أثر مكان ميلاد الأب على هوية الابن في الاردن

أ/ حازم حجازي

أحييكم جميعاً بتحية الإسلام الخالدة؛ فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:

إن من الواجب عليّ كدارس لتخصص القانون ومن باب الأمانة العلميّة وكمُطّلع على دستور الدولة وقوانينها وكون الأردنّ الدولة العربية الأولى في مجال الحقوق والحريات ودستورنا الدستور الأفضل بلا منازع وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل قادتنا الهاشميين أن أطرح أحد المواضيع الهامّة والتي أراها بشكل يوميّ والتي تَمَسُّ شريحة كبيرة من أبناء الشعب الأردني..

ألا وهي مسألة مكان ميلاد الأب والأم وموضوع المتابعة والتفتيش..

لقد زُرت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية والجهات الأمنية.. وشاهدت بأُمِّ عيني مايحدث في هذه الجهات من بعض التجاوزات على نصوص الدستور والقوانين والمعاهدات الموجودة..

فأرى الكثير من موظفي استقبال المعاملات خاصة في دوائر الأحوال المدنية والجوازت في مختلف أرجاء المملكة يحاولون استفزاز المراجع بالتشكيك في أصله وأردنيته من عدمها علماً بأنه يحمل هوية الأحوال الأردنية الصادرة من دائرة الأحوال المدنية والجوازات والتي كتب عليها المملكة الأردنية الهاشمية وصدرت بموجت أحكام الدستور وهي حق لكل مواطن أردني..

فكنت أرى بعض الموظفين يقول للمراجعين.. (( إنت أصلك كذا )).. (( إنت مو أردني )).. (( مكان ميلاد أبوك كذا )).. علماً بأن الكثير من المراجعين من أبناء العشائر الأردنية أصلاً.. ولكن والده وُلد على أرض الضفة الغربية أثناء خدمته في الجيش العربي في الجبهة الغربية أو أثناء السفر وكلنا نعرف الظروف فيما مضى التي مرّ بها أبناء شعبنا..

فما ذنب شخص من أبناء البوادي أو العشائر قد وُلد والده على أرض الضفة الغربية حتى لا يتم تسجيله في الأجهزة الأمنية أو حتى يتم تحويله للمتابعة والتفتيش علماً أنه لا يعرف فلسطين إلا بالاسم وحتى لا يستطيع الذهاب إليها ولا يعرف أحداً فيها..

وهذا الأمر أساساً من شأنه إثارة النعرات الطائفية والعنصرية المنبوذة التي تؤدّي للحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، فهذا ماعلّمنا إيّاه جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ثم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأعز ملكه..

فجميعنا دون استثناء وكأبناء بادية أو عشائر أردنية قدمنا الكثير الكثير من الشهداء في أرض فلسطين ومازلنا نبذل ما بوسعنا حتى تعود أرضاً عربية حرة ونحررها من الاحتلال المغتصب..

وكذلك أرى في نماذج تقديم الطلبات للجهات الأمنية.. مكان ميلاد الأب وبعضها مكان ميلاد الأم أيضاً.. وفي الكثير من الأحيان لا يتم قبول الشخص لغايات أن والده وُلِد حسب سجلات الكمبيوتر في الضفة الغربية.. وحتى ولو كان أحد أبناء العشائر وحتى ولو كان والده قد خدم القوات المسلحة أو الأمن العام بكافة فئاته أو المخابرات العامة سابقاً..

المشكلة العظمى أنني أرى هذه الأمور من الموظفين (( الصغار )) وليست من المسؤولين (( الكبار )).. فلا يوجد أي تفرقة عند المسؤولين..

ما أريد الحديث عنه هنا وإيصاله بالدرجة الأولى إلى المسؤولين وإلى كل من يهمه الأمر.. أمر قد نَسِيَهُ أو تجاهله الكثير.. ألا وهو موضوع وحدة الضفتين..

ففي الرابع والعشرين من شهر نيسان لعام 1950 م تم إعلان وحدة الضفتين الشرقية والغربية تحت مُسمى المملكة الأردنية الهاشمية على عهد دولة رئيس الوزراء سعد المفتي.. في عهد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه..

ومنذ ذلك التاريخ تمّ انتخاب مجلس النواب الذي ضم نواباً مثّلوا الضفة الشرقية ونواباً آخرين مثّلوا الضفة الغربية وحتى مجلس الأعيان فقد ضم أعضاء الضفتين..

منذ صدور قرار وحدة الضفتين كانت جميع أراضي الضفة الغربية دون استثناء تابعة لحكم جلالة الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه وتحت مسمى المملكة الأردنية الهاشمية..

السؤال المطروح: كيف يتم كتابة مكان الميلاد (( فلسطين )) في سجلات الأحوال المدنية والجوازات لمن وُلد من بعد قرار وحدة الضفتين وحتى قرار جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين الباني طيب الله ثراه القاضي بفك الارتباط عام 1988 م؟؟

فمن البديهي آنذاك كون الأراضي كانت أردنية وتحت مسمى المملكة الأردنية الهاشمية أن تكون مُدُن الضفة الغربية (( حالياً )) هي مُدُن أردنية ومن وُلد فيها فهو مولود في الأردن وليس في فلسطين حيث أنها كانت تحت حكم جلالة الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه..

فالذي يُسافر من عمّان إلى طولكرم أو إلى نابلس في الضفة الغربية وغيرها من أراضي الضفة الغربية كان تماماً كَمَن يُسافر من عمّان إلى معان أو من عمّان إلى إربد على سبيل المثال.. فهي مُدُن أردنية لا حاجة لجواز سفر للوصول إليها آنذاك..

فالمطلوب من دائرة الأحوال المدنية والجوازت وكل من يهمه الأمر أن يتم تعديل سجلات جميع الأشخاص مابين الفترة 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 وأن تكون أماكن ولادتهم على أساس أنهم وُلدوا في مُدُن أردنية..

والمطلوب أيضاً من الأحوال المدنية والجوازات عدم إرسال كل شخص وُلِد في أراضي الضفة الغربية في الفترة مابين 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 للمتابعة والتفتيش فالكثير منهم لم يسافر أصلاً منذ أن عاد للأردن والكثير منهم أيضاً يسافر إلى دُول عربية وعند رغبته في السفر يقوم باستصدار جواز سفر لِيُفاجأ برد موظف الأحوال (( راجع المتابعة )) علماً أنني أعتقد أنه يظهر للموظف إن كان هذا الشخص قد سافر إلى فلسطين أو إن كان يحمل بطاقات (( خضراء وصفراء )) لم أعرفها إلا بالاسم من خلال معاناة المواطنين أمامي..

والمطلوب من الجهات الأمنية المعنية عند استقبال طلبات التقدّم للأجهزة الأمنية إن كان والد الشخص المُتقَدِّم مولوداً في أي مدينة من مدن الضفة الغربية حالياً في الفترة مابين 24/4/1950 وحتى 31/8/1988 اعتباره مولوداً في المملكة الأردنية الهاشمية احتراماً للدستور الذي عُدِّل عام 1952 في عهد جلالة المغفور له بإذن الله الملك طلال ليتماشى مع قرار وحدة الضفتين الذي صدر عام 1950 م وكذلك احتراماً للمواثيق والقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء الأردني بموافقة جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله المؤسس..

أغدو متمنيا من جميع المسؤولين التعاون، شاكراً لهم مقدماً وأنا على ثقة ويقين بأن المسؤولين في أردننا الحبيب أردن أبي الحسين لا يرضون بهذا اللغط والخلط الحاصل لدى الدائرة بناء على سجلات قديمة تم إعدادُها سابقاً..

والله من وراء القصد،،،،،

عاش الأردن،، عاش الملك،،