وقد تحدث السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة عن الفهم الشامل حيث قال “أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة” وعليه يتوجب على الإنسان صاحب العقل المدبر والمفكر أن يتعامل مع البيئة بما يتلاءم مع تلبية احتياجاته دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة والعمل على تنميتها وتطويرها بما يستثمرها دون أن يتلف أي من مكوناتها أو يساعد في تدميرها بل يحد من التأثيرات السلبية للظواهر الطبيعية لإيجاد أفضل الأماكن التي تناسب ظروف الحياة البشرية.

2-6 عناصر البيئة:يمكن تقسيم البيئة، وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم، إلى ثلاثة عناصر هي:-

جدول (2-2) يوضح أقسام البيئة حسب مؤتمر ستوكهولم

مأقسام البيئيةالمفهوم
1البيئة الطبيعيةوهي النظم الطبيعية التي تشكل الترابط القوي بين مكوناتها الأربعة وهي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، وما تحتويه من الماء والهواء والتربة والكائنات الحية والمصادر الطبيعية من معادن وطاقة, وهذه تشكل الموارد الطبيعية التي خلقها الله عز وجل ليحصل منها الإنسان على مقومات الحياة البشرية من الأغذية والمأوي والملبس وغيرها.
2البيئة البيولوجيةالتي تتكون من الإنسان وأسرته ومجتمعه , وجميع الكائنات الحية التي تعيش في محيطه وتؤثر به ويؤثر بها ويمكن اعتبارها جزء أساسي من البيئة الطبيعية ولكن بشكل مصغر
3البيئة الاجتماعيةهي البيئة التي تحدد العلاقات البشرية بين الإنسان وغيره من البشر والكائنات الحية والغير حية, وتعتبر الإطار العام الذي ينظم مجموعة العلاقات بين فئة من البشر في منطقة جغرافية معينة وتنظيم هذه العلاقات يمكن إن يكون بين أفراد أو جماعات مع جماعات أو أفراد مع جماعات, ويمكن التنظيم بين المورث الاجتماعي الحالي والعادات والتقاليد والمورث الثقافي والحضاري السابق لتشكيل بيئة حضارية تساعد الإنسان في استمرار حياته البشرية.

2-7 مكونات النظام البيئيتعتبر مكونات النظام البيئي عناصر تحقق التوازن المتكامل بينها وتنقسم هذه المكونات الى:

أولاً: مجموعة المنتجون: وهي الكائنات التي يمكنها الحصول على غذائها دون الحاجة لكائنات حية أخرى, واعتمادها على عناصر غير حية, وتمثل مجموعة الإنتاج سلسة من الكائنات الحية بدءً من الإحياء الدقيقة التي بها مادة الكلروفيل مثل الطحالب المجهرية وصولاً إلى النباتات الكبيرة مثل الصنوبر, حيث تعتمد على غذائها على أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون لتصنع البروتينات والنشويات والسكريات وغيرها, ولا تعتبر جميع النباتات من مجموعة الإنتاج فهناك نباتات مفترسة تفترس الحشرات وهناك نباتات متطفلة تتطفل على نباتات أخرى, ونباتات تعيش على التكافل المتبادل مع كائنات أخرى.

ثانياً: مجموعة المستهلكون: هي مجموعة كبيرة من الكائنات الحية تنقسم إلى :

  • النباتيون: وهي فئة الحيوانات آكلة النباتات ومنها ما يقتات على النباتات كالأحياء المجهرية المتطفلة على النباتات ونباتات تقتات على نباتات أخرى.
  • اللحميون: وهي فئة الحيوانات الآكلة للعشبيون (النباتيون) ومنها كائنات دقيقة تقتات على النباتيون, وجزء نباتي يقتات على النباتيون.
  • الفئة الآكلة للعشبيون واللحميون ومعظم أفرادها من البشر والطيور وبعض الحيوانات ويمكن أن يشذ جزء منها بسبب الظروف البيئية المعيشية.

ثالثاً: مجموعة المحللون: هي كائنات لها القدرة على تحلل أي فرد من أفراد المجموعتين السابقتين, وخاصة بعض الفطريات والبكتيريا والفيتامينات, وتعمل على تحليل المنتجين والمستهلكين, وقد تعتمد في بعض الأحيان على أكل بعضها البعض.

2-8 الكوارث البيئي: حدث مأساوي ينتج عن أسباب بشرية أو طبيعية مما يشكل تهديد واضح للحياة والصحة العامة والمصادر البيئية مسببة خسائر فادحة في مقدرات الدولة ومصادرها الطبيعية ومن أمثلتها الزلازل والبراكين والانفجارات الناتجة عن الحروب والكوارث التي تضرب المقومات الطبيعية في الدولة مما تتسبب في استنزافها.

2-9 المباني السكنية: هي المنشآت التي تتوفر بها المعايير والمقومات الرئيسية لتهيئة بيئة سكنية ومعيشية هادئة للمواطن مع تذليل كافة العقبات من تهوية وانارة طبيعية وسكن صحي يلامس احتياجات السكن الحديث, وتستخدم هذه المباني للأغراض السكنية فقط, وتنقسم لوحدات منفصلة ووحدات سكنية مترابطة مع بعضها البعض كالعمائر والأبراج ذات الاستخدام السكني.

2-10 نبذة عن الصراع والحروب ونوعيتها:

الحروب من العادات البشرية والتي تحدث عنها ابن خلدون في مقدمته “أعلم أن الحرب وأنواع المقاتلة لم تزل واقعة في الخليقة منذ برأها الله وأصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض ويتعصب لكل منها أهل عصبيته, فإذا تذمروا لذلك وتوافقت الطائفتان أحداهما تطلب الانتقام والأخرى تدافع كانت الحرب, وهو أمر طبيعي في البشر لا تخلو عنه أمل ولا جيل” ويتبين أن أصل الحرب موجودة بفطرة الإنسان والعدوانية هي سمة من سمات الإنسان ولكن تختلف درجاتها من إنسان لآخر فمنذ أن خلق آدم عليه السلام فقتل قابيل هابيل, وكثير من الدراسات التاريخية تثبت المعارك التي وقعت قبل الميلاد بآلاف السنين, وتتنوع الحروب إلى عدة أنواع وهي:

 جدول (1-3): يوضح نوعية الحروب

منوعية الحربالمفهوم
1الحرب الشاملةوهي الحرب الواقعة بين مجموعة من المقاتلين وتستهدف كل من يتحرك وكل نواحي الحياة ولا تلتزم بالقانون الدولي الانساني ومن أمثلتها الحروب المذهبية والسياسية, كالحرب العالمية الثانية الواقعة ما بين عامي 1937-1945م.
2الحرب الباردةوهي الحرب التي خاضها الاتحاد السوفيتي الشرقي والولايات المتحدة الأمريكية ومنها قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية دون استخدام القوة المفرطة وتدار الحرب بين مجموعتين توالي كل منها قوة من القوى العظمي, مثل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وحلفائهم.
3الحرب الدوليةتكون أطرافها مجموعة من الدول والكيانات المختلفة ولا يتمتع أحد أطرافها بأي من الشخصية القانونية التي يمكن أن يلاحق عليها مثل الحرب العالية الأولي ما بين عامي 1914-1918م, والتي بدأتها أوروبا وامتدت لباقي دول العالم.
4الحرب غير الدوليةيكون أطرافها ليست دول كمجموعة من الثوار أو الأفراد وحركات التحرر الوطني أو دول وجزء منها كإقليم يسعى للانفصال مثل ما حدث بين السودان وجنوب السودان, أو دولة محتلة وحركات مقاومة وتحرر وطني, كالحرب التي وقعت بين أمريكيا وحركة طالبان في أفغانستان, وحركات المقاومة العراقية ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
5الحرب الأهليةوهي حرب تحدث بين أهالي إقليم واحد على أرض دولة واحدة وتهدف لتغيير نظام الحكم دون إنشاء دولة جديدة وتسمي بالتوترات أو الاضطرابات الداخلية وتعتبر الحرب الدائرة في سوريا بين الثوار والنظام السوري القائم حرب أهلية وما يحدث بين الدولة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيون), والصراع الدائر في أغلب الدول التي وقعت فيها ثورات عربية لتغير أنظمة الحكم وانقلبت فيها إلى حرب أهلية مثل ليبيا والعراق وسوريا واليمن وغيرها.
6الحرب العادلةيوافق القانون الدولي المعاصر شن الحرب في حالتين تنحصر بينهما وهما:أولاً: حالة الدفاع الشرعي الفردي والجماعي وفق مادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة والتي تتحدث عن حق الأفراد والجماعات بالدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت عليهم أحد أعضاء الأمم المتحدة وهنا يأخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لفرض حالة السلم والمن الدولي. ثانياً: حالة الأمن الجماعي المتمثلة بمواجهة من يقوم بالعدوان لمنع العدوان وتطبق هذه الحالة في حال اعتداء من دول لدولة أو تهديد للأمن والسلم الجماعي للدولتين, ويبرز مفهوم الإسلام للحرب العادلة في قوله تعالي ” أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا, إن الله على نصرهم لقدير, الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله

3- نبذة عن قطاع غزة: يقع قطاع غزة في الجزء الجنوبي الغربي لفلسطين على دائرة عرض 32 ويحده من الجهة الجنوبية جمهورية مصر العربية , ومن الشرق والشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م, ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ويعتبر قطاع غزة من أقدم المدن الفلسطينية التي سكنها الكنعانيون قبل الميلاد.

تقدر مساحة القطاع حوالي 365 كم2, يتراوح عرضها ما بين 6 إلى 12 كم وطولها 42 كم وتقسم إدارياً إلى خمس محافظات تحتوي كل محافظة على العديد من البلديات والمجالس القروية, وتعتبر غزة بوابة الجنوب على قارة أفريقيا, وجهة الربط الأساسية للأراضي الفلسطينية عام 67م بالعالم الخارجي وبها معبر رفح البري, ومطار غزة الدولي, وميناء غزة البحري, الذي يؤكد على أهمية القطاع الجغرافية بالنسبة لفلسطين.

3-2 نبذة عن الحروب والصراع في قطاع غزة:

شرعت قوات الاحتلال الاسرائيلي شن الغارات العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين منذ العام 1948م وتدمير مقدرات الشعب الفلسطيني واستهداف مقومات الحياة الأساسية وتدمير المباني السكنية والمنشآت الصناعية والاقتصادية مما يعزز مفهوم التدمير الكلي الشامل وتهديد التنمية المستدامة الشاملة للأراضي الفلسطينية, وخاض الفلسطينيون عدة معارك وصراعات مستمرة مع الاحتلال من أجل البقاء على الأرض المنزوعة من أصحابها, وقد استمر الصراع في الداخل الفلسطيني وملاحقة الفلسطينيين في الخارج فقتل الشعب الفلسطيني في سوريا والأردن وحوصر في لبنان, وقتل في أراضي 1967م, وزادت المعاناة, وخاض الشعب الفلسطيني مجموعة من الصراعات من أجل التحرر من القيود المفروضة عليه من أهمها الانتفاضة الفلسطينية الأولي عام 1987م بعد حادث قتل العمال الفلسطينيين, وشرد المواطنين من بيوتهم ومساكنهم في المناطق الحدودية برفح على محور فيلادلفيا, وشرق وشمال القطاع مع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية, مما رفع الحاجة الماسة للوحدات السكنية وتوفير المأوى للمشردين والمهدمة بيوتهم.

3-2-1 عدوان 2008-2009م: سبق الحرب ازدياد الحصار ورفع وتيرة القبضة العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة بعد عملية خطف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2006م وارتفعت وتيرة الاستهداف للمباني والمنشآت المدنية والسكنية في قطاع غزة كردة فعل طبيعي على عملية الخطف, واحتكم الحصار على قطاع غزة بعد سيطرة حماس على الحكم, وحدثت عدة جولات تصعيدية حتى حرب 2008-2009م التي كانت من أعنف المعارك مع الاحتلال التي استمر 21 يوم, حيث تم استهداف جميع المنشآت الشرطية والأمنية في ضربة جوية متزامنة على مستوى القطاع, وتسبب هذه الحرب بتدمير ما يعادل 5,000 وحدة سكنية بشكل كلي, و30,000 وحدة سكنية بشكل جزئي بالغ وطفيف, ليرفع العجز في الوحدات السكنية إلى 68,000 وحدة سكنية.([20])

3-2-2 عدوان 2012: استمرت الحرب ثماني أيام كانت الأصغر نتيجة تدخلات الدول العربية وعدة دول أوروبية, فكانت خسائر هذه الحرب أقل بكثير من خسائر عدوان 20008-2009م والتي تضررت بها 200 منزل هدم كلي و1500 منزل هدم جزئي بين صالح وغير صالح للسكن وتضرر طفيف, وكما ودمر الاحتلال الاسرائيلي 19 مقراً أمنياً وحكومياً في قطاع غزة من أهمها مقر رئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني, واستهداف عشرات المساجد منهم اثنين تم تدميرهم بشكل كلي, واستهدفت القوات الجوية الاسرائيلية مجموعة مباني ومنشآت قريبة من المنشآت التعليمية مما ساهم في تضرر ما يزيد عن 50 مدرسة بين أضرار جسيمة ومتوسطة, وهذا الدمار الجزئي والكلي رفع الاحتياج الملح للوحدات السكنية بالإضافة للوحدات السكنية التي يحتاجها المواطنين خلال الاعوام المنصرمة نتيجة التنمية وبناء الأسر الجديدة.([21])

3-2-3 حرب 2014م: التي اعتبرها المحللون والشخصيات الدولية التي زارد قطاع غزة أعنف معركة حربية مرت على قطاع غزة, وخاصة فيما يتعلق بحجم الخسائر البشرية والمادية وتدمير المنشآت والمباني والمقرات الحكومية والبنية التحتية, وبلغت حجم الخسائر في المباني السكنية تدمير ما يزيد عن 60 ألف وحدة سكنية بين هدم كلي وجزئي, مقارنة مع حربي 2008-2009 وحرب 2012م 35 الف وحدة سكنية بين كلي وجزئي, وارتفعت حجم الخسائر المادية إلى 6 مليار دولار خلال حرب تموز 2014م مقارنة بـ 2.8 مليار بالحربين السابقتين, وقد قسمت خسائر المنشآت التي هدمت خلال حرب تموز 2014 بهدم 10,000 وحدة سكنية بشكل كلي, و10,000 وحدة سكنية بشكل جزئي غير صالح للسكن, و40,000 وحدة سكنية بين تضرر جزئي صالح للسكن وأضرار بسيطة, هدمت قوات الاحتلال ما يعادل 63 مسجد كلي و160 مسجد جزئي وتدمير 22 مدرسة بشكل كلي و119 مدرسة بشكل جزئي و25 مدرسة تضررت نتيجة إيواء المتشردين وغير صالحة للدراسة, واستهدفت سلطات الاحتلال المنشآت الصناعية والاقتصادية بما يعادل 150 منشأة بشكل كلي و410 بشكل جزئي, وهذه الإحصائيات التي ترفع معدلات الركام التي نتجت عن الحرب.([22])

4- مخلفات الحرب:

تشكل مخلفات الحروب جزء أساسي من التلوث والأزمة البيئية فالقوات الاسرائيلية استخدمت الاٍسلحة الغير تقليدية والتي آثارها تتجاوز الإنسان لتصل للبيئة المحيطة به, فقوات جيش الدفاع الاسرائيلي استخدمت القنابل المحرمة دولياً والتي لازال يعاني الشعب الفلسطيني من آثارها, ومن أهمها:

4-1 قنابل الفسفور الأبيض: هي عبارة عن قنابل تتعدد طرق اطلاقها متوهجة تحتوي على مادة شمعية شفافة بيضاء مائلة للاصفرار وتشبه رائحة الثوم, وهذه المادة سريعة التفاعل عند التقائها مع الاكسجين تنتج نار ودخان أبيض وغاز سام وحرارة تعمل على اشتعال المادة لحين نفاذها, وكما ويصعب اخماد نيرانها, مسبباً أثار تدميرية للمنشآت, وتشبه في بداية اطلاقها الألعاب النارية, وقد أشارت التقارير الصادرة من وزارة الصحة والدفاع المدني إلى استخدام الاحتلال الاسرائيلي للقنابل الفسفورية بحرب غزة 2008-2009م, وخاصة في المناطق المدنية والتجمعات البشرية في مراكز الايواء ومدارس الأونروا, وتغطي القنبلة الواحة عند انطلاقها مساحة تقدر من 125-250م2منتجة 11 رأساً متشبع بالفسفور تقوم بحرق جميع ما تراه من بشر ونباتات وممتلكات وبنية تحتية, وتصل درجة حرارتها إلى ما يقارب 816 درجة مئوية, وتصل حروقه عند إصابة البشر إلى العظام.([23])

4-2 قنابل الدايم: هي عبارة عن قنابل تحتوي على سبيكة لأحد الفلزات الثقيلة التنجستن, وتنقسم السبائك لنوعين نوع يحتوي على تنجستن ونيكل وكوبلت, ونوع يحتوي على تنجستن بنسبة من 91-93%, ونيكل بنسبة من 3-5%, وحديد بنسبة من 2-4%, وتسمى بالقنبلة الكيميائية القبيحة, وصنعتها الولايات المتحدة الأمريكية بالعام 2001م, وذلك بهدف التقليل من التدمير التي يسببها الانفجار بالمنشآت ويمكنها قتل الأفراد, وذلك لاحتوائها على شظايا كثيرة سريعة مدمرة وتكون مجهرية متناهية الدقة, بحيث تعمل على قتل الأشخاص بمحيط 4 أمتار من موقع الانفجار, وتطلق غبار إذا ما استنشقت تؤدي للوفاة على الفور.([24])

وقد اجريت بعض التجارب على هذه القنابل وكان أثرها أنها تسبب في السرطانات حول أماكن الإصابة ويشير التقرير الصادر عن الجمعية العربية لحماية الطبيعة أن من يتعرض للإصابة بشظايا الدايم فإنه يلقى حتفه خلال شت شهور كحد أقصى, وتعتمد هذه الشظايا على الطاقة الحرارية المنطلقة من القذيفة في عملية الاختراق للجسم, ما يتسبب في تهتك الأنسجة والأوردة والشرايين مسببة نزيف دموي حاد في مكان الإصابة, بالإضافة لنزيف داخلي وتسمم كيميائي, وقد استخدمت السلطات الاسرائيلية هذا السلاح الفتاك بكثرة في جولات التصعيد المختلفة والحروب وغالباً ما تطلق من الطائرات بدون طيار.([25])

أشارت التقارير والفحوصات التي أجرتها سلطة الطاقة والموارد الطبيعة إلى استخدامها في حرب 2008-2009م في منطقة مدينة عرفات للشرطة والحدود المصرية الفلسطينية ومناطق متعددة في قطاع غزة كالإدارة المدنية بجباليا, وتم رصد وجود بعض المواد كالجرانيت وبعض أنواع البويات, وتشير الدراسة إلى ارتفاع الخلفية الاشعاعية في بعض المواقع التي استهدف بها الجنود داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية دون معرفة أسباب الخلفية الاشعاعية.([26])

4-3 القنابل الحرارية الفراغية الحارقة: يطلق المختصون على هذه النوعية من الأسلحة بالميكروويف لأثارها الحارقة على البشر, بحيث تحتوى على وقود صلب يخترق المنشآت والمباني متحولة لغاز ورذاذ مع توليد حرارة عالية وضغط يعمل على سحب الأكسجين من الفراغ مما يساهم بانهيار المباني, ويصاب الأشخاص المتواجدون في الفراغات المعرضة لهذا النوع من القنابل بالاختناق والنزيف الداخلي وخرق طبقات الأذن وتمزق الرئتين والأعضاء الداخلية, والحرق.([27])

تعمل هذه القذائف بطريقتين أما بالانفجار المباشر أو من خلال خروج غازات في الفراغ يليها انفجار في المكان, مع اطلاق حرارة تصل إلى 3000 درجة مئوية, تتسبب في سلسلة انفجارات متتالية في المكان المستهدف, وتستخدم هذه القذائف ضد التحصينات والفراغات العسكرية تحت الأرض.([28])

4-4 اسلحة تحتوى على يورانيوم مستنقذ: يعرف اليورانيوم المستنفذ بأنه معدن ثقيل ينتج من مخلفات تخصيب اليورانيوم الطبيعي بعد استخدامه كوقود للمفاعلات النووية, ويستخدم اليورانيوم في القذائف الخارقة للدروع, وفي تدريع الآليات والمدرعات العسكرية, ويعتبر رخيص الثمن وذلك لأنه من النفايات الخطرة النووية التي تتسبب في مشاكل بيئية, ويشير العلماء إلى أن اليورانيوم يحتاج إلى 40 مليار سنة ليفقد قدرته على الإشعاع, وهذا يدل على أن المناطق التي تتعرض لقصف قذائف محتوية على يورانيوم منضب ستكون ملوثة بيئياً وتشكل خطر على حياة الانسان, ويتسبب في أمراض قاتلة وسرطانات وصنفتها الأمم المتحدة بأنها أسلحة غير قانونية وتصنف أسلحة دمار شامل ومحرمة دولياً.([29])

ويشير مجموعة من الخبراء إلى استخدام هذه الأسلحة بشكل كبير في الشريط الحدودي في منطقة رفح والمناطق التي استهدفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في اليوم الأول لحرب الفرقان 2008-2009م, وقد اشارت وزارة الصحة الفلسطينية بأنه تم اجراء فحوصات على عينات من ضحايا حرب الفرقان وأثبت وجود عناصر سامة ثقيلة من أبرزها اليورانيوم بنسب أعلى بكثير من معدلاتها الطبيعية في أجساد المفحوصين, وتشير الدراسات التي أجراها باحثون إيطاليون بالتعاون مع وزارة الصحة تؤدي إلى تسمم الأجنة وتشوهها وتهدد بحالات العقم عند الرجال والنساء, وأن حالات التسمم يرجع سببها إلى استخدام اسرائيل لأسلحة محرمة دولياً خلال الحرب على غزة.([30])

4-5 النفايات الصلبة والأسبست:

ينتج في كافة جولات التصعيد والعدوان ضد أهلنا في قطاع غزة مئات الأطنان من المخلفات التي تتمثل في ركام المباني والمنازل والمنشآت العامة والبنية التحتية, فقد نتج في حرب الفرقان والتي استمرت 21 يوم ما يقار 1.5 مليون طن ما يعادل كمية النفايات الصلبة التي تخرج من قطاع غزة لعامين, نتجت هذه الكمية عن هدم 5000منزل, 300منشأة صناعية, 110مقر حكومي, و100مسجد ومدرسة ومبنى عام, و50 ألف وحدة سكنية تضررت بشكل جزئي([31]).

يشير مجلس النفايات الصلبة ووزارة الحكم المحلي إلى تعطل خدمات تجميع النفايات المنزلية وخاصة في المناطق التي توغلت بها قوات الجيش الاسرائيلي أو القريبة من مناطق الصراع والنزاع المسلح, مما تسبب في تكدس آلاف الأطنان من النفايات في الطرقات والشوارع العامة, ونتج عنه تغير بالمنظر الجمالي للقرى والمدن الفلسطينية وانتشار الحشرات والقوارض الضارة, وكما وتتسبب هذه النفايات ونفايات الركام بتلوث الماه الجوفية, والبيئة الزراعية والمناطق الخضراء والمفتوحة, وإلحاق الضرر بالقطاع الاقتصادي, وتحتاج تكاليف عالية للتخلص من النفايات ومعالجة آثارها.([32])

إضافة لما سبق فكان هناك حجم كبير من النفايات الخطرة والطبية التي نتجت عن معالجة الاصابات والجرحى والشهداء والعمليات الطبية, ومن هذه النفايات الأعضاء المبتورة من الجرحى والشهداء والتي كان يتم التخلص منها بالدفن, وكان يتم التخلص من مخلفات المعدات الطبية عبر الحرق في وحدات الحرق المتخصصة المتواجدة في المجمعات الطبية, ويتم التخلص من النفايات الطبية الموجودة بالمستشفيات الصغيرة مع النفايات العادية وترحل لمكبات النفيات الصلبة, وتقدر النفايات الطبية الصلبة بحوالي 9 ألاف طن خلال الحرب.([33])

تعتبر نفايات الأسبست من ضمن النفايات الصلبة الخطرة وذلك لما لها ضرر على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به, ونتجت مخلفات الأسبست من أسقف المنازل ذات الطبيعة العادية والطوابق الأرضية, ويتكون الخطر من هذه المواد من خلال استهداف هذه المباني بصواريخ الاحتلال مما ينطلق غبار متطايرة تحتوى على ألياف دقيقة جداً تشكل خطر كبير على صحة الإنسان في حال استنشاقها وكذلك عدم الدراية بآليات التخلص من هذه النفايات من قبل المواطنين تشكل خطورة بالغة على حياة المواطن الفلسطيني, وفي بعض الأحيان كان يتم خلطها مع ركام المباني الخرسانية وبعض الركام الصلب مما يشكل خطر على البيئة الطبيعية وتلوثها.([34])

5- اثار الأسلحة التي استخدمت في العدوان والحروب على غزة:

شكل الحصار الذي فرضته السلطات الاسرائيلية على قطاع غزة بعيد العام 2006م والذي تشددت أركانه بعد منتصف العام 2007م بعد أحداث الانقسام الفلسطيني, زد على ما سبق الضغط الشديد على الموارد الطبيعية والبيئة الفلسطينية لارتفاع الكثافة السكانية في القطاع, ومدى الحاجة للتنمية, وقد تكونت آثار للحروب الإسرائيلية على قطاع غزة مازال تعاني منه المؤسسة الرسمية الفلسطينية والمجتمع بأكمله, وتشير الأمم المتحدة إلى وجود ما يزيد عن 7ألاف جسم مشبوه من مخلفات الأسلحة لم تنفجر حتى الآن, وتمحورت الأثار على العناصر البيئية على النحو التالي:

5-1 أثار الحرب على مصادر المياه: رصدت سلطة المياه ومصلحة مياه الساحل وسلطة جودة البيئة تدمير قوات الاحتلال الاسرائيلي لشبكات الصرف الصحي والمياه خلال استهداف المباني والمنشآت والبنية التحتية, وهذا تسبب في تسرب مياه الصرف الصحي واخلاطها بمياه الشرب, مما ساهم في تلوث خزان المياه الجوفية, واهدار مصادر المياه لفترات طويلة لعدم تمكن الطواقم الفنية المتخصصة من اجراء الصيانة اللازمة لهم واستهدافهم مباشرة.

وتعرضت محطة معالجة مياه الصرف الصحي الخاصة بمدينة غزة للاستهداف المباشر والتي تسببت في فتحة كبيرة على اثرها خرجت مياه الصرف الصحي 1.2كم تسببت في تلوث الأراضي الزراعية المجاورة لها, ويشير تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصادرة في أغسطس 2009م, عن تلوث المياه الجوفية الفلسطينية بسبب تسرب مخلفات الحرب للمخزون الجوفي بعد الأمطار التي سقطت على القطاع, وأنه سوف يرفع نسبة التلوث بالنثرات في المياه مما سيؤثر سلبياً على حياة المواطن الفلسطيني وخاصة الأطفال الرضع.

5-2 التلوث بالمواد الإشعاعية: تطور القوات الاسرائيلية الاسلحة والذخائر باستخدام اليورانيوم المستنفذ عبر اجراء عشرات التجارب النووية في خليج العقبة, وضد المدنيين الفلسطينيين خلال جولات العدوان والتصعيد المستمر ضد الشعب الفلسطيني, وكما وتتأثر الدول العربية المجاورة لدولة الاحتلال الاسرائيلي من التجارب النووية, وتساهم مادة اليورانيوم بقوة الاحتراق الهائلة للمباني والانشاءات وأشارت التقارير الصادرة من مؤسسات دولية كمنظمة International Action Center الأمريكية وهبته Laka Foundation الهولندية عن استخدام القوات الاسرائيلية القذائف التي تحتوى على يورانيوم مستنفذ ضد المدنيين الفلسطينيين في خلال العدوان على غزة 2008-2009م, مما تسبب في مئات العشرات من القتلى واصابة آلاف بإصابات بالغة أدت لتهتك أجزاء كبيرة من جسم المصاب.([35])

ويشر الدكتور فوزي حماد رئيس هيئة الطاقة المصرية الأسبق والدكتور طارق النمر أن هذه الذخائر التي استخدم بها اليورانيوم المستنفذ تتميز بنسبة عالية من الاشعاعات السامة التي تصيب الضرر البالغ في جسم المصاب وتسبب في أمراض السرطان بأنواعها المختلفة, وتشوهات خلقية للأـجنة والأطفال وأمراض مزمنة, وكما تتميز بسهولة وصول الاشعة السامة للمياه والبيئة الزراعية والحيوانية, وأكدت المنظمة الأمريكية السالفة الذكر في تقريرها أن اسرائيل قصفت المباني السكنية والمنشآت الحيوية العامة بقذائف تحتوى على مواد المعدن الثقيل ومن أهمها مادة اليورانيوم المستنفذ.

5-3 التلوث الضوضائي: ترافق فترات التصعيد والعدوان على قطاع غزة مستوى عالي من التلوث بالضوضاء على مدار 22 يوم في حرب 2008-2009م, وثماني أيام بحرب 2012م, وواحد وخمسون يوم في حرب 2014م, ناتج عن أصوات الانفجارات والقصف من الطائرات الحربية والبوارج والسفن العسكرية والدبابات والمدفعية التي أطلقت على السكان المدنيين في قطاع غزة, وللضوضاء آثار بالغة على صحة الإنسان والتسبب في الخوف والفزع لدى الاطفال والشيوخ, ولكن لم تتوفر بيانات دقيقة لقياسات التلوث الضوضائي لعدم تمكن العاملين في سلطة جودة البيئة من التحرك خلال الحرب على غزة واستهدافهم من الآلة العسكرية الاسرائيلية,([36]) وتشير الدراسات التي أجرتها برنامج غزة للصحة النفسية أن 90% من أطفال القطاع تعرضوا لسماع أعلى مستويات الضوضاء بسبب القصف الاسرائيلي واختراق الطيران لحاجز الصوت مما تسبب في آثار نفسية خطير عليهم.([37])

5-4 تلوث الأراضي والتربة: استهدفت آلة الحرب الإسرائيلية الأراضي الزراعي بشكل مباشر أثناء القيام بالمهام العسكرية ضد الشعب الفلسطيني, وقد تأثرت الأراضي الزراعية بكافة أنواع المقذوفات والذخائر التي تخترق طبقات التربة وتتسبب في حفر عميق مما أدى إلى تلوث التربة بمخلفات الأسلحة الفتاكة, كما وقامت القوات الاسرائيلية بتجريف وقلب الأراضي الزراعية في المناطق القريبة من الشريط الحدودي مع أراضي 1948م, فقد اعتمد الاحتلال على سياسة الأرض المحروقة بحيث يدمر ويمسح كافة المنشآت والمباني والأراضي الزراعية في المناطق التي يتوغلها وخاصة الغطاء النباتي أو الحجري وتسبب قصف شبكات المياه العادمة ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي بتلويث الأراضي الزراعية.([38])

إن تجريف الغطاء النباتي والبساتين والمزارع والنباتات تساهم في تخريب التربة التي ينتج عنها ضعف الخصوبة وتعرية التربة بسبب الانجراف المائي والهوائي, إضافة إلى تغير التربة وتأثرها إثر مرور الدبابات والمجنزرات الاسرائيلية مما شكل تهديد واضح على التربة ويتسبب في التصحر لأرضي واسعة, بحيث انه ما يزيد عن 1 كم في مناطق جنوب قطاع غزة أصحبت كالصحراء نتيجة التجريف المستمر للأراضي وكذلك المناطق الشمالية لقطاع غزة ومناطق شمال وشرق وادي غزة.

5-5 تأثر التنوع الحيوي: تعتبر المخاطر التي يتعرض لها التنوع الحيوي في قطاع غزة فتاك ولكن إذا ما قورن بما يمارسه الاحتلال فإن موارد البيئة الفلسطينية مستنزفة وتتسبب في التدمير الهائل للنظم البيئية الفلسطينية, فجرفت الآليات الاسرائيلية العديد من المناطق الطبيعية والتي تتميز بوجود الأعشاب البرية كشقائق النعمان, فقد دمر الاحتلال ما يقارب 17% من إجمالي الأراضي الزراعية في القطاع خلال حرب 2008-2009م, وتم تجريب ما يقارب 411000 شجرة خلال نفس الحرب, وتأثرت المزروعات بالقنابل الفسفورية التي تسببت في حرق الغطاء النباتي.([39])

5-6 تأثر البيئة الحيوانية: يعاني قطاع غزة من الفقر في الثروة الحيوانية وذلك لعدة أسباب أهمها الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع وارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الاسرائيلي مما يتطلب عملية استيراد كافة مقومات الحياة من الجانب الاسرائيلي, فقد لعبت اسرائيل على وتر الاحتياج للثروة الحيوانية فقد تأثرت البيئية الحيوانية بالبيئة الزراعية التي جرفت, إضافة إلى هدم عشرات مزارع الدواجن والأبقار والأغنام والماعز, ونفوق كميات كبيرة من الحيوانات المنزلية وخاصة عند تجريف المنازل في المناطق الحدودية والتي تهتم بتربية المواشي, مما يضعف التنوع الحيواني سواء على الصعيد الحيوانات البرية أو الحيوانات المنزلية

6- تجميع إعادة تدوير الركام:

يتراكم مخلفات حربية كبيرة نتيجة استخدام الاسلحة الاسرائيلية المتقدمة والمتطورة والتي تتجاوز استخدام ستة قنابل نووية خلال حرب 2014م مما كون كمية كبيرة من الركام والنفايات الصلبة والخطرة, لذا هنا لابد من تحديد سياسة تجميع الركام وتدويره: ([40])

6-1 فحص تلوث الركام: الامكانيات المتاحة لدي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة ضعيفة جداً مما يؤخر عمليه الفحص للركام ويتسبب فيتلوث نسب كبيرة منه وانتقال التلوث للبيئة المحيطة بالأماكن المستهدفة, وعليه تحتاج المناطق التي استهدفتها الصواريخ الاسرائيلية لفحصها والتعرف على آثار استخدام الاسلحة على المنشآت ومدي وجود التلوث الاشعاعي في المناطق المحيطة ونزولها للمخزون الجوفي للمياه, وهذا يتطلب فحص التلوث الاشعاعي في ركام المبنى أو في التربة التي تلي الركام أو الهواء المحيط أو بقايا الأسلحة المستخدمة, وهنا يجب أن يكون فحص بالعين المجردة عن المخلفات الحربية والاسلحة التي لم تنفجر حتى لا تتسبب في ضحايا مدنية جديدة.

6-2 تجميع المخلفات والركام: يقوم الخبراء برفع التقارير اللازمة حول كل موقع مستهدف على حدى وفرز المناطق الملوثة والمواقع الغير ملوثة بحيث يتم الفصل بين الركام الملوث والغير ملوث, وهنا يتم التعامل مع كل نوع من الركام كالتالي:

6-2-1 الركام الملوث: يتم دفن جميع الركام الملوث بطرق علمية تساهم بمنع انتقال التلوث للبيئة المحية وهذا يتطلب إجراءات الوقاية والسلامة الشخصية لجميع العاملين, وعليه يوضع في المناطق التي سيدفن بها الركام الملوث طبقة من الجلد المقوى المانع لتسرب الاشعاعات ويدفن هذا الركام مع اغلاق المكان بالمطاط المقوى الذي يمنع تسرب المواد الخطرة إلى التربة السفلية والمخزون الجوفي للمياه, وعليه يمنع استخدام هذه الركام في أي عملية إعادة إعمار أو تدوير أو إنشاءات جديدة, أما المباني التي يتواجد بها كميات من الاسبستوس يتم التخلص من شظايا الاسبستوس بالدفن لاحتوائه على غازات سامة قد تتسبب في أمراض مسرطنة وخاصة الغازات الصادرة منه.

6-2-2 الركام الخالي من الملوثات: يجمع هذا الركام في مناطق مفتوحة بعد التخلص من النفايات الصلبة التي تكونت من الأثاث المنزلي للمباني بالطرق العلمية السليمة وباقي الركام وخاصة الخرسانة المسلحة يتم إخراج الحديد واعادة استخدامه في المنشآت مرة أخرى, وباقي ركام الخرسانة يتم إعادة طحنه إلى حبيبات صغيرة ويستخدم في أعمال تصنيع الطوب الخرساني, أو الخرسانة المسلحة المصنعة آلياً, أما المباني المستخدم بها الكرميد والاسبستوس بعد ازالته الاسقف والتخلص منها يتم إعادة طحن ركام المبنى وإعادة استخدامه في الانشاءات الجديدة مما يقلل نسبة التلوث الخرساني.

6-3 إعادة التدوير: بعد تجميع الكميات الكبيرة من أطنان مخلفات المباني يتم طحنها بأحجام مختلفة بحيث تستخدم في أعمال البينية التحتية للطرق والشوارع, مما يقلل من التكاليف الاقتصادية المرتفعة للمشاريع التنموية, وعليه يمكن تشجيع المواطنين على إعادة استخدام الركام في المباني الجديدة, مع توفير المعالجات المناسبة من كميات الإسمنت والمواد الكيميائية التي تساعد على تماسك الخرسانة المسلحة في المباني والمنشآت, وهنا يجب فرز الحديد المستخدم في المنشآت حسب الأقطار وتعديله لإعادة استخدامه.

6-4 تحديد المخاطر الأولية لمخلفات الكارثة:

بعد اجراء الفحوصات المخبرية اللازمة والفحوصات العينية للمناطق المستهدفة يتم فرزها حسب الخطوة وتحديد الأماكن الخطرة التي يشتبه فيها وجود مخلفات حربية لم تنفجر ومنع دخول المدنيين والغير مختصين من الخبراء للمكان لحين إزالة المخاطر والتخلص منها, ودفن المخلفات الحربية الطاردة للإشعاعات بعد عزلها بشكل جيد وإحكام اغلاقها بالمواد المطاطية والبلاستيكية لمنع تسرب الاشعاعات ورفع نسبة التلوث, فالتخلص المبكر من المخلفات يحد من انتشار التلوث الاشعاعي وتلوث التربة والمصادر الطبيعية.

