فاعلية التربية على قيم حقوق الإنسان في المدرسة العربية

أستاذة فوزية طلحا، دكتوراه في الفلسفة والفكر الإسلامي، المملكة المغربية

ملخص
تؤدي المدرسة العربية عدة أدوار من أهمها التربية على القيم النبيلة كالقيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والإنسانية، ويمكن أن نمثل لهذه الأخيرة بالتربية على قيم حقوق الإنسان.

وعليه، تسعى هذه الدراسة للتنويه بإيجابيات التربية على القيم عموما، من خلال تحديد مفهومها، ووظائفها الراقية، وكذا محددات اكتسابها لدى المتعلم، هذا إلى جانب إبراز دور الأسرة والمدرسة في التربية على القيم النبيلة، ومن أهم ما ركزت عليه هذه الدراسة أيضا خصائص التربية على قيم حقوق الإنسان في المدرسة العربية، وكذا إيجابياتها، والصعوبات التي تواجه تدريسها.

Abstract:

The Arab school plays a number of roles, most importantly education on noble values such as ethical, religious, social and human values, and we can represent the latter by educating on the values of human rights.

This study seeks to highlight the positive aspects of education on values in general, by defining its concept, its high functions, as well as the determinants of its acquisition by the learner, in addition to highlighting the role of the family and the school in education on noble values. The main focus of this study is also the characteristics of education on the values of human rights in the Arab school, as well as the positives, and the difficulties facing the teaching.

تقديم
لقد اضطلعت المدرسة العربية منذ نشأتها بعدة أدوار، من أهمها ترسيخ القيم النبيلة والإيجابية، لأنها مركز للتربية والتعليم، فهي لا تكتفي بإكساب المعارف، بل تتعداها للتربية على القيم والمبادئ السامية، ولعل أرقاها التربية على قيم حقوق الإنسان، التي أصبحت مطلبا أساسيا في المنظومة التربوية الحديثة، لأن هذا النوع من التربية أصبح هدفا كونيا تطمح لتحقيقه كل شعوب العالم، لأنها تربية تستهدف تكوين الفرد تكوينا متكاملا، يأخذ بعين الاعتبار كل مكوناته العقلية والمعرفية، والسلوكية والوجدانية، ليدرك نظريا وعمليا حقوقه وحقوق الآخرين، ويعي بواجباته اتجاه هذه الحقوق، مما يساهم إيجابا في إنشاء مواطن صالح، قادر على الاندماج بشكل إيجابي داخل مجتمعه.

وما دامت القيم هي أساس استمرار الوجود الإنساني، وأحد أسرار تطور المجتمعات واستقرارها، فقد أكدت عليها كل الديانات السماوية، وعلى رأسها الإسلام، كما ألحت على تثبيتها كل القوانين الوضعية، منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ودعا الفلاسفة والمفكرون والمبدعون عبر التاريخ لتحقيق القيم السامية والمبادئ النبيلة. غير أننا أصبحنا نعيش اليوم أزمة قيم، بسبب انتشار القيم الفاسدة، واضمحلال القيم النبيلة. وأمام هذا الوضع المزري أضحى من اللازم التشبع بالقيم الدينية والإنسانية التي تنظم الحياة وتضبط السلوكات. وتعد المدرسة أكبر مساعد على تحقيق هذا الهدف، باعتبارها مجتمعا مصغرا لناشئتنا، حيث يعمل المدرسون على تمرير القيم الدينية والإنسانية من خلال البرامج الدراسية لتحويلها إلى سلوكات ممارسة لدى المتعلمين. لهذا تسعى هذه الدراسة إلى التعريف بأهمية التربية على القيم عموما، وقيم حقوق الإنسان خصوصا، ومقاربة واقع هذه التربية في المدرسة العربية عموما وكذا المعيقات التي تحول دون نجاح هذا النوع من التربية داخلها.

1-إيجابيات التربية على القيم

ترتبط القيم بالتربية ارتباطا وثيقا، لأن العلاقة بينهما جدلية، وعضوية تستدعي “أن كل واحد منهما يدخل في تكوين الآخر، فلا يمكن أن تكون تربية بدون قيم، كما لا يمكن أن تكون هناك مبادئ وقيم بدون تربية، فالقيم هي موضوع التربية، وهي في الوقت نفسه، موضوع كل إنسان، لأن موضوع التربية هو الإنسان”([1]).

1-1مفهوم التربية

تعني التربية في مفهومها العام، الإعداد والتوجيه، لمواجهة الحياة، كما تعني تحصيل المعرفة وتوريث القيم، وتوجيه التفكير وتهذيب السلوك، وتكتسب معاني متنوعة بحسب تنوع المجالات والحقول الفكرية، فهي تعني:

عند علماء التربية المحدثين:
عملية الحياة ذاتها، وأسلوبها العفوي الطبيعي ( جان جاك روسو)
النمو المتزن لجميع قوى الفرد (سبتالوزي )
عند علماء الإسلام:
العمل على رعاية نمو الناشئ، وتوجيه استعداده ومواهبه ووظائفه النفسية حتى تصل إلى كمالها([2]).

