سلوك القاضي
القاضي عبد الستار بيرقدار

يتصدر القاضي مهمة رئيسية في إعمال حكم القانون، وقد أنيط به إحقاق الحق وإقامة العدل لذلك يستوجب ان يكون القاضي مستقلاً نزيها محايدا.

واعتقد جازماً أن المرشد الأول لقواعد سلوك القاضي لا يكمن في نصوص مقننة أو في مواد تضمنتها مدونة السلوك القضائي أو في مطبوعة ورقية أو دليل إرشادي أو منهاج يعد أو محاضرة أو ورشة عمل بقدر ما يكمن في ممارسة عملية يقوم بها الكبار أولئك الذين هم في نظر الكافة القدوة والنموذج والمثال، وهم العنصر الأول والأهم في خلق بيئة نظيفة ومناخ صالح.

كما أن من ضرورات خلق البيئة النظيفة والمناخ الصالح، حسن اختيار القاضي، وفي ذلك قيل “خير ضمانات القاضي هي تلك التي يستمدها من قرارة نفسه، وخير حصن يلجأ اليه هو ضميره. فقبل أن تفتش عن ضمانات للقاضي فتش عن الإنسان في داخله، فلن تصنع النصوص منه قاضيا ان لم يكن له بين جنبيه نفس القاضي، وعزة القاضي، وكرامة القاضي، وغضبة القاضي لسلطانه واستقلاله، هذه الحصانة الذاتية، هذه العصمة النفسية، هي أساس استقلال القاضي، لا تخلقها نصوص ولا تقررها قوانين، انما تقرر القوانين الضمانات التي تؤكد هذا الحق وتعززه، وتسد كل ثغرة قد ينفذ منها السوء الى استقلال القاضي، هي ضمانات وضعية تقف بجانب الحصانة الذاتية سدا في وجه كل عدوان وضد كل انتهاك لحرمة استقلال القضاء، بل ان شئت فهي السلاح بيد القوي الأمين، يذود به عن استقلاله ويحمي حماه.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت