العلامة التجارية المشتركة ( Co. Branding)

محرره المحـامية: دانه المطيري

اليوم في عالم الأسواق هناك العديد من الخيارات اللانهائية من المنتجات والخدمات المقدمة للمستهلك، فمن هذا المنطلق تواجه العلامات التجارية تحدي كبير من خلال الحصول على ثقة المستهلك وإثبات إسمها في السوق، فالكثير من العلامات التجارية أعادت النظر في كيفية إثبات نفسها وترسيخ سمعة لها من خلال أخذها لأقوى عناصر المنتجات الموجودة لديها وجمعها مع افضل العلامات التجارية التكميلية لتقديم خدمة أو سلعة جديدة.

فمن هذا المنطلق تعد هذه المقالة تعريف مبسط ومختصر لمفهوم العلامة المشتركة او الجماعية، ويعود السبب الى إن هذا المفهوم لم ينتشر بشكل كافٍ سواء للشركات او المستهلكين وهذا هو الهدف وراء كتابة هذه المقالة.

أولا : يمكننا تعريفه بشكل بسيط بأنه: إستراتيجية تجارية يسعى بها المسوق بعلامته التجارية الخاصة به إلى شراكة مع علامة تجارية أخرى لتقديم منتج او خدمة جديدة، ومن أهم اهدافها مساعدة العلامات التجارية بعضها لبعض لتحقيق ماتصبو إليه على أمل أن التداخل بين العلامتين يصبح أقوى من علامة تجارية واحده.

هناك مثل انجليزي يقول”إن أعجزك التغلب عليهم انضم إليهم”، وهذا يوضح نوعاً ما الهدف من العلامة التجارية المشتركة او الجماعية ، فتعد العلامة التجارية المشتركة من قبيل الشراكات الإستراتيجية ، حيث انها من الممكن أن تصبح وسيلة فعالة للغاية لبناء الأعمال التجارية ، وأيضا زيادة الوعي بالعلامة التجارية واقتحام أسواق جديدة ، وتكمن أهميته وفكرته في إن نجاح علامة تجارية واحدة سوف يحقق النجاح للعلامة التجارية الأخرى أيضا.

فالعلامة التجارية المشتركة هي شراكة تسويقية بين اثنين على الأقل من مختلف العلامات التجارية المستقلة المقدمة للسلع او الخدمات على حد سواء، فهذا الجهد في العلامة التجارية المشتركة يمكن أن يؤدي إلى العديد من الفوائد التي من الممكن أن تكون نقلة نوعية بالنسبة للشركات المشتركة في العلامة التجارية،فلذلك سوف تستفيد الشركات المشتركة بشكل اكبر عندما يجتمعون معاَ لتقديم سلعة او خدمة ، بعكس عندما تروج الشركات لمنتجاتها او خدماتها بشكل منفصل.

فعندما تقوم الشركات الصغيرة او المتوسطة ببذل جهود كبيرة للتعريف بمنتجاتها واستقطاب المستهلكين ،فهي بالتالي مضطرة إلى استثمار مبالغ عالية جدا كي تستطيع أن تُكوَن لها سمعة وتُعرِف المستهلكين بمنتجاتها والنفاذ إلى الأسواق المحلية ، فبالتالي يعتبر من الصعب على تلك الشركات الناشئة أن تُسَخر كل ميزانيتها فقط من اجل الحصول على ثقة المستهلكين والتعريف بمنتجاتها ، فجاء حل العلامات التجارية المشتركة ليخفف عبء كبير لدى تلك الشركات.

ولا يخفى على الكثير أن العلامة التجارية المشتركة لها العديد من الايجابيات والسلبيات فنذكر على سبيل المثال لا الحصر..

*الإيجابيات:

1- الموارد المشتركة

2- تخفيض التكاليف وبالتالي ارتفاع الهوامش

3- تعزيز العلامة التجارية خصوصا لو كانت كل من العلامات التجارية مشهورة

4- تقاسم المخاطر، بحيث لا تتحمل المخاطر علامة تجارية واحدة

5- التحسن في المبيعات وعلاقات أفضل مع العملاء

6- التمويل يصبح أسهل بكثير لأنه يوجد علامتين تجاريتين

*السلبيات:

1- اذا وجد أي خطأ او اتجهت العلامة المشتركة إلى نحو خاطئ فسوف تتأثر كل من العلامات التجارية

2- قد يكون تحالف العلامتين التجاريتين سلبي في عقل المستهلك فبالتالي قد لايحقق النتيجة المرجوة منه

3- قد لا يركز المستهلكين على العلامة التجارية المشتركة فبالتالي سوف يكون سبب في فشل هذه العلامة

* من الأمثلة الناجحة والشهيرة في العلامات التجارية المشتركة:

1- BMW & Louis Vuitton
2- Alexander Wang & H&M
3- Dell Computers & Intel Processors

4- Pillsbury Brownies & Nestlé Chocolate

5- British Airways & Citibank

أخيرا، يجب على أي شركة تريد الدخول في علامة تجارية مشتركة أن تنظر الى الايجابيات والسلبيات على حدا، حيث إن مثل هذا القرار قد يعود بالنفع بشكل كبير وواضح للشركات من حيث زيادة مصادر الدخل والأرباح وترسيخ السمعة لدى المستهلكين وزيادة الوعي بالعلامة التجارية وكذلك الحد من التكاليف، لكن على النقيض تماما لو أن العلامة التجارية المشتركة لم تنجح فهذا سوف يؤثر سلبا عليها، فعلى ذلك ينبغي أن تستخدم بحكمة وحذر حتى لاتضعف العلامة التجارية فلاتحقق النتائج المرجوة منها..

إعادة نشر بواسطة محاماة نت