اقحام القوة في الصعيد الدولي

يتوقف منطق الازمة على التدخل المتنامي لظواهر القوة او حتى العنف المبنيان على الاكراه السيكولوجي ويبلغ هذا التدخل ذروته في الميدان الدولي عندما ياخذ الفاعلون مجازفة الحرب السافرة في الحسبان حتى وان لم تتجه نواياهم الى القيام بها بانفسهم.
مفهوما الازمة و الحرب يتكاملان بصفتهما افراز للنزاع فان الحرب تبرز عادة العجز عن تقديم تسوية دبلوماسية لها حتى وان تركت مجالا لسبل المفاوضة

فاذا كان الكثير من الازمات يوصل الى مواجهات محدودة فانه يشكل اسلوبا لمعالجة المخاطر تحت مراقبة الدول التي لا تنوي ترك الحدث يجرفها ولا تتحمل بالتالي الا مسؤوليات محدودة قطاعبة وقابلة للقياس و التقدير.

ان الحرب المحدودة تدع سبل الدبلوماسية مفتوحة وعلانية باعتبارها محاولة تجريبية للاستراتيجيات و للمعدات الحربية او الإيديولوجية وكملجأ للذي لم يتوقع المواجهة او لم يعد رده جيدا او كبحث عن الاستفزاز و التضليل ولا تبقى بهذه الصفة الا بهذا الشرط الذي يجعل منها المحرك الحقيقي للمساومات وهكذا فان النزاعات الاستعمارية التي ادت الى التعارض بين انجلترا ودول اخرى ادت الى الحد التدريجي للمناطق التي خضعت لسيادتها ونفوذها في العالم من غير ان يوصل هذا الامر دائما الى حرب حقيقية .

ولذلك يستحسن المحافظة اطول فترة ممكنة على هامش مناورة يسمح بتاجيل مواجهة او وضع غير قابل للاصلاح اثناء حالة ضعف مع استغلال نقاط ضعف الخصوم ومحاولة تحميلهم ثقل الازمة واوزارها وذلك ما دام الانتصار غير محتمل ويجب اغتنام كل الفرص لتفادي المواجهة المباشرة من خلال العمل عبر واسطة تسخر لهذا الغرض.
كما ان استعمال القوة لا يجب ان تقيده تعهدات دبلوماسية غير مجدية او معدة سلفا