1-2مفهوم القيم

التعريف اللغوي
القيم لغة مفردها قيمة، وهي اسم هيئة من: قام الشيء بكذا، يعني كان ثمنه المقابل له كذا، ويذكر ابن منظور، أن القيام يأتي بمعنى الثبات أو بمعنى الاستقامة، فيقال أقمت الشيء وقومته، فقام بمعنى استقام، والقيمة ثمن الشيء بالتقويم، فيقال كم قامت ناقتك ؟ أي كم بلغت ؟([3]) .

التعريف الاصطلاحي
يتعدد تعريف القيم اصطلاحا، بتعدد المرجعيات المحددة لها، وبتلون المجالات المنتمية لها، ونجد من التعريفات المتداولة، تعريف مشيغان Michigan : ” القيمة هي اعتقاد ثابت ومستمر لنمط خاص من التصرف، أو هي هدف الوجود فرديا كان أو جماعيا، لكنه مفضلا في كل الأحوال عن هدف آخر”([4]).

وهناك آراء مختلفة حول تعريف القيم مما يثير مشكلة تصنيف القيم، التي تختلف حولها الآراء، فهناك قيم جمالية، قيم أخلاقية، وقيم منطقية عقلية، وقيم اقتصادية سياسية، وقيم ثقافية، وقيم تربوية…وبالتالي نفهم لماذا تعددت تعاريف هذا المفهوم([5]) .

فبالرجوع إلى الاصطلاح التربوي، تعرف القيم بأنها مجموع المثل العليا المؤسسة على مبادئ وقوانين، بعضها وضعي، وبعضها ديني، وهي قيم متعارف عليها، ومشتركة بين مكونات المجتمع.([6])

أما في المعجم الفلسفي، فتعرف القيم بأنها( مقياس أو مستوى أو معيار، نستهدفه في سلوكنا ونسلم بأنه مرغوب فيه، أو مرغوب عنه، كما يرى أنها مقياس أو مستوى له ثبات أو استمرار لفترة زمنية، يؤثر في سلوك الفرد تأثيرا يتفاعل مع مؤثرات لتحديد السلوك في مجال معين ) .([7])

وجل التعاريف، تقر أن القيم تكاد تكون عبارة عن أحكام صادرة في حق أفعال وأشياء الوجود البشري، اعتمادا على عنصر التفضيل، وانطلاقا من المعايير السوسيوثقافية السائدة.([8])

نستنتج إذن أن القيم هي مجموعة من المعايير، التي تحكم الفكر السائد لدى الأفراد والمجموعات، كما تؤثر على السلوكات والممارسات، سواء الفردية، أو الاجتماعية، الأمر الذي يؤكد أن القيم تنتج عن التفاعل الدائم بين الفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه، من جهة، وبين المجتمعات في إطار تفاعلها مع بعضها البعض من جهة أخرى.

و تتميز القيم حسب الدكتور عبد الله الرشدان بالخصائص التالية:

-ليست من وضع شخص معين، بل حصيلة تجربة جماعية طويلة .
-ليست صفات مجردة، بل يتوصل إليها من خلال أنماط السلوك المعبر عنها .
-تعتبر معايير وضوابط للسلوك الإنساني.
-تنتقل من جيل إلى جيل، عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية .
-تتميز بالتغير والتطور، رغم بطئها .([9])

1-3 محددات اكتساب القيم لدى المتعلم وارتقاؤها

تتحكم في بناء القيم لدى المتعلم محددات منها:

1-3-1 المحددات الاجتماعية

و يمكن أن نقسمها إلى ثلاثة :

-الثقافة التي تحيط بالفرد، الذي يتأثر بأسلوب التنشئة والتوجيهات التي يتلقاها في ثقافته ومجتمعه وأسرته، فلكل ثقافة من الثقافات الإنسانية، نسق من القيم الخاصة بها، تحاول من خلال التنشئة الاجتماعية أن تغرسه في أفرادها .
-الأسرة والمدرسة لهما دور أساسي في اكتساب القيم لدى الفرد .
-المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والتعليمي الخاص بالأسرة، يؤثر بشكل نوعي على منظومة القيم لدى الأفراد.
1-3-2 المحددات السيكولوجية

ويظهر ذلك جليا في النظريات السيكولوجية مثل :

-نظريات التعلم التي تهتم بإبراز أهمية العوامل الخارجية في اكتساب القيم، مثل البيئة والمجتمع.
-النظرية المعرفية عند بياجي (piaget) التي تحدد دور الوعي والإدراك، في تشكيل القيم.
-نظرية التحليل النفسي عند فرويد (freud) والتي تؤكد دور الوالدين في تشكيل القيم لدى الأفراد .
ويمكن أن نضيف لما سبق، المحددات البيولوجية ( الحجم- الطول – الوزن )، التي تؤثر بشكل كبير في رسم بعض السمات الأساسية لشخصية الإنسان وقيمه([10]) .

وتتميز القيم بالترقي والتطور لدى الفرد، واكتسابها يعتبر عملية دينامية، ومتدرجة، إذ ترتقي من حالات بسيطة إلى حالات ووضعيات أكثر تركيبا وتعقيدا، من الخاص إلى العام، ومن المباشر إلى غير المباشر، ومن العيني إلى المجرد، فقد كشف الباحث (ودروف) عام 1952 الطابع التدرجي لتطور منظومة القيم لدى الفرد مشيرا إلى ( أن القيم التي تهيمن في السنوات الثلاثة الأولى، قيم مباشرة، عينية، وذلك بسبب القصور في العمليات العقلية العليا لدى الطفل، كالتعميم والتجريد، وتكون القيم في السنة الخامسة أكثر تجريدا، بسبب تطور تلك العمليات، وكلما ازداد الطفل عمرا، اتجهت قيمه نحو مزيد من التجريد وغدت غائية)([11]).

و قد نتج عن هذه الصفة التدرجية للقيم، اللجوء إلى نماذج تفسيرية، لارتقاء القيم في التربية والتعليم، وظهور صنافات تهتم بالتنظيم التراتبي للقيم، والاتجاهات المراد إكسابها للمتعلمين، حيث تصاغ تلك القيم من خلال أهداف وجدانية، ترتب ترتيبا متدرجا، يفترض أن يعكس مراحل التطور المعرفي، والنفسي والوجداني للمتعلم([12]) .

و من أبرز هذه النماذج التفسيرية:

-صنافة كراثوولkrthwool) ( ومساعديه 1969م.
-صنافة الخطوات السوسيو – وجدانية للويس دينو D’hainaut)1963) .
-صنافة دولانشير 1975.

انطلاقا مما سبق تتبين أهمية إدراك المدرس للمحددات المتحكمة في اكتساب القيم لدى المتعلم، وكذا كيفية ارتقائها لدى هذا الأخير، وذلك لاستثمارها في مجال التربية على قيم حقوق الإنسان، من خلال مراعاة التدرج في تبلغيها، والوعي بالمؤثرات الداخلية والخارجية المساهمة في نشوء القيم لدى المتعلم وتطورها .

1-4 وظائف التربية على القيم

تستهدف التربية على القيم غرسها في نفوس الناس، وهو أمر لا يقل أهمية عن المعارف التي يزودون بها، إذ تشكل القيم قوة دافعة، كما أنها تعد معايير يقيم على أساسها أي عمل أو سلوك، فضلا عن كونها إحدى الدعامات الأساسية المهمة، إن لم تكن هي الدعامة الأساس، التي تسهم في تكوين شخصية الفرد، كما أن لها أثر على المجتمع، فهي تعمل على توحيد أفراده وتماسكهم.

و تؤكد الأستاذة رقية أغيغة أن من وظائف التربية على القيم([13]) :

-تعديل السلوك، وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للأفراد .
-استقرار الحياة الاجتماعية، باعتبارها معيارا أساسا يوجه السلوك نحو هدف مشترك.
-تعد معايير لقياس العمل، وتمكن من التنبؤ بما سيكون عليه سلوك الفرد في مواقف مختلفة .
-تحقيق التناسق بين أجزاء الثقافة، وربط بعضها إلى بعض.
-تزود أعضاء المجتمع بمعنى الحياة، وبالهدف الذي يجمعهم من أجل البقاء.

و هكذا تكتسي القيم أهمية كبرى، في حياة الأفراد والجماعات، فلا يمكن تصور أي حياة فاعلة وسوية للفرد بدونها، إذ من خلالها يتم الإحساس بمعنى الحياة، وبفضلها يتمكن المجتمع من الانطلاق بهمة عالية، وبكل جدية لمزيد من العمل والإنتاج (و لكي يستطيع النظر إلى أهدافه ويحدد الأولويات، والطرق والأساليب الموصلة إليها، كان لابد من توفر القيم وثرائها لديه، ومتى غابت القيم، عاش الفرد والمجتمع، مغتربين عن ذاتهما، بعيدين عن مواطن السعادة والاستقرار، قريبين من أحوال القلق والاضطراب)([14]).

و يرى الأستاذ محمد عزيز الوكيلي، أن التربية على القيم مهمة للتربية المدرسية وتكمن أهميتها فيما يلي:

-أن القيم هي التي تمنح معنى للتربية والتكوين .
-أن التربية على القيم هي التي تكفل تحقيق التعايش، وتضمن استمراريته في الزمان والمكان .
و لكي يكون الفعل التربوي التكويني (المدرسة) ذا معنى، ينبغي إلا يكون معزولا عن محيطه، بمعنى أنه ينبغي باللزوم اجتناب إقامة أي تناقض بين القول والفعل، أو بين مفهوم القيم ومضامين الممارسة([15]).
2- قيم حقوق الإنسان بين التربية والتعليم

تشكل التربية على القيم بناءا على ما سبق (الوقود الضروري لحيوية ومردودية وفعالية المورد البشري، داخل الوطن الذي ينتمي إليه) ([16])، وتعتبر المدرسة المؤسسة المرجعية للتربية على القيم عموما وقيم حقوق الإنسان خاصة، لأن هدف العملية التربوية هو تغيير روح الفرد حتى ينمو ويتغير ويتطور سلوكه، ومن تم يستطيع أن يسهم في تغيير وتنمية مجتمعه، وتتخذ سلوكاته في المجتمعات مسارا محددا، وفق مجموعة من القيم، التي يخلقها الإطار المرجعي العام للمجتمع حيث إن ( الخبرات التي يتعلمها الطفل في محيطه الأسري، والاجتماعي والمدرسي، تؤثر بشكل واضح في تكوين اتجاهاته إزاء مواضيع الحياة المختلفة، ومن ثمة تبدأ عملية تحديد قيمه بما يتلاءم وثقافة مجتمعه)([17]) ، وهنا يظهر اشتراك كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع في عملية التربية على القيم في شكل تفاعلي .

2-1 العلاقة التفاعلية بين المدرسة والأسرة والمجتمع

ترتبط كل من المدرسة والأسرة والمجتمع في سلسلة واحدة متكاملة في مجال التربية على القيم، حيث يشتركون جميعا في وظيفة نقل القيم على اعتبار أن ( نقل القيم هو التربية ذاتها، سواء كانت هذه التربية من طرف الأسرة، أو المدرسة، أو المجتمع … لأن القيم لا تنتشر كالزراعة ولا تقال كالمعلومات، وإنما تتأكد يوما بعد يوم وتظهر في كل أفعال الحياة )([18])، وتتفاعل المدرسة مع الأسرة والمجتمع في مجال التربية على القيم، بناء على العلاقات التالية:

العلاقة بين المدرسة والأسرة
تؤدي كل من المدرسة والأسرة دورا تفاعليا وتكامليا فيما يتعلق بالتربية على القيم، فالمدرسة تكمل دور الأسرة أو تعدله، حيث نجد أن الطفل يكتسب داخل الأسرة قيما تتنوع إلى إيجابية وسلبية، وتقوم المدرسة بتدعيم وتنمية القيم الإيجابية، وأما إذا كانت القيم سلبية، فالمدرسة تقوم بتعديلها، وتغييرها عن طريق التعليم والتعلم وفق المرجعية المختارة، فمن بين القيم السلبية التي يمكن للأسرة غرسها لدى الطفل، اللا مساواة بين الجنسين على مستوى الفكر والسلوك، أو إكساب الطفل نظرة خرافية، غير علمية عن الواقع ( الشعوذة – الأشباح ..)، ومن أهم أسباب هذه التربية حسب الدكتور صفوت حجازي ( تعرض الطفل منذ الصغر لتأثير الأم الجاهلة معظم الأحيان، والتي نظرا لوضعيتها المقهورة تتأثر إلى درجة خطيرة بالتفكير الخرافي )([19])، لهذا نجد أن من شأن المدرسة أن تصلح الخلل الذي يمكن أن تحدثه الأسرة، التي تسيء في نقل القيم لأفرادها، إذ يؤكد الأستاذ محمد بهاوي ( إن كل مجتمع في حاجة لوسيط لنقل برامجه وقيمه، فترك الأفراد لوحدهم، وحتى في أحيان عديدة لأسرهم فقط، من شأنه أن يخلق نوعا من الفوضى على مستوى الرؤى، والسلوكات الأخلاقية )([20]).

لهذا تستلزم التربية تكاثف جهود كل من المدرسة والبيت، لأن المدرسة لوحدها، لا يمكنها أن تنجح في تنشئة الشباب، علما أن التنشئة تبدأ في الأسرة وتتأثر بمعطيات المجتمع.

ب – العلاقة بين المدرسة والمجتمع

إن ما يؤكد العلاقة الجدلية بين المدرسة والمجتمع، في مجال التربية على القيم، هو أن المدرسة من إنشاء المجتمع، ومن أهدافها تنشئة الأجيال اجتماعيا، لارتباطها البنيوي بالمحيط السوسيو ثقافي، كما أن الوظيفة التي تقوم بها المدرسة، هي تربية المتعلمين وفق المعارف والإيديولوجيات والقيم التي يحددها المجتمع، وفلسفته، واختياراته التربوية التي تراعى عند بناء المناهج والبرامج التعليمية .

ومن الأدلة التي تؤكد الارتباط بين المدرسة والمجتمع، هو ارتباط تغيرات القيم بتغير معطيات المجتمع (فالقيم مرتبطة ارتباطا وثيقا بالطريقة التي نعيشها مع بعضنا في المجتمع، فلا محال أن بعض القيم ستختفي، وأخرى ستظهر مع الزمن والتطور، وشروط الحياة العائلية والحياة المدرسية، والوسط الثالث المجتمع، حيث أن التقلبات الاقتصادية والاجتماعية، غيرت كلا من العائلة والمدرسة والمجتمع، الأمر الذي يجعل من المدرسة الأداة الجديدة للانتقاء الاجتماعي)([21]).

والتربية على القيم، تساهم في استقرار المجتمعات، وحمايتها من الاضطراب والفوضى (فدور المؤسسات التربوية في أي مجتمع، يتمثل في إكساب المعارف الضرورية، ومساعدة الأفراد على فهم قيمهم، والارتباط بها وممارستها، مما يجنبهم التخبط والعشوائية، ويهيء لهم مناخا ملائما من الاستقرار)([22]).

2-2 التربية على قيم حقوق الإنسان في المدرسة العربية

لقد أضحى نشر ثقافة حقوق الإنسان عبر المدرسة العربية مطلبا ملحا، تماشيا مع التحولات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية واستجابة للانشغالات المتزايدة بحقوق الإنسان، التي لا تعتبر فقط ضرورة تربوية بل أيضا ضرورة حضارية وتاريخية، وشرط لازم للتنمية على جميع المستويات ( واعتبر التدريس أو التعليم، إلى جانب وسائل أخرى، جسرا رئسيا، يمكن أن تعبر منه الحقوق لكي تشيد لها موقعا ثابتا في شخصية الفرد وداخل البنية المجتمعية)([23]).

2-2-1 خصائص التربية على قيم حقوق الإنسان

يجب أن تضع التربية على قيم حقوق الإنسان ضمن أولوياتها، المساهمة في تكوين المواطن المتشبع بالقيم الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وروح الحوار، وقبول الآخر …، القادر على ممارستها، في سلوكه اليومي، من خلال تمسكه بحقوقه، واحترامه لحقوق الآخرين، أي تكوين المدرسة لمواطن واع بواجباته نحو نفسه، ونحو غيره، مدافعا عن الصالح العام، حريصا على حقوق ومصالح المجتمع، بنفس القدر الذي يحرص فيه على حقوقه ويدافع عنها، الأمر الذي ينتج عنه تنشئة مواطن صالح لنفسه، ولدينه، ولمجتمعه، على اعتبار أن قيم حقوق الإنسان مطلب مشترك، تنادي به الشريعة الإسلامية، والمواثيق الدولية.

و يستهدف تدريس حقوق الإنسان غرس القيم على المستوى الفكري والنفسي، لتتحول لسلوكات في الحياة اليومية، وهذا ما أكدته الأستاذة رقية أغيغة بقولها ( إن تدريس حقوق الإنسان، يعني في مقاصده، تأسيس هذه الحقوق كقيم، على مستوى الوعي والوجدان والمشاعر، وكسلوكات عملية على مستوى الممارسة )([24])، وهذا الأمر من شأنه تحقيق الاستقرار الاجتماعي، كما أن ( إدراج التربية على حقوق الإنسان بالمدرسة، سيساهم في إشاعة احترام هذه الحقوق، لأن التلاميذ نساء ورجال الغد، بتشبعهم بهذه الحقوق، سيعملون بعد تخرجهم على فرض احترامها، بمختلف المؤسسات والأجهزة).([25])

وما يمكن تأكيده في هذا المجال هو أن التربية على قيم حقوق الإنسان في المدرسة العربية، ليست تربية معرفية، تتوخى الجانب المعرفي فقط، لدى المتعلم، كأن يقتصر المتعلم على معرفة ما أقره الإسلام من حقوق أو الإطلاع على مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومحتوى المواثيق الدولية، بل هي تربية قيمية بالدرجة الأولى، تتوجه أساسا لتغيير السلوك نحو الأفضل ( لأن التربية على حقوق الإنسان ليست مادة دراسية قائمة بذاتها، بل إنها سلوكات ينبغي أن يكتسبها المتعلمون وتترسخ في شخصيتهم، ويستدمجونها في بنياتهم السيكولوجية والفكرية )([26]).

ويستدعي تدريس حقوق الإنسان، الاهتمام بالفرد والمعارف، والقيم والكفايات، المرتبطة بتطبيق منظومة قيم حقوق الإنسان، وكذا الوعي بعلاقات الفرد بالأسرة والمجتمع كما أسلفنا الذكر ( وترقى أيضا إلى تنظيم علاقة الفرد بالسلطة، والرفع من مستوى الوعي، بالأحكام المسبقة، وتقبل الاختلاف، وتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق الآخرين، والمساهمة في الوساطة الاجتماعية لفض النزاعات( ([27]).

إلى جانب ذلك، فالتربية على حقوق الإنسان )لا تعني فقط كما هو الحال في التربية التقليدية عموما، تعليم أطر التكوين المدرسي وباقي الفاعلين التربويين والإداريين، ثم المتمدرسين، مختلف العناصر المنوه بذكرها، في مجال المعرفة بحقوق الإنسان، بل تتعلق بالإضافة إلى ذلك بقيم تجعله يفضلها هي ذاتها من بين حشد هائل من القيم، ويحتكم إليها في إصدار السلوك، ويلتزم بها في أدائه المدرسي أو المهني، والإنساني(([28]) .

وهكذا تتسم التربية المدرسية على حقوق الإنسان بعدة سمات، فهي إنسانية تهتم بتوعية الإنسان بحقوقه، وعقلانية لأنها تخاطب العقل، وتنويرية لأنها تهتم بمفاهيم مثل الذات والحرية والكرامة والتسامح والمساواة والديمقراطية والمواطنة، وهي أيضا تربية نقدية بناءة، تدعو إلى إعادة النظر في القيم والمبادئ والسلوكيات، التي تتنافى مع حقوق الإنسان، فهي بشكل عام تهدف إلى تكوين الفرد تكوينا متكاملا مع الأخذ بعين الاعتبار كل مكوناته العقلية والمعرفية والسلوكية والوجدانية ليكون على علم بحقوقه وواجباته وحقوق الآخرين نظريا وتطبيقيا ([29]).

2-2-2 معيقات التربية على قيم حقوق الإنسان

تواجه المدرسة العربية عدة معيقات، تحول دون نجاح التربية على قيم حقوق الإنسان داخلها، وتتوزع إلى خارجية وداخلية، فأما المعيقات الخارجية فقد لخصتها الأستاذة فتيحة عبد الله فيما يلي([30]):

معيقات اجتماعية: كانتشار الفقر باعتباره مظهرا للتخلف، وارتفاع نسبة الأمية والجهل، وسيادة التقاليد والعادات المضادة لحقوق الإنسان…مما يشعر المتعلم بمفارقة بين ما تحاول المدرسة تنشئته عليه، وما يلاحظه ويعيشه من انتهاك للحقوق في أسرته ووسطه الاجتماعي، وينعكس أثر ذلك على بناء شخصيته.

معيقات فكرية وثقافية: وتتمثل في الجمود الفكري الذي يتجلى في قبول الأفكار الجاهزة، وغياب استعمال العقل والحس النقدي، وهيمنة العاطفة والانفعال بدل التفكير والمنطق، واستضمار تمثلات نمطية تمييزية عن المرأة والطفل وذوي الحاجات الخاصة.
معيقات سياسية وقانونية: تتجلى أساسا في ضعف الديمقراطية، كممارسة وسلوك سواء في البيت أو المدرسة أو المجتمع .
أما المعيقات الداخلية النابعة من قلب المدرسة العربية، فهي ذات طابع تربوي وتكمن فيما يلي:

-غياب الحس التكاملي بين المواد والمدرسين في مجال التربية على حقوق الإنسان، فما يبنيه الواحد، قد يهدمه اللآخر.
-غياب الجانب التطبيقي لقيم حقوق الإنسان بإنزالها لأرض الواقع، والإغراق في الجانب نظري، إذ أن (تقديم المعلومات للناس حول حقوقهم عمل سهل ممكن، لكن التحدي الأكبر هو أن نمزج بين تعليم حقوق الإنسان وممارستها على نحو عملي).([31])
-غياب الانسجام بين القيم التي تسعى المدرسة لإكسابها للمتعلم، والقيم التي تسود المجتمع، مما يجعل المتعلم يعيش تناقضا كبيرا مع ذاته، لأن (تحقيق حقوق الإنسان لن ينجح إلا في إطار وجود نوع من العلاقة الجدلية، بين المجتمع ومؤسساته، من جهة، وبين المدرسة ومتعلميها من جهة أخرى، حيث يجد الفرد ما يستدمجه داخل المدرسة من مبادئ، وما يكتسبه من قيم متوافقة ومتطابقة، مع ما يوجد خارجها، إذ تعتبر المدرسة مرآة المجتمع)([32]).
و يمكن أن نضيف لهذه العوائق التربوية التي تحول دون نجاح المدرسة في ترسيخ قيم حقوق الإنسان :

-الطرق البيداغوجية التقليدية.

– الوسائل التطبيقية والديداكتيكية القليلة والمتجاوزة.

– محتوى البرامج التعليمية التي تتنافى مع حقوق الإنسان بالكلمة أو الصورة أو المعالجة التربوية…

– الأطر التربوية والإدارية التقليدية بممارساتها غير الديمقراطية.

– مشكل الاكتظاظ وقلة الموارد المادية والبشرية غير المؤهلة بالشكل المطلوب.

– النقص الملحوظ في تكوين المدرسين وتشبعهم بمبادئ حقوق الإنسان.

و قد نجم عن هذه المعيقات إلى جانب عوامل أخرى متعددة لا يسع المجال لذكرها، أن المدرسة أصبحت تعاني من عدة مشاكل منها، العنف، المخدرات، الغش في الامتحانات، غياب الاحترام، وسوء المعاملة مع الآخرين…( مما يكشف وجود خلل واضح على مستوى القيم، فالمدرسة التي كان من المفروض أن تخرج متعلمين واعين بذواتهم وبقيمهم، باتت فضاء يلجه المتعلم لقضاء أوقات ترفيه، أو لشحذ الذهن بمعارف يراها بعيدة عن طموحاته، وتطلعاته )([33]).

الخاتمة

بناء على ما سبق نخلص إلى أن المدرسة قنطرة عبور مهمة لقيم حقوق الإنسان، وأنها مصدر أساس للتربية على القيم الإيجابية والفعالة، ولن يتم تحقيق هذه الأهداف إلا باتخاذ عدة تدابير من شأنها إنجاح التربية على قيم حقوق الإنسان منها([34]) :

-جعل المدرسة حاملة لقيم ومبادئ حقوق الإنسان، منفتحة على الثقافات المختلفة، في إطار تفاعل بناء.
-تبني بيداغوجيات وجدانية، تخاطب العقل والحس الإنساني للتربية على حقوق الإنسان قائمة على إعادة النظر في المناهج التربوية، في إطار منهاج مندمج تترابط معارفه ومضامينه، بشكل منهجي، وظيفي متكامل المكونات، والكفايات والقدرات، لإدماج ثقافة حقوق الإنسان في قلب المدرسة العربية.
-تعزيز مبادئ ومفاهيم حقوق الإنسان، المدرجة ضمن المناهج التربوية، وتوفير العدة البيداغوجية، الكفيلة بأجرأتها فعليا على أرض الواقع، إلى جانب اعتماد طرائق تنشيطية فعالة، تتمركز حول المتعلم، وتجعله في جوهر الفعل التعليمي .
اعتماد المواد الدراسية الحاملة لمفاهيم حقوق الإنسان، كمرجعية مؤطرة لمواقف وسلوكات المتعلمين، في سياق الكفايات المستعرضة .
-إقامة أندية تربوية، للتربية على حقوق الإنسان .
-تشجيع المتعلمين على توظيف ما اكتسبوه من قيم حقوق الإنسان، في وضعيات ومواقف في حياتهم اليومية، عبر الانفتاح على أفراد المجتمع واكتشاف آرائهم، وقبول الاختلاف معهم …، وبالتالي مساهمة المتعلمين في نشر ثقافة حقوق الإنسان خارج أسوار المدرسة.
-إحداث قطيعة تامة، مع الممارسات اللاتربوية، داخل المدرسة، كالتسلط والعنف والقمع ….
-إضافة لما سبق فإن العمل على التربية على قيم حقوق الإنسان في المدارس، لا يمكن أن ينجح، إلا إذا استند إلى المعرفة الصحيحة بواقع حقوق الإنسان، من خلال الكتب المدرسية والبرامج التعليمية والمناهج المعبرة عن مبادئ حقوق الإنسان كما وكيفا، وكذا استخدام أحدث الطرق في التدريس المسايرة لروح العصر، والمواكبة لتطلعات المتعلم.

كما نؤكد أن ممارسة حقوق الإنسان يجب أن تكون متزامنة مع تعليمها وتعلمها، فالتلميذ الذي يتعلم ثقافة حقوق الإنسان يستحسن أن يراها تمارس بشكل ملموس، أثناء تعلمه لها، وذلك بتجسيدها سلوكيا داخل الصف الدراسي وخارجه، لأن النهوض بتدريس حقوق الإنسان يرتبط بالنهوض بحالة الديمقراطية الوطنية، ذلك أن تدريس حقوق الإنسان في المراحل التعليمية لا ينفصل عن قضايا حقوق الإنسان الأخرى، فلا ينبغي الاكتفاء بترسيخ هذه المبادئ في مؤسسات التعليم فقط، بل نشرها في كل مؤسسات المجتمع لتحقيق العدالة الاجتماعية.

قائمة المراجع

([1])- د. محمد بن عوض الخباص، دور مدرس التربية الإسلامية في غرس القيم، وبلورتها من خلال المنهاج المدرسي، مجلة عالم التربية، العدد 21، السنة 2012، ص 403..

([2]) – وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي،مصوغة التربية على القيم، أبريل 2006، ص16.

([3])- ابن منظور، لسان العرب، بيروت، دار لسان العرب، ص 193.

([4])- Le comte ( Jaques): « Raisons de vivre , Raisons d’aigre » , in Revue Sciences humaines , N° 79 , Année 1998, P 30.

([5]) – د . حسن علوظي، أزمة القيم في عالم متغير ( ملاحظات نقدية )، مجلة عالم التربية، العدد 21، السنة 2012م، ص 183.

([6]) – أحمد بوكوس، حوار حول موضوع التربية على القيم، مجلة عالم التربية، العدد 21، السنة 2012م، ص 13.

([7]) – د. محمد بن عوض الخباص، دور مدرس التربية الإسلامية في غرس القيم، وبلورتها من خلال المنهاج المدرسي، المرجع السابق، ص 398.

([8]) -عبد السلام السعيدي، تدريس مفاهيم قيم حقوق الإنسان ضمن المناهج التعليمية، المرجع السابق، ص 131-132.

([9]) – عبدالله الرشدان ونعيم جعنيني، المدخل إلى التربية والتعليم، دار الشروق، ط 1،عمان – الأردن 1994، ص 210.

([10]) – عبد السلام السعيدي، تدريس مفاهيم قيم حقوق الإنسان ضمن المناهج التعليمية، المرجع السابق، ص 147-148.

([11]) – محمد آيت موحا، استراتيجية تدريس مبادئ حقوق الإنسان، ضمن كتاب تدبير النشاط التربوي، لجامع من المؤلفين،ط1، البيضاء، 1996، ص، 190.

([12]) – نفس المرجع، ص 191

([13]) – رقية أغيغة، التربية على القيم في ظل التحولات المعاصرة، عالم التربية، العدد 2012، ص 50-51.

([14]) – د محمد بن عوض الخباص، دور مدرس التربية الإسلامية في غرس القيم، وبلورتها من خلال المنهاج المدرسي، المرجع السابق، ص 400-401.

([15]) – ذ. محمد عزيز الوكيلي، المدرسة ومنظومة القيم الكونية، مجلة عالم التربية، السنة 2012، العدد 21، ص245.

– ([16]) عبد الكريم غريب، التربية على القيم المرجعيات والعوائق، عالم التربية، العدد 21، السنة 2012، ص43 .

([17]) – الطاهر بوغازي، إشكالية القيم التربوية المدرسية، مجلة علوم التربية، المجلد الثاني، العدد 12، مارس 1997، ص 71.

– ([18])CHRISTOPHE DERENNE ,Anne Francoise Gaillu, Jacques Liensborghs(1998), Desenclaver l’école,éditions Charles Léopld Mayers, Paris, P19.

نقلا عن د. بوكرمة، دور المدرسة في التربية على القيم، مجلة عالم التربية، العدد21، السنة 2012،ص 255.

([19]) – د. مصطفى حجازي، التخلف الاجتماعي (سيكولوجية الإنسان المقهور)، معهد الانماء العربي، بيروت- لبنان، الطبعة الخامسة، 1981، ص 77 .

([20])- محمد بهاوي، المدرسة والتربية على قيم التسامح، مجلة عالم التربية، السنة 2012، العدد 21، ص 271.

([21]) – CHRISTOPHE DERENNE ,Anne Francoise ,op-cit, P92.

([22]) – د سلمان جميلة، التربية على القيم، مجلة عالم التربية، العدد 21، السنة 2012، ص 289.

([24]) – رقية أغيغة، التربية على القيم في ظل التحولات المعاصرة، المرجع السابق، ص 67.

([25]) – محمد فاوبار، التربية على حقوق الإنسان ومزاحمة الواقع المعيش، مجلة عالم التربية، العدد 15، السنة 2004، الصفحة 276.

([26]) – ذ. حسن كشاحي، دور المدرسة المغربية الجديدة في بناء وترسيخ قيم المواطنة لدى المتعلم، مجلة عالم التربية، العدد 21، السنة 2012، ص287.

([27]) – علال بن العزمية، القيم والمدرسة، عالم التربية، العدد 21، السنة 2012، ص 214.

([28]) – رقية أغيغة، التربية على القيم في ظل التحولات المعاصرة، المرجع السابق، ص 56

([29]) – بسمة عُزبي فريحات، دور المدرسة في التربية على حقوق الإنسان، على الموقع التالي:

http://www.alrai.com/pages.php?news_id=348501

([30]) – فتيحة عبدالله، التربية على المواطنة وحقوق الإنسان داخل المنظومة التربوية بين الطموح والواقع، مجلة علامات تربوية، العدد 21، 2007، ص25-26

([31]) – الزبير مهداد، التجربة المغربية في التربي على حقوق الإنسان، http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=2354،

([32]) – ذ . حسن كشاحي، دور المدرسة المغربية الجديدة في بناء وترسيخ قيم المواطنة لدى المتعلم المرجع السابق، ص 287

([33]) – محمد بهاوي، المدرسة والتربية على قيم التسامح، المرجع السابق، ص 273.

([34]) – ذ. حسن كشاحي، دور المدرسة المغربية الجديدة في بناء وترسيخ قيم المواطنة لدى المتعلم، المرجع السابق، ص 287.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت