الشروط المتطلبة في العاملين في المؤسسات العقابية وفقا للقانون المصري

وضع المشكلة :

المؤسسات العقابية هي وحدات ادارية ذات طابع خاص يثير نشاط الادارة فيها العديد من الصعوبات والمتناقضات , من ثم حق القول بأن وضع العاملين بها ليس كأى عاملين في أية ادارة من الادارات .

وان كان الوضع في المؤسسات العقابية في ظل دورها التقليدي لم يتجرد من التعقيدات فان هذه التعقيدات لابد وان تتضاعف في ظل التطور المعاصر لدور هذه المؤسسات , الذي لم يعد مقتصراً على الحيلولة دون هرب النزلاء بل امتد ليشتمل على برامج الاصلاح والتهذيب , وأداء العاملين بالمؤسسات العقابية لهذا الدور المعقد لاشك وانه يواجه بصعوبات جمه , اهمها فقدان النزلاء للثقة في العاملين فالنزلاء ينظرون الى هؤلاء العاملين خصوصاً الحراس على انهم ادوات للقسر وللحد من حريتهم داخل المؤسسات العقابية وفي المقابل فان العاملين بالمؤسسات العقابية يجدون انفسهم في مواجهة فئة اجتماعية خاصة تمردت على المجتمع بارتكاب الجريمة وازاء نفور النزلاء فهم ايضا يشعرون بنفور مقابل مما يؤدي الى فقدان الثقة المتبادلة وقطع جسور التعاون في سبيل تحقيق برامج التأهيل والاصلاح .

الشروط المتطلبة في العاملين في المؤسسات العقابية :

1- اتصافهم بالعقلية الحديثة :

فيجب ان يعرف العاملون بالمؤسسات العقابية أن المحكوم عليه لم يعد ينظر اليه على أنه أثيم يتعين إيلامه وانما ينظر اليه على انه غير متآلف مع المجتمع وان واجبهم تقديم المساعدة اليه لكي تتاح له سبل هذا التآلف ويجب أن تتجه جهود العاملين في المؤسسة العقابية الى خلق مناخ تسوده الثقة المتبادلة .

2- التخصص :

حتى يتمكن العاملون في المؤسسات العقابية من اداء دورهم بكفاءة فإنه يتعين ان يراعي مبدأ التخصص بالنسبة لهم والمقصود بالتخصص فضلا عن التخصص في العمل الفني او الاداري الذي يوكل اليهم , التخصص في ممارسة هذا العمل في المؤسسات العقابية وهذا التخصص يكتسب بأمرين لا غنى عنهما اولهما التدريب وهو ما يقضي انشاء معاهد لاعدادهم لهذا النوع من العمل وثانيهما الخبرة العملية والتي تكتسب بالممارسة الفعلية للعمل في اطار المؤسسة العقابية .

3- التفرغ :

من اهم الشوط التي ينبغي توافرها في العاملين في المؤسسات العقابية الا يجمعوا بين العمل في هذه المؤسسات وعمل اخر نظرا لان العمل في المؤسسة العقابية معقد ومتنوع ويحتاج الى تفرغ من قبل العامل .

4- الصفة المدنية :

وفقا للنظرة التقليدية لوظيفة العاملين بالمؤسسات العقابية باعتبارها تنحصر في حراسة المحبوسين ومنعهم من الهرب كان منطقياً ان يكون العاملون في هذه الوظائف من العسكريين سواء من رجال الجيش او الشرطة فهم اقدر على اداء هذا الدور مع غيرهم ولكن مع سيادة الافكار الحديثة واعتبار المؤسسات العقابية مكانا للاصلاح والتهذيب ظهرت المناداة بان يتصف العاملون بالمؤسسات العقابية بالصفة المدنية والحكمة من ذلك حتى يخلق مناخ من الثقة المتبادلة بين العاملين والنزلاء .