الاحتيال الإلكتروني على السعوديين !!!
عبدالخالق بن علي

في ليلة واحدة وصلتني ثلاث رسائل (واتس أب) من أصدقاء يطلب كل واحد منهم سلفه عشرة آلاف ريال من أجل مساعدة شخص بحاجة للمساعدة ، الرسائل كانت ركيكة جدا توحي بأن مرسلها لا يجيد العربية أو أنه غير متعلم . الأهم أن أصدقائي الذين طلبوا السلفة ليسوا بحاجة مبلغ بسيط كهذا . ما كنت لألقي بالا لتلك الرسائل لو لم يكن الحساب الذي وضعه المرسلون (المرسل) في أحد أكبر البنوك السعودية ، وباسم رباعي لمواطن سعودي ورقم هوية سعودية !!!!! وهو الشخص الذي يراد مساعدته .
قابلت الأصدقاء الثلاثة في نفس الليلة لموعد مسبق ، وعرفت أن حساباتهم في (الواتس) تم اختراقها بصورة تسلسلية من واحد للأخر وبأسلوب ساذج جدا . تواصل المخترق مع عدد كبير من الأرقام المخزنة في دفتر العناوين داخل المملكة وخارجها ، يطلب منهم نفس الطلب الذي طلبه مني .

رغم التحذيرات من مؤسسة النقد ، والبنوك السعودية ، وشركات الاتصالات ، وما يظهر في الإعلام عن عمليات النصب والاحتيال ، ورغم الإجراءات الاحترازية التي تضعها البنوك لمنع استغلال وسائل التقنية في سرقة مدخرات المواطنين ، رغم كل ذلك إلا أن عمليات الاحتيال الساذجة مازال يقع فيها المواطنون السعوديون !!! والغريب المحزن أن تلك العمليات في تزايد .

معظم من تقع لهم عملية الاحتيال عبر الإنترنت ووسائل الاتصال متعلمون ، بل إن بعضهم يحملون شهادات عليا . والمضحك أن بعض أصدقائي الذين تم النصب عليهم يعطون دورات في الذكاء المالي !!!!!

لا أستطيع فهم أو تفسير سهولة النصب والاحتيال على كثير من السعوديين ، هل هو غباء وسذاجة فعلا؟ كيف يمكن تفسير أن يقوم شخص يملك أعلى المؤهلات العلمية والمعرفة التقنية بإرسال إرقام حساباته السرية لمصدر مجهول ، لمجرد وصول رسالة نصية تطلب منه ذلك ، وأنه مالم يفعل فسوف يتم إيقاف بطاقة الصراف الخاصة به ؟؟؟؟ أو بأي طريقة غبية أخرى .

أعتقد أننا بحاجة لدراسة اجتماعية ونفسية لهذه الحالة لدى الشعب السعودي ، أكثر من حاجتنا لدراستها اقتصاديا وتقنيا . فقد أصبحنا هدفا للهجوم الالكتروني من كل بقاع الأرض لسهولة الاحتيال والنصب علينا على جميع منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية بأساليب كثيرة معظمها ساذجة وغبية!!!

إعادة نشر بواسطة محاماة نت