أساليب البحث المتعلق بالمجرم

ترتبط هذه الوسائل بالمجرم ، من خلال دراسة مختلف جوانب شخصيته ، باستعمال الفحص البيولوجي أو النفسي و الملاحظة و الاستبيان و المقابلة ، و أخيرا دراسة حالة .

الفحص البيولوجي و النفسي

ان تفسير الظاهرة الإجرامية ، يقتضي فحص المجرم مـن الناحيـة الجسمانية و الناحية النفسية ، و ذلك من خلال الـربط بـين الـسمات الجسمانية و النفسية للمجرم و سلوكه الإجرامي ، و نتناول فيمـا يلي الفحص العضوي أي البيولوجي و الفحص النفسي أو العقلي .

الفحص العضوي أو الخارجي

يتم هذا الفحص بواسطة أعضاء الجسم الظاهرية ، فيكون فحصا خارجيا ، أو بدراسة وظائف الأعضاء الداخليـة ، فيكـون فحـصا داخليا .

فبخصوص الفحص العضوي الخارجي للمجرم ، ينصب على دراسة المظهر الخارجي لجسم الإنسان و محاولة الربط بين سـمات هذا المجرم الجسمانية الظاهرة و سلوكه الإجرامي ، و هذا ما قام بـه العالم الايطالي Lamborzo الذي حاول الربـط بين ظـاهرة الإجرام و العيوب الخلقية ، مستنتجا أن وجود عاهة لدى الفرد ، قد يكون له أثرها في وقوع الجريمة ، كـما أن اختلال التناسب بين أعضاء الفرد ، قد يكون له أثره في وقوع الجريمة ، كمـا أن اختلال التناسـب بـين أطراف الجسم قد يكشف عن اختلال في الحالة النفـسية أو الخلقيـة للمجرم .

وقد ينصب الفحص البيولوجي على الجلد و تكـون لـه أهمية خاصة في هذا الصدد . و للإشارة ،فانه ليس بالضرورة ربط ظـاهرة الإجرام بالنواحي الجسمانية للمجرم ، إذ أن كثيرا من الأصحاء الذين يتمتعون بمظاهر جسمانية سليمة يقدمون على ارتكاب الجريمة ، و في المقابل نجد أشخاصا معوقين جسديا آو ذهنيـا بمنـأى عـن عـالم الإجرام .

أما بالنسبة للفحص العضوي الداخلي ـ فيتم بعد الانتهاء من فحص الأعضاء الخارجية من جسم الإنسان المجرم ، حيـث يتجـه الباحث ، لفحص الأعضاء الداخلية ، فيتناول الجهاز العصبي و الجهاز التنفسي ، و الجهاز الهضمي ، بحيث انه كثيرا مـا يكـشف اخـتلال وظائف هذه الأجهزة نتيجة إصابتها بأمراض تدفع الفـرد للـسلوك الإجرامي .

الفحص النفسي أو العقلي

يرتبط الفحص النفسي أو العقلي بكل من الوعي و الإدراك مـن ناحية و إلى التصور من ناحية الثانية و التفكيـر مـن ناحيـة ثالثـة، فبخصوص الإدراك و الوعي ، فيجب البحث عن مظاهر الخلل فـي ملكة الوعي و الإدراك لدى المجرم ، إما من ناحية التفكير فتتجلى في قدرة المجرم على الحكم على الأشياء و ترتب الأفكار ترتيبا منطقيا ، أما بالنسبة لناحية التصور و التخيل ، فقد تتوافر في المجرم حالة من خيال خصب غير طبيعي تتميز بالمبالغة في أمور واقعية آو بالإنشاء الخيالي الأمور لا وجود لها و بتم فحص الملكات المتعلقة بالإدراك و الوعي بواسطة خضوع المجرم لبعض الاختبارات قد تتمثـل فـي رؤيته للأشياء آو صور يعبر عنها ، و نخضع ردود فعلـه و إجاباته للتحليل و الفحص و ذلك قصد بيان نقاط الخلل النفسي لديه

– الملاحظة

تعتبر الملاحظة وسيلة من و سائل المنهج العلمي التجريبي ، و هي عبارة عن مراقبة نوع معين من الظواهر متن اجـل اسـتخلاص القاعدة العامة ، و تستعمل الملاحظة في علم الإجرام كوسيلة مباشـرة لمراقبة المجرم بصفة عامة ، و من خلالها يستطيع الباحـث تفـسير السلوك الإجرامي ـ و الملاحظة في علم الإجرام كوسيلة مباشرة لمراقبة المجرم بصفة عامة ، و من خلالها يستطيع الباحـث تفـسير السلوك الإجرامي ، و الملاحظة فـي عـلم الإجرام أم تـكون علـى نوعين ، بسيطة و منظمة . فالأولى ، تقتصر علـى مـشاهدة المجـرم و الاستماع اله ، و ذلك دون الاستعانة بوسائل تقنية للتأكد من صـحـة المادة التي يصل إليها الباحث ، و تتم بطريقـة المـشاركة أو بـدون مشاركة . فالملاحظة بالمشاركة تتطلب من الباحث أن ينـزل إلى الميدان المراد البحث فيه ، ثم يختفي و يندمج و يعـيش فـي وسـط الجماعة التي تهدف إلى دراستها حتى يـصبح فـردا منهـا ، أما الملاحظة البسيطة بدون مشاركة فتتسم بوضوح الرؤية ، و في ظلهـا يفصح الباحث للأفراد محل البحـث عـن حقيقتـه ، و لا يـشاركهم نشـاطهم ، و لكن يحاول أن يوطد العلاقة معهم من اجل أن يكون محل ثقتهم مما يوفر له في النهايـة بيانات صحيحة .

أما الملاحظة المنظمة ، فتعتمد علـى اسـتخدام و سـائل تقنيـة لإتمامها ، بحيث يمكن للباحث أن يستعمل بعض الأدوات التي تساعده على جمع البيانات ، و ذلك مثل الاستمارات و الاختبـارات و أجهزة التسجيل و التصوير ، و ما شابه ذلك من أدوات أخرى ، و هذا يؤدي في النهاية إلى توفير بيانات دقيقة تساعد الباحث على التوصل إلى نتائج علمية صحيحة ، لكن رغم نجاعة الملاحظة المنظمة فان الملاحظـة البسيطة تتميز عنها ، لكونها تعتمد على المواقف الطبيعية و الاتصال المباشر بين الملاحظ و من يخضـع للبحث ، و هذا ما تفتقد له الملاحظة المنظمة .

و حتى يتـمكن البـاحث من القيـام بالملاحظـة ، ينبغي أن يتسـم ببعض الصفـات كالموضوعية و الحيـدة الخبرة في المجـال الذي يبحث فيه .