العدل
القاضي عبدالستار بيرقدار

هنالك أخلاق ثابتة لا يمكن لأي مجتمع أن يتخّلى عنها نظراً لأهميتها وخطورة عدم التقيّد بها، والعدل هو إحدى تلك الصفات المهمّة والتي تحقق الأمن والاستقرار في المجتمع وتمنع تفشي الظلم والضعف. صحيح أن العدل هو قيمة إنسانية عامة جدا، ولا يمكن قصرها على ثقافة بعينها، ولكن في حالة مجتمعاتنا الإسلامية نجد العدل في القلب؛ هكذا كانت ثقافتنا في روحها، عدالة في وجه الظالمين، المستكبرين، الفخورين بذواتهم والمتجبرين. فكان العدل أساساً وميزاناً، ولا توجد سبة أسوأ من أن تكون ظالماً، “لأن الله ذاته العدل، والعدل يعني الحق، والحق حبيب الله”، كما يقولون، وهو اسم ثان للذات العليا.

العدل هو أن يتم إعطاء الحق لصاحبه دون التفرقة بين الناس، ويعدّ العدل أمراً في غاية الأهمية لتحقيق الصلاح للمجتمع وأفراده، وهو من أهم عوامل السعادة التي يتمناها كافة البشر في حياتهم، وهو ما يجعلهم يطمئنوا على كافة حقوقهم وممتلكاتهم وكذلك أرواحهم وأعراضهم، ويبعدهم عن الشقاء والدمار وضياع الحقوق.

فبتحقيق العدل سوف يشعر الناس بالطمأنينة والاستقرار، وهذا بالتأكيد سيحفزّهم على العمل والإنتاج بالشكل المتقن والسليم وبالتالي سيزدهر المجتمع ويتقدّم، فمن يشعر بأنّ حقوقه محفوظة سيعمل ويجتهد من أجل الوصول لأهدافه وبالطرق الشرعية والقانونية، ومن يشعر بعكس هذا إما أن يتكاسل ويهمل أو يلجأ للطرق غير القانونية لتحقيق ما يطمح إليه .

فالعدل ثقافة تنتشر وتسود. وإعطاء الحقوق لذويها ثقافة تنتشر وتسود داخل المجتمع، ليصبح الظلم بعد ذلك دخيلاً ينتفض المجتمع كله ضده وضد كل اشكاله.

يجب أن تصبح قيمة “العدل” أساساً في حياتنا، يدرسها الطفل داخل المدرسة وبعد ذلك في الثانوية والجامعة لتترسخ في ذهنه ويمارسها في حياته ويدافع عنها في محيطه. لأن الفرد هو الذي يكون المجتمع، وإذا تربى الفرد على قيمة “العدل” بنينا مجتمعاً عادلاً أساسه الإنسان ودافعه العدل و هدفه الكرامة.

إعادة نشر بواسطة محاماة نت