السلوك المهنى

القاضى حسن حسين جواد الحميرى

السلوك المهني القاضى حسن حسين جواد الحميرى

من المعروف أن العمل هو أحد عناصر الانتاج وبعد تكاثر المجتمع البشري وتعدد طبقاته المنتجة بتعدد انواع السلع والخدمات والتي أصبحت من الصعوبه بمكان حصرها لكثرتها وتخصص كل فئه من الناس بأنتاج وتقديم سلعه معينه أي بعد ظهور تقسيم العمل حيث لكل حرفه أو سلعه أسلوب معين في أنتاجها أو تقديمها فقد أصبح لزاماً على كل فئة أن تعرف كيفية التعامل مع الاخرين الذي يتعاملون مع هذه الخدمات او السلع وبالتأكيد فإن أساليب الإنتاج ووسائله تطورت عبر الزمن وكذلك القوانين التي تخص هذا الجانب حيث لوحظ ان بعضها مشاراً اليه في القوانين البابليه القديمه ولا زال الكثير منها ينظمه العرف.. الآ ان الأمر قد شهد تغيراً كبيراً في العصور الحديثه ومنذ الثورة الصناعيه حيث قامت مجتمعات العمال ونقاباتهم وكذلك اصحاب العمل يوضح الانظمه اللازمه لكيفية ممارسة هذه الاعمال في لوائح ملزمه ينبني على مخالفتها محاسبة المقصر وكان في الماضي خاصة في بداية توسع الدولة الاسلاميه وبالاخص في الزمن العباسي مهن كثيرة كالبنائين والحدادين والنجارين على اختلاف أصنافهم والعمال واصحاب العمل وكان على رأس كل مهنة نقيب يتولى نقابة المجموعة التي تنتمي اليها الذي هو خبيرا في فنها ويحتكمون اليه في الأمور التي تخص المهنة ويصدر أحكامه ويستجيبون اليها ويسمى الى وقت قريب لدى العامة بشيخ الصنف .اما في الوقت الحاضرفقد ظهرت مهن اخرى كالمهندس والمحامي والطبيب وأستاذ الجامعة والإداري والقاضي والمعلم والفنان والصحفي وغيرهم وأصبحت تنتضمهم نقابات تعنى بشؤونهم ومشاكلهم …الحقيقه ان السلوك المهني يمكن أن يعتبر تطويراً للسلوك الاجتماعي العائلي والذي يمكن قوله في هذا المجال ان ما يمكن ان ما تجمع عليه اغلب المجتمعات هو رعاية الأب لأبنائه في صغرهم وتوجيهم الوجهه الصحيحه وان يعلمهم مهنته اذا كانت جيده او يرسل بهم الى المدارس ليتعلموا القراءه والكتابه ويعتني بهم حتى يصلوا الى اعلى المراتب العلم وفي المقابل أوجبت على الأبناء احترام الاباء ورعايتهم عند كبرهم والعنايه بهم واحتراهم حتى يمكن القول عنهم انهم ابناء باريّن بأبائهم وبالتالي مجتمعاتهم وألا لصقت بهم صفة العقوق وفي الشريعه الاسلاميه فأن الابن العاق لاتسمع شهادته ومن الواجب المهني على الاستاذ ان يعطف على تلاميذه كعطفه على ابنائه ويعتني بهم وان يعتني بهندامه ويراقب سلوكه وهو امامهم وقورا محترما في اقواله وافعاله حريصا على القاء محاضراته واداء عمله وايصال الافكار العلميه الى اذهان الطلبه كما على الطالب ان يحترم اساتذته ويوقرهم ويبذل الجهد في دراسة دروسه واتقانها وان يكون مؤدباً مع زملائه ذو لياقة واحترام وهو يتعامل معهم .

ومن السلوك المهني لشيخ العشيرة يجب ان يكون كريماً معطاء عارفاً بالأصول العشائريه ذو عفة ووقاروعلى القاضي ان يحق الحق بين الخصوم وان يحافظ على كرامة القضاء والابتعاد عن كل ما يبعث الريبة في استقامته وكتمان الامور والمعلومات والوثائق التي يطلع عليها بحكم وظيفته او خلالها اذا كانت سرية بطبيعتها او يخشى من افشائها لحوق ضرر بالدولة او الاشخاص ويظل هذا الواجب قائما حتى بعد انتهاء خدمته وعليه عدم مزاولة التجارة او أي عمل لايتفق ووظيفة القضاء وغيرها من الواجبات التي نص عليها قانون التنظيم القضائي وعلى الطبيب ان يعالج مريضه ويبذل عنايته ومن السلوك المهني للعسكري ان يتحلى بالضبط والصبر والثبات في المعركة والتقدم نحو الموت دون خوف او وجل واحترام من هو اقدم منه رتبه..وعلى المحامي ان يتقيد في سلوكه بمبادئ الشرف والاستقامة والنزاهة وان يقوم بواجبات المحاماة المنصوص عليها في قانون المحاماةوان يلتزم بما تفرضه عليه تقاليد المحاماة وادابها ويحضر عليه اعارة اسمه وشراء كل او بعض الحقوق المتنازع عليها في القضايا التي هو وكيل فيها ويحضر عليه التعامل مع موكلة على ان تكون اتعابه حصه عينية من الحقوق العينية المتنازع عليها وكما يحضر عليه السعي لاستجلاب الزبائن بوسائل الدعاية او باستخدام الوسطاء وعليه ان يدافع عن موكلة بكل امانة واخلاص ويكون مسؤولا في حالة تجاوزه حدود الوكالة او خطأه الجسيم وان لايمثل مصالح متعارضه وان لا يفشي سرا اؤتمن عليه او اداء شهادة ضد موكله في الدعوى التي هو وكيل فيها وعليه ان يسلك تجاه القضاء مسلكا محترما يتفق وكرامة القضاء وان يتجنب كل ما يؤخر حسم الدعوى وان يتحاشى كل مل يخل بسيير العدالة وان يتعامل مع زملائه بلياقة…ان احترام هذه النوعيات من السلوك اذا ما روعيت خلقت مجتمعاً منسجماً متوافقاً متوازناً وبالتأكيد فأن هذه القواعد تستند على مبادئ دينيه وأخرى اخلاقيه وادبيه حيث من ضمنها عدد كبير من المبادئ الاخلاقيه والسلوكيات الادبيه التي يجب اخذها بنظر الاعتبار عند ممارسة المهنه اذ ليس كل ماهو منصوص عليه قانونا ً وجب تطبيقه حرفيا اذ يجب تطبيق روح القانون وليس نصه فالرجل النبيه والموظف الذكي ورئيس الدائرة الالمعي يميز بين الموظف حديث السن واخر كبير السن باضافة نوع من التوقير الى هذا الاخير ليكون مذاق المهنة سائغاً واكثر قبولاً صحيح ان القانون يفرض المساواة في المعاملة بين جميع المواطنين حيث ان الجميع سواسي امامه ولكن اين نحن من القول المأثور( لاخير في امة لاتمجد عظمائها ) وما هو الضرر الذي يلحق بالمجتمع اذا قُدمت معاملة شخص مريض او كبير في السن اوفي الرتبه او المقام وعجلنا له في الانصراف وتخلصنا من احراج اجتماعي عم الكان بوجوده خاصة وان امثال هؤلاء هم احاد ..

ان ذلك لا يدل تفضيل او على تفريق بل العكس يدل على مجتمع ملتزم واعي مثقف ومؤمن وعارف بأحكام لأدبه وأخلاقه فما الضرر الذي يصيب الموظف اذا انكر ذاته واستمر بضع دقائق بعد نهاية الدوام لأكمال معاملة احد اخوانه المواطنين يكفيه عناء المراجعة في اليوم التالي وليفسح المجال لغيره …السلوك المهني لكل مهنة يعني الأ لتزام بادابها وشرفها والسمو بها والترفع بها عن الصغائر واظهارها بالصور ا للا ئقة المحترمة ذات البهاء والا بتعاد بها عند ممارستها عن الشبهات وما يضعفها في الاعين والنفوس فأذا ما توفر ذلك نكون قد حققنا مجتمعاً مثاليا اهله من الصالحين واعماله صالحة ونافعه وصرحه عالي ومجيد وليكن شعاراً لجميع الاية الكريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ) والى موضوع اخر والله ولي التوفيق