نظرة حول أحكام القانون الدولي على استخدام الالغام

تقييد استخدام الألغام في أحكام القانون الدولي والعام

الباحث: منير علي عابد الحكيميالدرجة العلمية: ماجستير الجامعة: عدنالكلية: الحقوقالقسم: القانون العامبلد الدراسة: اليمنلغة الدراسة: العربيةتاريخ الإقرار: 2006نوع الدراسة: رسالة جامعية

المقدمـــــة:

تعد آلة الحرب والدفاع من الأدوات التي تطورت بتطور المجتمع الدولي، وبظهور الثورة الصناعية، وبروز المطامع الاستعمارية للثروات في العالم، بالإضافة إلى حلم السيطرة على الشعوب ومقدراتها، وزرع المبدأ العام في الاستعمار – فرق تسد – لا سيما في الدول النامية، والغنية بالثروات، كان مطمع الدول القوية، التي استخدمت آلة الحرب الحديثة والمدمرة كأداة لتحقيق مآربها، وسعت الدول القوية، ولا سيما المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، نحو سباق التسلح، وتطوير أدوات القتل والتدمير، ومن هذه الأدوات الفتاكة الألغام بجميع أنواعها، وعلى وجه الخصوص المضادة للأفراد.

ولقد أدى التوسع في استخدام الألغام المضادة للأفراد، وزرعها بشكل عشوائي، إلى كارثة إنسانية كبيرة، يذهب ضحية لها الإنسان والحيوان، وتشكل خطراً على البيئة، وإعاقةً لتحقيق التنمية المتكاملة.
وقد وصلت مشكلة الألغام المضادة للأفراد إلى مستوى الأزمة على الصعيد العالمي؛ فهناك أكثر من مائة وعشرة مليون لغم، مزروعة في نحو سبعين دولة في مختلف بقاع العالم، أي بمعدل لغم واحد لكل اثني عشر طفلاً، وهناك أكثر من مليون لغم يُحتَفظ بها في مخازن الدول جاهزة للاستخدام.

في الوقت نفسه يوجد مثلاً نحو مليونين إلى ثلاثة مليون لغم مضاد للأفراد قد تم زرعها في عام 1994م في أنحاء العالم، في حين ما تم نزعه من الألغام في نفس العام لا يتجاوز مائة ألف لغم، وفي الوقت نفسه تم زراعه قرابة مليونين ونصف المليون لغم مضاد للأفراد سنوياً، الأمر الذي ترتب عليه خطراً بالغاً بعدد ضحاياها الذي بلغ ألفين ضحية شهرياً، وقد سببت خلال الخمسين سنة الماضية منذ الحرب العالمية الثانية في قتل أعداد من الناس وإعاقة أعداد آخرين، أكثر مما يقدر لتأثير الأسلحة النووية والكيماوية.

وتختلف الألغام عن بقية الأسلحة الأخرى، سواءً من حيث استخدامها أو أثرها؛ فبقية الأسلحة يتطلب استخدامها تصويبها نحو الهدف وإطلاقها، أما الألغام المضادة للأفراد، فإنه بعد إعدادها ودفنها في الأرض، أو وضعها فيها فإنها تنفجر عند الدوس عليها أو لمسها أو الاقتراب منها، في حين أنها لاتفرق بين المحاربين وغيرهم، كما أن بقية الأسلحة تتوقف عند انتهاء التوتر، أما الألغام المضادة للأفراد فإنها – إذا لم يتم نزعها – تبقى خطراً مستمراً، حتى لو تم نزعها، فإنه ليس من المؤكد زوال الخطر، إذ أنه من الصعب التيقن بأن كافة الألغام التي كانت مزروعة قد نزُعت.