إن تحديد المناطق الخطرة يسهل عملية الحد من التلوث والاصابات الناتجة من الكوارث الحربية بعد التعامل الغير سليم مع ركام المباني والمنشآت المستهدفة, ويقلل من المخاطر المتعلقة بالمواطنين والممتلكات الخاصة والمؤسسات العامة, وتصنيف المخاطر وتحديد درجة الخطورة لكل مبنى قائم تم استهدافه يسهل تهيئة الحركة وفتح الممرات والطرق المحيطة بالمواقع المستهدفة.

6-5 التخلص من النفايات الخطرة والمخلفات الحربية: بعد انتهاء الكارثة الحربية مباشرة يباشر جهاز هندسة المتفجرات وبالتنسيق والتعاون المشترك مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر وخبراء مؤسسة (UNMAS) المتخصصة بالتعامل مع الأجسام المشبوهة والمتفجرات, والبدء بفحص الأماكن المستهدفة وإغلاق المناطق المتواجد بها الأسلحة الغير منفجرة, وحصر الأماكن وإغلاقها ومنع التجمهر وتواجد المواطنين المدنيين في هذه الأماكن, وبعدها يتم التعامل مع هذه الأجسام المشبوهة ونقلها لمناطق بعيدة عن السكان والمربعات المدنية بعد التخلص من المحرضات وإفساد مفعولها, وابطال الكميات الكبيرة باستخدام الطرق العلمية المعروفة أو تفجرها عن بعد, أما المخلفات الخاصة بالأسلحة التي تفجرت فيتم التخلص منها عبر وضعها في صناديق محكمة الاغلاق ومانعة للترسب الاشعاعي ودفنها في مناطق بعيدة عن المدنيين وبعيدة عن المصادر الطبيعية وخاصة مصادر المياه والوديان والبيئة البحرية.

6-6 فحص المناطق الخطرة ومدى تأثيراتها الاشعاعية: بعد التخلص من كافة النفايات والركام يتم فحص التربية المحيطة بالأماكن المستهدفة والمناطق الزراعية والحقول والتعرف على نسبة الاشعاعات الصادرة من المكان, وهنا يجب أن يتم تحديد التأثيرات السلبية للإشعاعات ومدى تأثيرها على البيئة المحيطة, هذه الفحوصات تحدد من خلالها المناطق التي يجب أن تبقى خالية من المدنيين والسكان خوفاً من تأثرهم بالمواد الخطرة المشعة, والتخلص من المزروعات التي تأثرت من الاشعاعات في محيط الاستهداف للأراضي الزراعية, وهذه المزروعات يجب إزالتها من هذه المناطق ومعالجة الاشعاعات ومنع وصولها للتربة والمخزون الجوفي للمياه.

7- خلاصة:

تستخلص الدراسة البحثية إلى الاهتمام في تحديد المعايير المناسبة للتعامل مع المخلفات الحربية وتشريع القوانين المناسبة للتصدي للمخلفات الحربية والتخلص منها وفق الطرق العلمية المناسبة وتقليل الضرر البيئي الناتج عنها بما لا يرفع معدلات المخاطر المحيطة بالإنسان والطفل والمكونات الرئيسية للبيئة والمصادر الطبيعية, حيث من الملاحظ أن اسرائيل تتفن في كيفية استنزاف المقدرات البيئية للشعب الفلسطيني عبر الاستهداف المباشر لها أو الاستهداف الغير مباشر ورفع معدلات التدهور البيئي باستخدام الأسلحة الغير تقليدية.

ان نواتج المخلفات الحربية وخاصة في حرب تموز 2014م التي قدرت كمية الاسلحة التي استخدمت خلال العدوان 7 أضعاف الحربين السابقتين, وكمية الركام الناتج عن الحرب يفوق أربعة أضعاف كمية الركام التي نتجت حسب ما ورد في تقارير الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي, إضافة إلى مخلفات النفيات الخطرة الناتجة من الاستخدام المنزلي التي بلغت 70 ألف طن خلال حرب يوليو 2014م أي ما يعادل سبع أضعاف حربي ديسمبر2008م, وحرب نوفمبر 2012 وعدم تمكن طواقم البلديات من نقل هذه النفايات للمكبات الخاصة بها مما يزيد من حجم النفايات الصلبة وانتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة.

من خلال ما نوقش في الدراسة يتبين حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت السكنية في حرب تموز 2014م تفوق الخسائر في المباني والمنشآت في الحربين السابقين حيث أنه هناك أحياء كاملة قد أزيلت في منطقة بيت حانون والشجاعية والزنة شرق خانيونس, وتراكمت كميات هائلة من المخلفات الحربية وركام المباني, إضافة أن حرب تموز 2014م تميزت باستهداف الأبراج السكنية والمنشآت الصناعية والاقتصادية والدينية والتعليمية مما يرفع حجم الدمار للمنشآت.

ويرى الباحث أن السلطات الإسرائيلية تساهم في تدمير البيئة الفلسطينية واستنزاف الموارد الطبيعية مما يقلل فرص التنمية المستدامة وتوفير السكن الملائم والحق في الحياه للمواطن الفلسطيني عبر الانتهاك الكبير الذي تمارسه سلطات الاحتلال بهدم المباني السكنية, مما ينعكس سلبياً على الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع الاحتياج للوحدات السكنية في ظل تعطل عجلة التنمية العمراني بفعل الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع وهنا يتطلب تشكيل لجنة وطنية لحل الاشكاليات العالقة بين حماس وحكومة التوافق الفلسطيني لتعجيل علجة الاعمار, تحقيق تنمية شاملة تلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني الذي قدم ومازال يقدم نتيجة الاحتلال الصهيوني الغاشم.

8- التوصيات:

يوصي الباحث بالتالي:

أولاً: ضرورة إلزام السلطات الاسرائيلية بالقوانين الدولية والحد من استهداف المنشآت المدنية وفق اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الانساني الذي ينص على منع ضرب المنشآت ذات الطبيعة المدنية ومنع استهداف المؤسسات المدنية العامة وإتاحة الفرصة لطواقم الدفاع المدني وطواقم الإسعاف والطوارئ لنقل الجرحى من أماكن النزاع وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم, وخاصة وأن غزة تقع تحت مسئولية الاحتلال الاسرائيلي وفق المعايير الدولية.

ثانياً: على الجهات الحكومية المتخصصة بدراسة الآثار البيئية المترتبة على استخدام الأسلحة الغير تقليدية في المباني السكنية وخاصة المنشآت التي المتضررة جزئية خوفاً من وجود بقايا أسلحة ذات خلفية إشعاعية مما يرفع مستوى خطر اصابة السكان بالسرطان.

ثالثاً: ضرورة تقسيم مخلفات الركام إلى قسمين وهما الركام الملوث ببقايا الأسلحة الحربية والذي يحتاج لطريقة معالجة مختلفة عن الركام الخالي من مخلفات وبقايا الأسلحة ويصلح إعادة تدويره.

رابعاً: على المؤسسات العاملة في المجال البيئي الإسراع في إلزام السلطات الاسرائيلية بتوفير أجهزة مخبرية لفحص التلوث الاشعاعي والتلوث بمخلفات المعادن الثقيلة التي تساهم في ارتفاع خطر الاصابة بالسرطان.

خامساً: على المواطنين عدم الاقتراب من المباني السكنية المهدومة بفعل الغارات الاسرائيلية إلا بعد الحصول على إن بالدخول لها من قبل سلطة البيئية والدفاع المدني والإدارة العامة لهندسة المتفجرات خوفاً من الأجسام المشبوهة المحتمل تواجدها بين ركام المباني.

سادساً: على السلطات القائمة الاسراع في تجهيز أماكن عازلة بالجلد المطاطي المانع لتسرب الإشعاعات للمخزون الجوفي للمياه والتربة وذلك لدفن المخلفات والركام الملوث بالإشعاعات, أو المعدن الثقيل في الفترات الزمنية الأولي من انتهاء الكارثة الحربية.

سابعاً: تجميع ركام المباني الخالية من أي ملوثات أو اشعاعات ورفعها من الأماكن السكنية والمناطق الريفية والزراعية حتى لا تتسبب في تدهور البيئية الزراعية والحيوانية وتساهم في تقويض الاقتصاد الفلسطيني.

ثامناً: يجري إعادة تدوير الركام واستخدامه في المباني الجديدة وفق المواصفات والمقاييس المنصوص عليها في اللوائح والنظم والقوانين الفلسطينية وحسب النسب التي تحددها الجهات الهندسية المختصمة بما يعزز قوة ومتانة المباني الحديثة التي سيتم إنشاؤها.

تاسعاً: إزالة كافة المخلفات الحربية والركام الذي له تأثيرات سلبية على البيئة والمصادر الطبيعية والإضرار في المخزون الجوفي للمياه, والتخلص من النفايات المنزلية التي تكونت خلال فترة الحرب عبر فرزها وإعادة تدويرها قدر الاستطاعة مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني المقاوم.

عاشراً: إلزام السلطات الاسرائيلية بالمشاركة المادية وتحمل المسئولية الاخلاقية والقانونية في إعادة إعمار ما دمرته القوات الاسرائيلي خلال الحروب وذلك لمنع تكرار الهجمات الشرسة ضد المنشآت المدنية وتحمله مسئوليته نتيجة وقوع غزة تحت الاحتلال وفق الاتفاقيات الدولية, إن عملية الاعمار المبنية على أساس أن تساهم الدول المانحة ترميم ما دمره الاحتلال يعطي اسرائيل فرصة أخرى لتدمير مزيد من المباني والمنشآت الفلسطينية الحيوية في الجولات التصعيدية القادمة مما ينذر برفع الاحتياج للوحدات السكنية.

الحادي عشر: ضرورة الإسراع في تشكيل لجنة وطنية من مهنين ومختصين وأكاديميين بالتنسيق والتعاون المثمر مع المؤسسات الدولية المانحة والعاملة في قطاع غزة والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وممثلين عن الجهات الحكومية الرسمية في قطاع غزة لتعجيل الاعمار, وسرعة توفير المسكن المناسب للمواطن الفلسطيني لأن سياسة توفير المساكن البديلة للمهدومة بيوتهم تزيد من معاناة المواطن وتضر بالاقتصاد الوطني وترفع من مستوى الانفاق الغير ملح في مكانه.

الثاني عشر: تحيد جميع المؤسسات الحكومية والعامة والمنشآت السكنية عن الاستخدام للأغراض عسكرية وفق القوانين الدولية, مع توفير التغطية الإعلامية المناسبة لتحديد آثار استهداف المنشآت المدنية والسكنية على المقدرات البيئة والخطط التنموية, لملاحقة اسرائيلي قانونياً.

صور توضح حجم المخلفات التي تتنتج عن الاستخدام المفرط في الاسلحة الاسرائيلية خلال الحروب على غزة([41])
شكل (1-2) قصف مدارس الأونروا بقذائف الفسفور الأبيض شكل(1-3)الطفل لؤي الذي خطف بصره بقنابل الفوسفور الاسرائيلية
شكل (1-4) يوضح القنابل العنقودية من نوع الدايم وحجم الشظايا المتطايرة
شكل (1-5) يوضح أثار القنابل الفراغية على المنشآت شكل (1-6) يوضح أثار الأسلحة المستخدم بها اليورانيوم المستنفذ

المراجع:

القران الكريم, سورة يوسف, الآية 56.
القران الكريم, سورة الحج, الآية 39, 40, 41.
الأمم المتحدة, مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية، استوكهولم عام 1972م, التقرير الختامي, مكتب المدير التنفيذي.
أبو الخير, السيد مصطفى أحمد, مستقبل الحروب, الشركات العسكرية والأمنية الخاصة, الطبعة الأولى, 2008م.
ابا الخيل، قواس (عبدالرحمن المهنا ومحي الدين محمود): النظم البيئية والانسان/ المملكة العربية السعودية، ط1 2005م.
الحفيظ, عماد, البيئة حمايتها.. تلوثها.. مخاطرها, الطبعة الأولى, دار صفاء للنشر والتوزيع, عمان, الأردن, 2005م.
الزين, بسام, دور السلطة الوطنية الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات في حماية البيئة الفلسطينية, مؤتمر ابو عمار ذاكرة وتاريخ, جامعة الأزهر, فلسطين, قطاع غزة, 2011م.
السلطة الوطنية الفلسطينية, وزارة الداخلية, الشرطة الفلسطينية, الادارة العامة لهندسة المتفجرات, تقرير حول الذخائر المستخدمة في حرب الفرقان2008-2009م, غزة, فلسطين, أبريل 2009م.
السلطة الوطنية الفلسطينية, وزارة الصحة الفلسطينية, الإدارة العامة لدائرة التعاون الدولي بوزارة الصحة في غزة, آثار عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة بحرب الفرقان, أغسطس 2009م.
السلطة الوطنية الفلسطينية, سلطة الطاقة والموارد الطبيعية, دائرة الطاقة النووية والوقاية الاشعاعية, تقرير للمسح الإشعاعي الاستكشافي لبعض المواقع العسكرية التي تعرضت للقصف أثناء الحرب 2008-2009م, غزة, فلسطين, مايو 2009م.
السلطة الوطنية الفلسطينية, سلطة جودة البيئة, اللجنة الوطنية لتقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة, تقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة 27/12/2008- 18/1/2009م, غزة, فلسطين, ديسمبر 2009م.
الصوراني, غازي, ورقة عمل بعنوان: عملية إعمار قطاع غزة… شرعنة الاحتلال أم إعمار عرض وتحليل وملاحظات نقدية, مقدمة لندوة الحوار المفتوح المنعقد في مطعم لاتيرنا- غزة, 27/10/2014م.
المنسي, يوسف, ورقة عمل بعنوان: إعمار قطاع غزة باستخدام الوحدة السكنية, النواة, مؤتمر رؤية تنموية لمواجهة آثار الحرب والحصار على قطاع غزة, كلية التجارة, الجامعة الإسلامية- غزة, 23-24/5/2010م.
المملكة الأردنية الهاشمة, المديرية العامة للدفاع المدني, إدارة الكوارث, البيئة والإنسان, 2005م.
الهيتي، سهير/ابراهيم, حاجم: المسئولية الدولية عن الضرر البيئي, دمشق, سوريا, ط1، 2008م.
برنامج غزة للصحة النفسية, تقرير آثار الحرب على الأطفال في غزة خلال الحرب السابقة 2008-2009م,
دراسة يجريها الباحث/ م. محمد محمد المغير بعنوان: خطة الحماية البيئة في قطاع غزة لنيل درجة الدكتوراه في هندسة التخطيط العمراني.
سلامة, أحمد, قانون حماية البيئة الإسلامي مقارناً بالقوانين الوضعية, الطبعة الأولى 1416هـ 1996م.
صالح, فؤاد/ أبو قرين, مصطفى, تلوث البيئة: أسبابه, أخطاره, مكافحته, الهيئة القومية للبحث العلمي, دار الكتب الوطنية, بنغازي, ليبيا, الطبعة الاولى, 1992م.
عابد, عبد القادر/ سفاريني, غازي, أساسيات علم البيئة, قسم الجيولوجيا بالجامعة الاردنية, دار وائل للطباعة والنشر, الطبعة الثانية, 2004م.
قناة الجزيرة الفضائية, برنامج بلا حدود, عنوان الحلقة: طبيعة الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في الحرب على غزة, مقابلة مع خبير الأسلحة البريطاني داي وليامز, بتاريخ 21/1/2009م.
قناة الجزيرة الفضائية, برنامج بلا حدود, مقابلة مع كريس باسبي, الأمين العام للجنة الأوروبية لمخاطر الإشعاع, 29/7/2009م.
لسان العرب لابن منظور ح1 ص(382) ط3 القاهرة.
مقابلة مع د. محمد المصري, سلطة البيئة مدير الإدارة العامة للسياسات والتخطيط البيئي, الثلاثاء 17/3/2015 الساعة 1:00م.
موسوعة البيئة, النظم البيئية, قسم الكارثة البيئية, الموقع الالكتروني, (http://www.bee2ah.com )
وزارة التخطيط الوطني الفلسطيني, المخطط الإقليمي للمحافظات الجنوبية للأعوام 2005- 2015م.
وزارة الأشغال العامة, إدارة ملف الأنقاض الناتجة عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة 2008-2009م, فلسطين, غزة, أبريل2009م.
وكالة وطن للأنباء, الموقع الالكتروني (http://www.wattan.tv/ar/news/79862.html ) تاريخ الدخول 20/5/2015 الساعة 10:00 صباحاً.
ياسين, ماجد, محاضرة علمية بعنوان: الاسلحة الكيميائية, الجامعة الإسلامية, كلية الطب, غزة, فلسطين, ديسمبر 2013م.

([1]) لسان العرب لابن منظور ح1 ص(382) ط3 القاهرة.

([2]) القران الكريم, سورة يوسف, الآية 56.

([3]) سلامة, أحمد, قانون حماية البيئة الإسلامي مقارناً بالقوانين الوضعية, الطبعة الأولى 1416هـ 1996م, صـ 23.

([4]) الأمم المتحدة, مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية، ستوكهولم عام 1972م, التقرير الختامي, مكتب المدير التنفيذي.

([5]) عابد, عبد القادر/ سفاريني, غازي, أساسيات علم البيئة, قسم الجيولوجيا بالجامعة الاردنية, دار وائل للطباعة والنشر, الطبعة الثانية, 2004م, صـ 7-8.

([6]) صالح, فؤاد/ أبو قرين, مصطفى, تلوث البيئة: أسبابه, أخطاره, مكافحته, الهيئة القومية للبحث العلمي, دار الكتب الوطنية, بنغازي, ليبيا, الطبعة الاولى, 1992م, صـ 12-14.

([7]) الهيتي، سهير/ابراهيم, حاجم: المسئولية الدولية عن الضرر البيئي, دمشق, سوريا, ط1، 2008، ص13.

([8]) المرجع السابق.

([9]) ابا الخيل، قواس (عبدالرحمن المهنا ومحي الدين محمود): النظم البيئية والإنسان/ المملكة العربية السعودية، ط1 2005 ص51.

([10]) المملكة الأردنية الهاشمة, المديرية العامة للدفاع المدني, إدارة الكوارث, البيئة والإنسان, 2005م, صـ 4-5.

([11]) المرجع السابق.

([12]) الحفيظ, عماد, البيئة حمايتها.. تلوثها.. مخاطرها, الطبعة الأولى, دار صفاء للنشر والتوزيع, عمان, الأردن, 2005, صـ 18-19.

([13]) موسوعة البيئة, النظم البيئية, قسم الكارثة البيئية, الموقع الالكتروني, (http://www.bee2ah.com)

([14]) أبو الخير, السيد مصطفى أحمد, مستقبل الحروب, الشركات العسكرية والأمنية الخاصة, الطبعة الأولى, 2008م..

([15]) أبو الخير مرجع سابق.

([16]) المرجع السابق.

([17]) سورة الحج, الآية 39, 40, 41.

([18]) وزارة التخطيط الوطني الفلسطيني, المخطط الإقليمي للمحافظات الجنوبية للأعوام 2005- 2015م.

([19]) وزارة التخطيط الوطني الفلسطيني, المخطط الإقليمي للمحافظات الجنوبية للأعوام 2005- 2015م.

([20]) المنسي, يوسف, ورقة عمل بعنوان: إعمار قطاع غزة باستخدام الوحدة السكنية, النواة, مؤتمر رؤية تنموية لمواجهة آثار الحرب والحصار على قطاع غزة, كلية التجارة, الجامعة الإسلامية- غزة, 23-24/5/2010م.

([21]) وكالة وطن للأنباء, الموقع الالكتروني (http://www.wattan.tv/ar/news/79862.html) تاريخ الدخول 20/5/2015 الساعة 10:00 صباحاً.

([22]) الصوراني, غازي, ورقة عمل بعنوان: عملية إعمار قطاع غزة… شرعنة الاحتلال أم إعمار عرض وتحليل وملاحظات نقذية, مقدمة لندوة الحوار المفتوح المنعقد في مطعم لاتيرنا- غزة, 27/10/2014م, ص 1-3.

([23]) السلطة الوطنية الفلسطينية, سلطة جودة البيئة, اللجنة الوطنية لتقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة, تقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة 27/12/2008- 18/1/2009م, غزة, فلسطين, ديسمبر 2009م.

([24]) تقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة 27/12/2008- 18/1/2009م,, مرجع سابق.

([25]) قناة الجزيرة الفضائية, برنامج بلا حدود, عنوان الحلقة: طبيعة الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في الحرب على غزة, مقابلة مع خبير الأسلحة البريطاني داي وليامز, بتاريخ 21/1/2009م.

([26]) السلطة الوطنية الفلسطينية, سلطة الطاقة والموارد الطبيعية, دائرة الطاقة النووية والوقاية الاشعاعية, تقرير للمسح الإشعاعي الاستكشافي لبعض المواقع العسكرية التي تعرضت للقصف أثناء الحرب 2008-2009م, غزة, فلسطين, مايو 2009م.

([27]) قناة الجزيرة الفضائية, برنامج بلا حدود, مقابلة مع كريس باسبي, الأمين العام للجنة الأوروبية لمخاطر الإشعاع, 29/7/2009م.

([28]) السلطة الوطنية الفلسطينية, وزارة الداخلية, الشرطة الفلسطينية, الادارة العامة لهندسة المتفجرات, تقرير حول الذخائر المستخدمة في حرب الفرقان2008-2009م, غزة, فلسطين, أبريل 2009م.

([29]) تقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة 27/12/2008- 18/1/2009م,, مرجع سابق.

([30]) السلطة الوطنية الفلسطينية, وزارة الصحة الفلسطينية, الإدارة العامة لدائرة التعاون الدولي بوزارة الصحة في غزة, آثار عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة بحرب الفرقان, أغسطس 2009م.

([31]) وزارة الأشغال العامة’ إدارة ملف الأنقاض الناتجة عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة 2008-2009م, فلسطين, غزة, أبريل2009م.

([32]) تقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة 27/12/2008- 18/1/2009م,, مرجع سابق.

([33]) تقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة 27/12/2008- 18/1/2009م,, مرجع سابق.

([34]) تقييم الأثر البيئي للعدوان على غزة 27/12/2008- 18/1/2009م,, مرجع سابق.

([35]) الزين, بسام, دور السلطة الوطنية الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات في حماية البيئة الفلسطينية, مؤتمر ابو عمار ذاكرة وتاريخ, جامعة الأزهر, فلسطين, قطاع غزة, 2011م.

([36]) مقابلة مع د. محمد المصري, سلطة البيئة مدير الإدارة العامة للسياسات والتخطيط البيئي, الثلاثاء 17/3/2015 الساعة 1:00م.

([37]) برنامج غزة للصحة النفسية, تقرير آثار الحرب على الأطفال في غزة خلال الحرب السابقة 2008-2009م,

([38]) الأثر البيئي للعدوان على غزة 2008-2009م, مرجع السابق.

([39]) الأثر البيئي للعدوان على غزة 2008-2009م, مرجع السابق.

([40]) دراسة يجريها الباحث/ م. محمد محمد المغير بعنوان خطة الحماية البيئة في قطاع غزة لنيل درجة الدكتوراه في هندسة التخطيط العمراني.

([41]) ياسين, ماجد, محاضرة علمية بعنوان: الاسلحة الكيميائية, الجامعة الإسلامية, كلية الطب, غزة, فلسطين, ديسمبر 2013م.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت