الشركات العائلية فشلها ونجاحاتها
عثمان بن حمد أبا الخيل

الشركة العائلية هي شركة تملكها وتديرها عائلة واحدة وتحت رعاية المؤسس لهذه الشركة، ويتعاقب عليها جيل بعد جيل. في مملكتنا الحبيبة استثمارات الشركات العائلية بلغت 250 مليار ريال (66.7 مليار دولار) وتتراوح حصتها في الناتج المحلي 12%. في حين بلغ متوسط ثروة تلك الشركات نحو 22.5 مليار ريال. في حين دول الاتحاد الأوروبي تتراوح نسبة الشركات العائلية فيها ما بين 70- 95% من إجمالي الشركات العاملة بها، وتساهم هذه الشركات بما نسبته 70% من الناتج الوطني، أما في الولايات المتحدة فيبلغ عدد الشركات العائلية المسجلة في أمريكا قرابة 20 مليون شركة وتمثل 49% من الناتج الوطني هذه النسب تعتمد على حجم الاقتصاد الوطني.

إن الشركات العائلية في مملكتنا الحبيبة جزء مهم من الاقتصاد لأنها تمثل نحو 12% من الإنتاج الإجمالي الوطني كذلك فهي توظف آلاف المواطنين حيث توظف أكثر من 76% من القوى العاملة أي ما يقارب من 269 ألف موظف إضافة الى إنها تمثل 63% من إجمالي الشركات بشكل عام في المملكة. رغم هذا الزخم وهذا الرافد القوي للاقتصاد الوطني هناك شركات تفشل ولا تستمر في نجاحاتها؛ لماذا تفشل؟ هناك أسباب كثيرة منها وفاة مؤسس الشركة وعدم اتفاق الورثة على الاستمرار كذلك تشعب الاستثمارات وعدم وجود خطة استراتيجية مستقبلية والخلافات العائلية بعد وفاة المؤسس على إدارة الشركة وضياع المسؤولية وتسرب أبناء العائلة الأكفاء إلى العمل خارج الشركة وضعف تعاقب الأجيال؛ وهذه الأسباب وأسباب أخرى تؤدي إلى فشل النجاح والقضاء عليه.

إن نجاح الشركات واستمرارها مرهون بتحويلها إلى شركات مساهمة مغلقة وتسجيلها في سوق الأسهم حتى تكون محكومة وملتزمة، تفادياً لانهيار هذه الشركات في حال وفاة مؤسسيها، أو وجود أي خلافات بينهم. إن الشركات العائلية تشكل حوالي 70 في المائة من استثمارات القطاع الخاص إما من خلال شركات مملوكة بالكامل أو بحصص أغلبية مساهمة بذلك في 60 بالمائة من اقتصادنا الوطني بأصول تزيد على 500 مليار ريال تباين أهداف ورؤيا أفراد العائلة واختلاف توجهاتهم ومدي تمسكهم في التوسع من عدمه يجعل الشركة العائلية تعيش حالة من عدم الاستقرار المادي والمنافسة وتعزيز موقعها المحلي والعالمي.

في الختام إن شغل المناصب العليا في الشركات العائلية بأفراد العائلة تدخله المجاملة في التعينات دون الكفاءة والخبرة اللازمة، كذلك صعوبة الاتفاق على التوسعات واستقطاب الخبرات من خارج العائلة. وفي المقابل هناك نقاط قوة تجعلها تستمر وتنافس وتتطور ومنها سرعة اتخاذ القرارات ووجود الحافز لمواجهة التحدي الكبير من أجل البقاء واستمرار العائلة. للشركات العائلية دور ومكانة في تحقيق رؤية المملكة 2030 كشريك قوي مع الحكومة كذلك برامج التحول الوطني.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت