اركان جريمة النصب والاحتيال في النظام السعودي
اركان جريمة النصب والاحتيال

تعتبر جريمة النصب والاحتيال من الجرائم التي يتضرر منها كل فرد والمجتمع كله، وقد زادت مثل هذه الجرائم في الآونة الأخيرة وانتشرت بكثرة، وتعرض العديد من الأشخاص للكثير من عمليات النصب والاحتيال فضاعت أموالهم جراء ذلك، لذا صار من الضروري تناول هذا الموضوع وتوضيح مدى الضرر الذي يقع من جميع الجوانب، وخصوصًا من الجانب القانوني.

يعرف معجم القانون النصب بأنه:

استيلاء الجاني على مال يحوزه غيره، عن طريق استعمال إحدى وسائل التدليس التي حددها القانون على سبيل الحصر، وذلك بنية تملك هذا المال

اركان جريمة النصب والاحتيال
في أي جريمة لابد من توافر ركنين أساسين وهما: الركن المادي، والمعنوي، كذلك جريمة النصب والاحتيال لابد من وجود هذين الركنين، وسوف نتناول هذه الأركان بشيء من التفصيل حتى يتضح الأمر.

الركن الأول: الركن المادي
يشتمل الركن المادي من اركان جريمة النصب والاحتيال على ثلاثة عناصر، وهم:

فعل الاحتيال (أي وسيلة التدليس أو الخداع).
النتيجة الإجرامية (تسليم المجني عليه ماله للجاني).
العلاقة السببية (والتي تربط بين النشاط الإجرامي المادي والنتيجة).
ويقصد بالنشاط الإجرامي: “ممارسة المحتال لأساليب (لابد أن تكون محددة) من أجل مزاولة عملية النصب والاحتيال طبقًا لقانون، فلا عقوبة ولا جريمة إلا بنص.

ومن تلك الأساليب:

استخدام الطرق الاحتيالية.
التصرف في مال الغير (مالًا ليس ملكه وليس له حق التصرف فيه).
انتحال اسم كاذب أو صفة غير صحيحة.
عقوبة جريمة النصب والاحتيال في السعودية

الركن الثاني: الركن المعنوي
الركن الثاني من اركان النصب والاحتيال هو الركن المعنوي، والركن المعنوي لجريمة النصب والاحتيال يستلزم:

القصد الجنائي العام: إرادة الجاني أن يرتكب الواقعة الإجرامية مع علمه بتوفر أركانها كما يستلزمها القانون، حيث أنه لابد أن يكون الجاني على علم باحتياله، ويستخدم الطرق الاحتيالية ويتسلم المال من المجني عليه.

القصد الجنائي الخاص: أي توفر نية محددة لدى الجاني، وهي نية سلبه لمال الغير كله أو جزئه بنية حرمانه منه نهائيًا.

إثبات القصد الجنائي: وفي معظم الأحوال تكون أكاذيب الجاني وطرقه الاحتيالية كافية للدلالة على سوء قصده، وبالنسبة للقصد الخاص فالأصل هو أن من يقوم بالاستيلاء على سلعة ما إنما يفعل ذلك بنية تملكها، إلا إذا أقام الدليل على غير ذلك.

خصائص جريمة النصب والاحتيال
بعد أن تناولنا اركان جريمة النصب والاحتيال سوف نستعرض خصائصها، حيث أن الاحتيال من شأنه الاعتداء على ملكية الغير مثل السرقة وخيانة الأمانة، لكنه يتميز عنهما في أسلوب الاعتداء، حيث تتخذ صورة تدليس من نوع ما قام القانون بتحديده ويترتب عليه وقوع المجني عليه في خطأ وتسليمه ماله إلى المتهم الذي استولى عليه بنية تملكه.

ومن خصائص جريمة النصب والاحتيال:

هي من جرائم الأموال: لذا لا يُعتبر مرتكبًا لجريمة الاحتيال من يخدع فتاة لتسليم عرضها، أو كان غرض الجاني الحصول على منفعة ذات قيمة مالية محضة دون أن يستلم شيئًا كاستعماله وسيلة نقل دون دفع أجرتها باستعمال أساليب احتيالية.

هي جريمة لها طابع ذهني، حيث يستخدم الجاني فيها ذكاؤه ودهاؤه أثناء ارتكابها دون استخدام لوسائل عنف أو قسوة.

هي جريمة تقوم على تغيير الحقائق، فلابد من أن تكون هناك وسائل الخداع التي يستخدمها الجاني للكذب من أجل الإيقاع بالمجني عليه في الخطأ، وتشويه الحقائق في ذهنه.

هي جريمة تستلزم أن يكون الجاني على دراية ومتخصص في مجال نشاطه، فهو معتاد على استخدام أسلوب معين لارتكابها، فيتخصص به؛ لأنه على دراية بضحاياه، وكيفية خداعهم والنصب والاحتيال عليهم.

مثل هذه الجرائم يتم ارتكابها في المدن، وتنتشر في المناطق المتحضرة، والتي تزدهر فيها الحركة الصناعية والاقتصادية والتجارية، وخصوصًا التي تكون فيها التعاملات تقوم على السرعة والثقة، حيث يقوم المحتالون باستغلال ذلك لتمرير أفعالهم الاحتيالية.

صور وأساليب الخداع التي يقوم بها المحتال
من خلال ما جاء في الوقائع الجنائية التي نظرها القضاء المقارن، ومن خلال تحليلات فقهاء القانون الجنائي وعلماء الإجرام يمكن أن تبدو مظاهر الطرق الاحتيالية كما يلي:

– الاستعانة بشخص ثالث لتأييد ادعاءاته الكاذبة.
– الاستعانة بوسائل النشر.
– الاستعانة بأوراق كاذبة أو صحيحة.
– إساءة استخدام صفة صحيحة للإدلاء بأكاذيبه.
– التظاهر بمظاهر معينة بصورة تمثيلية.
– الاستعانة بشيء مادي أو القيام بعمل يدوي.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت